حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. الرزق على الله وعجز الروح أصعب من الجسد
الجمعة 16/نوفمبر/2018 - 05:03 م
إعداد/ شيماء اليوسف-تصوير/ أيمن _ توفيق _ فاطمة
طباعة
تتابع حكايات مصر الحلوة الشقيانة تفاصيل الشارع المصري، ترصد حركات الأسواق تدور داخل عجلات الطرقات، تعبر أمواج نهر النيل لتطل من أعلى كوبري القصر، وتنزل إلى الريف تأخذ مقعدها بين غيطان الفلاحين، تتأمل دخان الشاي المنبعث من البيوت الأسوانية المصنوعة من الطين الطيب، هناك حيث جنوب الصعيد إلى مقابر الملوك حيث الأمجاد الأولى في تاريخ البشرية، تلقي نظراتها العميقة إلى التراث المصري والحرف المتينة وسحر ليال القاهرة، يقدمها مراسلو "بوابة المواطن" على طبق من ذهب لزوار بوابتنا.
خذيه قوي .. يوماً ما سيكون هو جيشك الوحيد
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
أخذ بناصية يدها لا يعبأ بالمارين حوله ولم يمد يده لها شفقة ولا منة بل هو "الحب" أنشأ في قلبه معبد حبها فكادت روحه تستفيق كلما أمسك بها ليأخذها حيث الرصيف الأخر من الحياة، يسند ظهرها يتوج قلبها يجذبك من بعيد تلك البهجة التي تخالج روحه وهو يعقد يديه على المقبض الحديدي كي يدليها برفق، عاكفا على إسعادها وسعادتها، فهل يا ترى هل يجد كل منا يحبنا على ما نحن فيه أو على ما أجبرنا أن نكون فيه ولم نختر تلك الأقدار بيدنا؟
الشهامة والجدعنة في مصر ملها مثيل
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
كان مراسل بوابتنا "المواطن" يمر في طريقه لتغطية مهامه الصحفية اختطف عدسته ذلك المشهد الذي يتكرر كل لحظة في شوارع مصر وداخل الأحياء وبين الأزقة في الأرياف وفي أقصى قرى صعيد مصر، تنقل لك حكايات مصر الحلوة الشقيانة أحد الصورة الحية الدائمة والمنتشرة بين المصريين، فلا يمكن أن يجدك أحدهم في مآزق ويتخلى عن مساعدك لا يمكن أن يتركك تعبر الطريق بمفردك وأنت غير قادر.
شيخة العرب في جولة تسوقية
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تبدو لك من الوهلة الأولى أنها امرأة ذات حسب ونسب عابرا للقارات فنظرتها الضليعة الواثقة تجعلك تدور برأسك وتسأل: من يا ترى تلك المرأة التي ترفع رأسها بهذه الطريقة وكأن القاهرة وضواحيها والأهرامات وأبو الهول تحت شارتها، رغم حذائها المتواضع وجلستها على الرصيف الأكثر تواضعا، لكنك سرعان ما تنجذب إليها من نظرتها فقط، التقت بها حكايات مصر الحلوة الشقيانة في غفلة من ضوء النهار عقب جولة تسوقها.
الرزق في الملكوت سارح
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تبدأ يومها بذكر الله ثم تبعث بنفسها آمال الحياة داخل روحها، تترك صغارها داخل جدران غرفتها النصف مظلمة والنصف مستنيرة تتسلل دروب الرزق من أجل لقمة العيش، لا تفكر ولو لبرهة في أنوثتها التي سرقتها ليال الجوع والحرمان، فأمثالها لا يعرفن طريقا لأحدث صيحات الموضة ولا يفكرن في تغيير الروتين البيروقراطي الذي تعودن عليه منذ سنين، أمثالها يفرحن بليلة العيد التي يكتسين فيها لباسا جديدا مرة كل عام.
متحسبلهاش واعتبر اللي راح مجاش
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
نتعرض كلنا لمثل هذا الموقف الذي نقف فيه نحصر ما بقي داخل خزانة أموالنا الصغيرة، نرصد الجنيهات المبعثرة هناك وهناك، تقلبنا تقلبات الحياة على ظهر دهرها، فقد تغيرت ظروفنا ومتطلبات الحياة قد زادت وظلت رواتبنا الشهرية بين دفتي الانخفاض وسوء الإنفاق ومباهج الدنيا ترمينا بين ضفافها، وكما في هذه اللقطة يبقى كل شخص في حاله لا يهتم بمصائر غيره والمعاناة التي يعيشها من حوله كل شخص يفكر في نفسه فقط، الحكيم في هذا الزمان هو من عرف ماذا سينفق ومتى وأين ويجل لكل طريق خريطة.
شاب وجهه وروحه شابه
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
ترى في حكايات مصر الحلوة الشقيانة كل الملامح التي يمكن أن تقابلها في مصر، كمثلما هذا الرجل الذي تقرأ في ملامحه كل المحطات المريرة التي مر بها طوال حياته وربما قد بدأ فتيلها يشتعل منذ صباه، طرقات منكسرة على جبينه وأزقة معوجة فوق جفنيه، دروب كسرت صباه وألبسته عباءة الشيب مبكرا لكن ابتسامته لازالت تنير الجزء الأخر من ذلك الوجه البشوش بعدد كل تلك التجاعيد التي رافقت مسيرة كبره.
أيه اللي باقي يا زمن لسه مخدتوش
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
أخذته لهوة الحياة وثقل طرقاتها حد أفقدته أسنانه، ليال الحياة التعيسة أزهقت شعره فسقط صريعا وأصلع بطيئا وباتت رأسه ملساء كزجاجة عطر فارغة ظلت رائحتها الطيبة راكدة داخل زواياها بينما هي فرغت تماما من العطر، يقف صامتا متكئا على حافة حقله يقلب الماضي في ذكراه النائمة، يبحث عن شبابه الضائع كأنما يناديه العودة راجيا أن يسمعه لكن لا حياة لمن تنادي، كأنه يصيح في وجوه الشباب أن أفرحوا بأعماركم وعيشوا شبابكم قبل أن تبكون رحيله.
المرأة العاملة في مصر
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
جلست على فرشها الأخضر تبتاع ما رزقت لتقص لنا إحدى حكايات مصر الحلوة الشقيانة، فهي تفرك حبات البسلة ثم تعبئها بعناية شديدة داخل أكياس البلاستيك ثم تبيعها جاهزة للنساء العاملات، حيث لا يستطعن بسبب التزامات عملهن أن يوفين بأشغالهن المنزلية والتجهيزات العديدة الخاصة بالمطبخ، فيقمن بشراء بعض الخضروات الجاهزة من السوق لاستخدمها في الطبخ بديلا عن شراء بقشرتها ومن ثم تبدأ عملية التقشير والتجهيز.
ابتسم وصل على النبي في قلبك
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تبدأ رحلة ذلك الرجل من الصباح الباكر إن لم يكن قد بات ليلته الماضية نائما في الجراج، يترك له العابرين سيارتهم مصطفة في طوابير منضبطة، يظل طوال اليوم يرص السيارات في حلقات كل سيارة يرمز لها برقم يعرف صاحبها جيدا ويعرف مكان عمله ومهنته، هم أيضا يعرفوه جيدا ويثقون فيه تماما هذه الثقة استمدت من وتيرة النعاس بين جفنيه وحدقة عينه النائمة اليقظة ولكنها يمضي على وتيرة الرزق لا يتناسى مهمته التي لبس هذا الزى المميز من أجلها.
"الدراجة" حلم كل الصغار قبل إسدال ستائر الطفولة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تعرف لماذا حكايات مصر الحلوة الشقيانة لأن نصفها حلو والنصف الأخر يتحلى بالشقاء، كما ذلك الطفل الذي يستقل دراجته وقد ذكرني بطفولتي عندما وددت لو أن والدي اشترى لي دراجة ولا يتركني أقع ضحية لتلك الفتاة التي كنت أستأجر منها دراجتها كانت تقطع أموالي الصغيرة التي كنت أخبئها من خزينة مصروفي الخاص فكانت تأخذ إتاوة إعطائها الدراجة لي وأن أزود لها قيمة القروش التي كنت أدفعها دون أن أخبر أبي وظللت على هذا الفعل حتى أني خابت أمالي من تعلم قيادة الدراجة التي أفشل فيها حتى اليوم.
بعض النساء ما يستفزك حتى جلوسهن
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
جلست كالأسد تفترس الحجر الصامت الصارخ في طابور انتظار عربة حتى تستقلها إلى البيت تمسك جيدا بمشترياتها الصغيرة الواقعة أسفل الكيس البلاستيكي، وبقدمها جزاء غليظ يغطيها إلا أصابع السبابة والإبهام، أنا لا أعرف لماذا هما دون غيرهما ماذا كان يقصد المصمم من هذه الفكرة، ولماذا هي الأخرى تجلس بهذه الطريقة المستفزة بعض الشيء أينعم أجبرها إرهاقها من العمل طوال اليوم لكن العابرين لن يلتمسون لها عذراء.
الحفاء ولقمة العيش أسرار من الشارع المصري
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
جلس يراقب لقمة عيشه على منضدة الحياة وعالمها الفسيح، يتكئ بإحدى فخذيه على حقيبته البلاستيكية، يحسب ما أخذ منه الزمان وما بقي، الجميع حوله كل منهم جلس يداعب حاله أو يهرب من حياته إلى بيوت الخيال، كلهم جلسوا على مقعد حكايات مصر الحلوة الشقيانة، وإن كان الجميع في نزهة يتنفسون عطلة الأسبوع بعيدا عن انشغالات العمل هو بمفرده جلس هنا من أجل العمل.
حكايات مصر الحلوة الشقيانة في السوق
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
ضربت الأسواق واعتلت العروش وقادت الجيوش وركبت البحار أبهرت كل من عرفها فهي مثال أصيل للمرأة المكافحة التي تقف بجانب زوجها وأبيها وأبنائها وأخوتها حتى يتخطوا مشاكلهم، فالمرأة المصرية لا يمكن أن تقارن بأي امرأة على وجه الأرض، فمن شربت من نهر النيل وتربت على في بيوت الأشراف ونسبها يعود إلى الفراعنة الذين نقلوا الحضارة للعالم لا يمكن أن تقارن بغيرها من النساء.