شهدنا سحابه من الحزن تخيم علي منزل الطبيب الصيدلي الذي لقي حتفه علي يد شخص بمحل عمله بأحدي الصيدليات في السعودية والذي سدد له عدة طعنات أودت بحياته في الحال ، ذلك الخبر الذي نزل كالرعد علي أسرته التي كانت تنظر في شغف رجوعه لهم ليعيش بينهم غير معتقدين أنهم في لحظة سيتسلموه جثة هامدة هذا مالسمته بوابة المواطن الأخبارية عندما توجهت للقاء أسرته بمنطقة عين شمس .


" ابني عاش تعبان في الدنيا ومات شاقيان في الغربة " .. بهذه الكلمات بدأت والدة الضحية تروي تفاصيل علمها بخبر وفاة نجلها قائلة ابني سافر منذ طفولته وهو متفوق دراسيا هادئ الطبع متحمل للمسؤلية فمنذ أن تخرج وبدأ حلم العمل يراوده لكي يساعد والده على المعيشة ويحقق حلمه في الزواج من ابنه الحلال , السبب الذي دفعه للدخول في مسابقة أقامتها شركة النهدي السعودية وفاز في اختباراتها وبدأ سفره عام 2015 م.


وكان يأتي أجازة في العام كل شهر ويطمئن على والده المريض بالهاتف يوميا وقبل وصولي خبر وفاته بساعات كان معي على الهاتف أنا وشقيقته وتحدثنا سويًا ولم أعتقد أنها ستكون اخرلحظات سماعي لصوته الذي انهي به مكالمته قائلا خلي بالك من نفسك ياماما واوصني أنا وشقيقته على والده المريض ، واعدًا بأن ستكون الاجازة القادمة له أخر أجازة وطلب مني أن أبحث عن عروسة له .


وصمتت لحظات ثم عادت تتذكر فحوى أخر مكالمه تمت مع نجلها قائلة بدموع تسابق كلماتها : "اتصلت بأحمد قبل الحادثة بيوم لأطمن عليه وأسأله عن أحواله كالعادة وكان قلبي يرتجف من الخوف دون أن أ‘رف السبب ففوجئت به يخبرنا أنا ووالده بحكاية المواطن السعودي الذي أراد إعادة حفاضات اشتراها من الصيدلية ولكن بدون فاتورة، وهو ما رفضه ابني واخبره بأنه ممنوع قائلا للسعودي: " لازم فاتورة أنا تحت أمرك وانتهى النقاش لحد هنا"، وعاد للصيدلية في اليوم الثاني ومعه الفاتورة وقام ابني باسترجاع البضاعة ولكن في نهاية الحديث وجه المواطن تهديدات لابني وهو اعتبرها نجلي لحظة عصبية لكن أنا حظرته وقولتله يخلي باله من نفسه.


وقدمت في النهاية الشكر لوزيرة الهجرة الدكتورة نبيلة مكرم التي نقلت إليهم عزاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي أثبت اهتمامه ورعايته الشامله لأبناءه بالخارج ، والسفارة والوفد السعودي الذي وعد بأخذ القصاص من القاتل ..