فيديو| الرسام الصغير.. " معاذ " انفصل والداه فاحتضنه الرصيف
الأحد 02/ديسمبر/2018 - 11:44 ص
كفر الشيخ: نرمين الشال
طباعة
يقول الفيلسوف الألماني "فريديك نيتشه" لا تمشِ في طريق من طرق الحياة إلا ومعك سوط عزيمتك، وإرادتك لتلهب به كل عقبة تعترض طريقك"، هذه العبارة ستتذكرها عندما تمر بجانب الطفل " معاذ " الذي لم يتعدى عمره الـ11 عام، حيث تجده يفترش الرصيف، ولا تبدو عليه علامات التشرد، جلس الرسام الصغير، وبجانبه عدة رسومات لوجوه أغلبها لفتيات، رسمت بالقلم الرصاص، قام بعرضها للجمهور، هذه الرسومات تستوقفك نظرا لكونها تحمل لمحة احترافية، لم يخطر ببالك أنه صاحب تلك الرسومات، ولكن حينما تتحدث معه ستكتشفت أنه يعاني من واقع مرير قد يكون خطوة تأخذ الطفل الموهوب إلى طريق الضياع، وتحوله إلي مجرد رقم جديد، يضاف إلى أطفال الشوارع بسبب تفكك أسرته، وانفصال والديه بجانب أنه لم يعد منتظم في مدرسته
محررة "بوابة المواطن" الإخبارية، اقتربت من الرسام الصغير، وسألته وهي تدقق في اللوحات بشكل أكثر، لمن تلك الرسومات؟ فأجاب إنها لي رسمتها بنفسي، سألته ما أسمك؟ أجاب، اسمي معاذ، لأجد أنه نفس الاسم الموقع بطرف كل واحدة من الرسومات.
سألته عن قصته ولماذا يفترش الرصيف هكذا؟
فأخذ يسرد قصته، قال معاذ، عمري 11 عام طالب في الصف الرابع الابتدائي، انفصل والدي ووالدتي، فانقسمت أنا وإخوتي الثلاثة، أقيم مع أختي في بيت جدتي بينما يسكن 2 من أشقائي مع والدي، أجلس هنا على الرصيف كل يوم وأعرض الرسومات الخاصة بي وأقوم برسم الكثير من الزبائن مقابل مبلغا من المال أعطيه لجدتي، وأدخر بعضه، لا أحب الذهاب للمدرسة لأني أستمع فيها لألفاظ خادشة للحياء، بجانب أنه لا يوجد في المدرسة شيء يستهويني، فأنا أحب الرسم وأمارسه هنا في الشارع أو في البيت، وهذا كل شيء.
هنا انتهت كلمات معاذ.... وتركته بعد أن تجمع حوله مجموعة من السيدات الراغبين في أن يرسم لهم صورهم، ودون أن أعرف في أي طريق سيأخذ القدر " معاذ " هل يجد من يحنو عليه وينمي موهبته هل يعود والداه لرشدهما، أم أن الطفل الموهوب سيتحول إلي مجرد متسول يفترش الطريق بفعل ما سيلاقي من أهوال ومآسي.