مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا.. هل تفجر بركان الربيع الغربي في أوروبا؟
تدق مظارهات السترات الصفراء في فرنسا، ناقوس
الخطر في فرنسا فقد شهدت الشوارع الباريسية احتجاجات شعبية غير مسبوقة واشتباكات
عنيفة بين الشرطة والمحتجين، لاسيما بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع
ومدافع المياه لإخلاء الشارع واعتقلت العشرات في باريس ومناطق أخرى من البلاد
وتزامن م ذلك اشتعال المدن الفرنسية العديدة بآلاف المحتجين حتى وصلت التظاهرات
إلى أحد أقاليم "ما وراء البحار" الفرنسية، والذي إرسل إليه جنود لإخماد
الاحتجاجات.
اقرأ أيضا : أحداث باريس .. فوضى تعم فرنسا باسم الإصلاح وهذه آخر الخسائر
أسباب مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا؟
انطلق مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا،
بالأساس بغرض الاحتجاج على رفع أسعار المحروقات والتي رفعت بنسبة 23% خلال عام لكن
سرعان ما شملت النظام الضريبي بالكامل، وقد تظاهر المحتجون عند المطافي النفطية
وقاموا بإغلاق العديد من الطرق الرئيسية مستخدمين حواجز مشتعلة، بدأت القصة عندما
وعد المصرفي والمستثمر السابق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانتعاش الاقتصادي
لكن حكومته تعرضت لانتقادات حادة بسبب سياستها الضريبية.
لقد اندلعت مظاهرات السترات الصفراء في
فرنسا، عقب إعلان ماكرون الضريبة الأخيرة والتي كانت تهدف إلى تشجيع الناس على
استخدام سيارات أقل تلويثا للبيئة، في الوقت نفسه اتهمت حكومة ماكرون حكومة
للآثرياء فقط، لاسيما بعد إلغاء ضرائب تستهدف الأغياء، ومع استمرار الاحتجاجات
واصلت شعبية الرئيس الفرنسي هبوطها الحاد وظهرت مطالب برحيله.
مظاهرات السترات الصفراء وتغير ثقافة الشعب المصري
وحول مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا، قالت
ريم الشاذلي عضو مفوضية اللاجئين في أوروبا، في تصريحات خاصة لـ "بوابة
المواطن" أن الوضع الحالي
في فرنسا مأساوي للغاية، كما وصفت الشعب الفرنسي بالمتحضر والراقي، مؤكدة أن ثقافة
التخريب والحرق لاسيما ممتلكاته الخاصة تعد ثقافة جديدة على المجتمع الفرنسي، فهل
تحترق مدينة العطور والأزياء العالمية؟
من ناحية أخرى أرجعت عضو مفوضية اللاجئين في
أوروبا، أسباب مظاهرات السترات الصفراء، إلى الاحزاب المتطرفة سواء اقصي اليمين او
اقصي الشمال إلى جانب تراجع الوضع الاقتصادي لافتا إلى صعوبة هذا الوضع على
المواطنون الفرنسيون متوسطي الدخل، مشيرة إلى شعورهم بالظلم تجاه سياسة ماكرون
التي وصفوها بانصافها للأغنياء فقط وهو ما نتج عن القرارات الاقتصادية التي أتخذها
الرئيس وكان فتيل شعلتها ارتفاع اسعار المحروقات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الضرائب.
وتقول
الشاذلي، لـ"بوابة المواطن" أن مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا سوف
تمتد تطوراتها خاصة بعد أن علت أصوات المظهرات من داخل بلجيكا ومن المتوقع جدا أن
تمتد إلى إيطاليا خلال الفترة القليلة المقبلة، وقد لفتت إلى حديث الصحف الفرنسية
عن تحليل شكل الاحتجاجات الفرنسية أنها تمثل بداية لنشوب الربيع الغربي في الدول
الأوروبية.
وعلى خلفية
مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا، قد زار إيمانويل ماكرون مدينة ألبرت في ذكرى
هدنة الحرب العالمية الأولى حينها ارتدى متظاهرون سترات صفراء وحاولوا لقاءه لكنهم
تعرضوا للقمع وقد استفاق الفرنسيون على على آلاف التجمعات احتجاجا على رسوم
المحروقات وهم يرتدون ذات السترات الصفراء والتي ترتبط في أذهان الفرنسيين
بالطوارئ والاستغاثة وهو السر وراء ارتداء سترات باللون الأصفر، ومنها يحمل
المحتجون رسالات رمزية إلى ماكرون تحت شعار "نحن هنا ولا ينبغي
تجاهلنا".
نهى
المتظاهرون الفرنسيون عن نسب أنفسهم لأي هوية سياسية محددة دفعتهم إلى إطلاق
مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا، لكن هناك العديد من الاتهامات صوبت أسهمها
اليمين الفرنسي أنه يدعم المظاهرات ويجدد بقائها، بيد أن الاستطلاعات تشير إلى
تأييد شعبي واسع لمطالب المحتجين، بينما البعض الأخر يشبه الحراك ببدايات الربيع العربي
لاسيما بعد ظهور ارتفاع في نسب البطالة داخل فرنسا.
اعادت مظاهرات
السترات الصفراء في فرنسا المظاهرات الطلابية إلى الذاكرة حينما أعلن اضراب شامل
احتجاجا على التدهور الاقتصادي الذي أسفر عنه الاطاحة بالرئيس الفرنسي الراحل شارل
ديجول.. الآن الأزمة تتصاعد في فرنسا فهل يستطيع ماكرون النجاة؟