أخطاء موقع الفصلة قبل وبعد تغيير عنوان موضوع الباسبور المصري
الإثنين 03/ديسمبر/2018 - 01:31 م
وسيم عفيفي
طباعة
وقع موقع الفصلة أحد المواقع المنضمة حديثا إلى الصحافة النوعية في أزمة قضائية بسبب خبر الباسبور المصري حيث نشر الموقع خبرا بعنوان " جواز السفر الإماراتي في المركز الأول عالميًا" وتم تزييله بعنوان فرعي "خليك انت في الـ 7 تلاف سنة حضارة"، وعقب التحرك القضائي تم تغيير العنوان الفرعي ليكون "الجواز بيدخلك لـ١٦٧ بلد بدون تأشيرة".
موقع الفصلة حسبها إزاي ؟
موقع الفصلة حسبها إزاي ؟
مبدئيا فإن الحضارة المصرية عمرها 5 آلاف سنة وليس كما قال موقع الفصلة، حيث أن مقياس عمر الحضارة يكون عبر معرفة الكتابة، وبالتالي فإن مصر عرفت الكتابة منذ 5 آلاف سنة.
طب إحنا زعلانين ليه ؟
طب إحنا زعلانين ليه ؟
ربما يتساءل رواد الحرية وما الغضب في ذلك، ففعلا الباسبور الإماراتي أفضل من المصري وحضارة مصر القديمة لا تنفعنا في الخارج.
والرد على ذلك في جملة بلغة الفصلة العامية "لو الإماراتي مطرحنا كان هيزعل"، فلو أن أحدا نشر فيديو نادر للشيخ زايد آل نهيان وهو حافيا في الصحراء ويأكل مع أقرباءه الأرز واللحم بأيديهم ثم قيل في وصف الفيديو "من علامات الساعة أن ترى الحفاة رعاة الغنم يتطاولون في البنيان" لرأئينا غضبا عارما من الإماراتيين؛ ليس لأنهم يتنصلون لأصلهم وإنما لأن المنشور يسخر من جذورهم، وبنفس المعيار فهذه الحالة تنطبق على المصريين.
إيه علاقة الحضارة بتصنيف الباسبور ؟
والرد على ذلك في جملة بلغة الفصلة العامية "لو الإماراتي مطرحنا كان هيزعل"، فلو أن أحدا نشر فيديو نادر للشيخ زايد آل نهيان وهو حافيا في الصحراء ويأكل مع أقرباءه الأرز واللحم بأيديهم ثم قيل في وصف الفيديو "من علامات الساعة أن ترى الحفاة رعاة الغنم يتطاولون في البنيان" لرأئينا غضبا عارما من الإماراتيين؛ ليس لأنهم يتنصلون لأصلهم وإنما لأن المنشور يسخر من جذورهم، وبنفس المعيار فهذه الحالة تنطبق على المصريين.
إيه علاقة الحضارة بتصنيف الباسبور ؟
باعتراف موقع الفصلة فإن أمريكا أقوى دولة في العالم على مستوى الاقتصاد وانتشار اللغة لم تستحوذ على المركز الأول وبالتالي فإن قوة أمريكا وتأثيرها لم يسهمان في التصنيف، بينما ألمانيا وهي الأقدم من دولة الإمارات بـ 1009 سنة حلت في المركز الثالث بعد سنغافورة في المركز الثاني والتي تأسست بعد ألمانيا بـ 857 سنة وبالتالي فإن أقدمية ألمانيا لم تكن مؤهلا لها في مسألة تصنيف الباسبور لتسبق سنغافورة.
تصنيف الحضارة المصرية باعترافات أوائل الباسبور
لو دخلت كل حضارات الكوكب الموجودة والمندثرة أمام الحضارة المصرية في تنافس فإنها لن تصمد بحكم عوامل كثيرة وتلك مسألة بديهية؛ لكن الـ 5 آلاف سنة التي سخر منها موقع الفصلة اعترف باحترامها أوائل تصنيف الباسبور تاريخيا وثقافيا وحتى فنيا.
بالنسبة للإمارات مثلا فلك أن تتصور أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو الرجل العربي ذا العقلية الصحراوية كان عارفا وعاشقا لأفلام يوسف شاهين التي لم يفهمها غالبية المصريين، وذلك باعتراف يوسف شاهين نفسه وذلك في لقاء تلفزيوني له وأرخ يوسف شاهين هذا الموقف للشيخ زايد من خلال فيلم حدوتة مصرية.
بالنسبة لألمانيا وتقديرها للحضارة المصرية فإننا حتى الآن لم نتمكن من استرداد رأس نفرتيتي من برلين بسبب موقف هتلر، حيث لما سرق بورخارت رأس نفرتيتي ثم رآها هتلر قرر إيداعها في متحف برلين، وحتى الآن ترفض ألمانيا تسلميها لمصر.
ما نسيه موقع الفصلة أن جماليات غالبية بلاد أوروبا قائمة على حضارة الـ 5 آلاف سنة، وهذا ما نسيه موقع الفصلة فمصر منذ بدء الحضارة امتلكت 100 مسلة ولم يتبقى منها سوى 8 والباقي أخذته هذه الدول على سبيل الهدايا والاحتلال لتزيين ميادينها العامة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وبريطانيا، وباريس.
يكفي مثلا أن نابليون بونابرت والذي خرج لأهداف استعمارية من باريس اصطحب معه علماء ورسامين لتسجيل يوميات المصريين في العصر الحديث ورسم حضارة مصر القديمة، وبسبب هذا التصرف لا يعرف المصريون إجرام الحملة الفرنسية بقدر معرفتهم بكتاب وصف مصر، ولم يحزنوا على حريق المجمع العلمي إلا بسبب ضياع نسخة قديمة من هذا الكتاب.
موقع الفصلة .. يعني إيه صحافة نوعية ؟
من إصدارات الفصلة
ظهرت الصحافة النوعية أول ما ظهرت سنة 2011 عن طريق صفحات فيسبوكية تعتمد على ثقافة اللايت التاريخي وذلك في حمى النوستالجيا والحنين للماضي، وأثرت تلك الصفحات لدرجة أنه تم رفع علم مصر القديم بقلب ميدان التحرير للمطالبة بإقامة النظام الملكي في مصر.
تطورت الصحافة النوعية لتشمل التاريخ والفن والثقافة والعلم وحتى الموضة، الأمر الذي دفع المواقع الإخبارية لعمل مواقع فرعية لها من أجل الصحافة النوعية إلى أن ظهرت مواقع متخصصة في الصحافة النوعية واكتسبت شهرة كبيرة.
في الأساس فإن الصحافة النوعية تعتمد على الأفكار غير التقليدية "المطرقعة"، لكن هناك فرق كبير بين النوعي الساخر البناء والنوعي المستهزأ الهدام، فالأخير لا يعنيه شيء سوى الترافيك، أما الأول فيعتمد في المقام الأول على مخاطبة الفكر قبل الترفيه ثم يجيء الترفيه بصحبة الترافيك عن طريق الأصول لا قلة الأدب.
الجدير بالذكر أن الشركة الراعية لموقع الفصلة هي المسؤولة عن انتاج فيديو كعك العيد الساخر من الجيش المصري الذي أثار ضجة في وقت سابق.