كيف ينظر الخطاب الديني الجديد إلى أشكال التأسي بأخلاق الرسول الكريم؟
ناقش وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، في خطبة
الجمعة اليوم، فضل التأسي بأخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال، أن
النبي بعث بوحي من الله تعالى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليتمم به مكارم
الأخلاق ومحاسنها، مؤكدا أن الوظيفة النبوية المحمدية استوجبت أن يكون النبي في
غاية الكمال البشري بما حباه به ربه من أخلاق فاضلة وإنسانية كاملة، مستشهدا بقول
الله تعالى "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده" لافتا إلى كون النبي
هو الأسوة والقدوة التي ارتضاها الله عز وجل للناس جميعا.
فضل التأسي بأخلاق الرسول الكريم صلى الله
عله وسلم
من جانب أخر أكد الوزير، أن التأسي بأخلاق
الرسول الكريم، الأمة أحوج إليه لاسيما بعد أن استطاع النبي صلى الله عليه وسلم،
أن يحول تعاليم القرآن الكريم إلى واقع ملموس، قائلا: "فكان قرآنا يمشي على
الأرض" لافتا إلى صدقه وأمانته حيث ذكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
صادقا أمينا طيلة حياته حتى لقبوه بالصادق الأمين مستشهدا ببيت شعر للشاعر أمير
الشعراء "لقبتموه أمين القوم في صغر وما الأمين على قول بمتهم".
وقد أوضح وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة التي
جاءت تحت عنوان "التأسي بأخلاق الرسول الكريم" أن النبي كان منبع مشورة
قومه في عظام الأمور التي وقعت بينهم وكان أيضا محل ثقتهم في حفظ أماناتهم،
ونفائسهم وتابع، من أدل المواقف على صدق وأمانة النبي، يوم أن أعادت قريش بناء
الكعبة واختلفوا فيما بينهم من ينال وضع شرف الحجر الأسود في مكانه حتى يكتمل.
واستطرد جمعة، ثم نزلوا على رأي الوليد بن
المغيرة حين قل لهم :اجعلوا أول من يدخل من باب هذا المسجد حكما بينكم فيما
تختلفون فيه ففعلوا، وكان أول من دخل عليهم رسول الله "صلى الله عليه
وسلم" فلما رأوه قالوا :هذا الأمين هذا الأمين رضينا به حكما فلما أنتهى
إليهم وأخبروه الخبر قال عليه السلام : "هلم إليا ثوبا" فأتى به وأخذ
الحجر ووضعه بيده، ثم قال "لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه
جميعا".
كما عدد وزير الأوقاف أشكال التأسي بأخلاق
الرسول الكريم، التي استعرضها في حديثه قائلا، لقد ظهر خلق الأمانة جليا واضحا فيأعلى
صورة وأبهى معانيه في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، ليلة الهجرة المباركة،
مستشهدا بموقف الإمام علي بن أبي طالب، عندما أمره النبي أن ينام في فراشه وأن
ينتظر ليرد الأمانات المودوعة عنده إلى أهلها، مشيرا إلى نصب أهل الأمانات العداء
للنبي إلى جانب إخراجه من دياره وآذوه وآذوا أصحابه وأخذوا منهم كل ما يملكون.
من جانب أخر أشار الوزير حول التأسي بأخلاق
الرسول الكريم، إلى جود وكرم النبي عليه السلام، مستشهدا بموقف امرأة ذهبت إلى
الرسول عليه السلام، ومعها بردة وقالت يا رسول الله أكسوك هذه فأخذها النبي محتاجا
إليها فلبسها فرآها عليه رجل من الصحابة فطلبها منها وقد أعطاه إياها فلامه أصحابه
وقالوا له ما أحسنت حين رأيت النبي أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها وقد عرفت
أنه لا يسئل شيئا فيمنعه.
نظر وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة التي
تناولت شرح التأسي بأخلاق الرسول الكريم، إلى وسطية النبي واعتداله عليه السلام،
مستطردا، إن المتأمل في أحكام الشريعة والعقائد التي دعا إليها رسول الله صلى الله
عليه وسلم، يرى منهج الاعتدال ووسطيته واضحا في كل مجالات الحياة، مستشدا بقول
السيدة عائشة "ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار ايسرهما ما لم يكن إثما
كان أبعد الناس عنه".
من جهة أخرى ذكر جمعة جانب أخر من أشكال
التأسي بأخلاق الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهو الإنصاف وإعطاء كل ذي حق
حقه، مؤكدا أنه لا فرق بين مسلم أو غير مسلم وبين فقير أو غير فقير أو قريب وبعيد
أو حاكم ومحكوم، منبها أن المسلم مطالب بأن يحقق العدل مع جميع الناس في التعامل
معهم، واستشهد بقول الله تعالى "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن
الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا".