خالد أرجنش في فيلم كازابلانكا .. تركيا تهين مصر بمسلسلاتها ونجومها عندنا
السبت 08/ديسمبر/2018 - 01:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
يشارك الفنان التركي خالد أرجنش في فيلم كازابلانكا الذي يقوم ببطولته النجم أمير كرارة مع كوكبة من النجوم المصريين والعرب ويخرجه بيتر ميمي؛ وأثارت مشاركة الفنان التركي خالد أرجنش في فيلم كازابلانكا جدلا واسعا بين تأييد واعتراض.
تجيء مشاركة خالد أرجنش في فيلم كازابلانكا عبر 10 دقائق تقاضى عليها 3 مليون جنيه مصري لتجسيد شخصية زعيم عصابة إنجليزي.
مصر في الفن التركي .. نحترمهم لكنهم يكرهونا بالفن
تجيء مشاركة خالد أرجنش في فيلم كازابلانكا عبر 10 دقائق تقاضى عليها 3 مليون جنيه مصري لتجسيد شخصية زعيم عصابة إنجليزي.
مصر في الفن التركي .. نحترمهم لكنهم يكرهونا بالفن
فريد شوقي بطلا لأحد الأفلام التركي
تركيا تنظر لمصر نظرة مارت لأخيه أرجومنت في الحلقة 17 من الجزء الثاني بالمسلسل التركي قطاع الطرق لن يحكموا العالم حين قال "أنا أحترم أخي لكن لا أحبه والبعض يحترم بعضه بين الحين والآخر"؛ هكذا ترى تركيا مصر في أعمالها الفنية.
يرى كثيرون أن العلاقة بين مصر وتركيا على الصعيد الفني قديمة ولعل استانبول كان لها الدور الأبرز في صناعة السينما المصرية بعد نكسة 1967 م بدليل عمل نجوم مصريين كُثُر هناك، لكن المعلومة غير دقيقة حيث أن السينما التركية في ستينيات القرن الماضي شهدت طفرة على يد الممثلين المصريين مثل فريد شوقي وبالتالي فالمسألة خالية من "تحميل الجمايل".
أول ظهور للسينما التركية في مصر
أول ظهور للأتراك في مصر كان في ديسمبر عام 1948 حين نُشِر إعلان عن فيلم تركي ناطق بالعربية، اسمه "شهيد الغرام"، والذي يعد أول فيلم تركي ناطق باللغة العربية، باستوديو مصر تحت إشراف جمال مدكور، وهو فيلم غنائي
أردوغان في كلبش 2
ربما يقول أحد إن مصر أهانت تركيا بظهور صورة أردوغان في مكتب الأتراك الداعمين للإرهاب من خلال أحداث مسلسل كلبش 2، لكن هذا غير صحيح ـ ليس لأن أردوغان يدعمهم ـ، وإنما لأن هذا رد فعل للإهانات المتتالية مع كل عمل تركي.
إبراهيم نصر - بسام رجب - صلاح السعدني
ولئن كانت مصر أظهرت الأتراك في دور العنجهية بمسلسل مارد الجبل في شخصية إبراهيم نصر فهذا حقيقي لأن غالبية ولاة مصر العثمانيين كانوا هكذا.
ولو أشار أسامة أنور عكاشة إلى عنجهيتم في والد دولت بمسلسل الشهد والدموع سنة 1983 م أو رجل المافيا في ليالي الحلمية الذي مثله بسام رجب سنة 1992 م، لكنه أظهر سبب ذلك عبر أرابيسك حين قال حقيقة تاريخية وهي أن السلطان العثماني سليم الأول جرف مصر من كل الحرفيين ليصنعوا مجد تركيا؛ أما على الصعيد الرسمي فإن مصر دعمت تركيا بعمل مسلسل عن السلطان عبدالحميد الثاني وعظمة الخلافة العثمانية ـ كما ظهر في المسلسل الذي أنتجه التلفزيون المصري نفسه ـ.
ليس للسياسة دخل في وجوب عدم التعاون بين مصر وتركيا فنيا، وإن كانت فعلا مبررا لكن الأتراك هم أول من جعلوها حاجزا بين الجميع، وكل متابع "جيد" للدراما التركية سيعرف مدى الإهانة التي تتعرض لها مصر في تركيا حتى من قبل رئاسة أردوغان.
وادي الذئاب .. أي هبل في مشهد عملية الهرم
في مشهدٍ "أهبل" ظهر مراد علمدار بطل المسلسل في مصر وهو ينقذ العالم من خطر الماسونية التي لها مركز الكتروني في مصر، فتوجه إلى الهرم وقتل الماسونيين هناك، وأظهر المشهد كل جموع المصريين على أنهم بدو، رغم أن سكان مصر ليسوا بدواً.
وآخر ظهور سياسي كان من نجاتي شاشماز "مراد علمدار" بطلبٍ من أردوغان، أن يبث بطل وادي الذئاب فيديو يدعو المصريين إلى الخروج في ثورة ضد الجيش المصري عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من الحكم يوم 3 يوليو سنة 2013 م.
ومما لا يعرفه الأتراك أنه في الوقت الذي نمت فيه المحافل الماسونية في تركيا العثمانية والجمهورية كانت مصر قد منعت المحافل الماسونية في أوائل الخمسينيات، بينما كان سعيد النورسي يهرب من سلطات تركيا بسبب محاربته للماسونية حتى مات سنة 1960 م.
تزوير تاريخ مصر .. دا لسه مكملش 15 يوم
آخر إهانة لمصر في المسلسلات التركية كانت في 28 نوفمبر الماضي من خلال الحلقة 62 من مسلسل عبدالحميد الثاني والذي صور البطل المصري أحمد عرابي على أنه خدام، حيث ظهر فؤاد أفندي مسئول مصر والذي حاول خنق حبيبته لأنها قالت له كن رجلا واقضي على عبدالحميد، ولما كادت أن تفارق حياتها قام خادمها عرابي بإشهار السلاح على مسئول مصر فؤاد أفندي ثم اكتشف الأخير أن زوجته تلاعبه عبر خادمها عرابي؛ و الممثل الذي يؤدي شخصية عرابي اسمه علي جمال وهو مصري مقيم في تركيا.
وتناولت الحلقة 62 من المسلسل ظهور أحمد عرابي وسيده فؤاد أفندي في الميناء وهم يرسلون شحنة من 1000 بندقية و500 قنبلة إلى بلغاريا لتسليح المتمردين حتى ينجح فؤاد أفندي في إجهاض التحالف العثماني البلغاري، وقام عرابي بأخذ الرسالة في خيانة للسلطان.
فضلا عن ظهور شكل الميناء المصري على نمط غير صحيح حيث ظهر بالشكل التركي وهو ما ينافي كافة الصور النادرة ووصف الرحالة للموانئ المصرية.
من الحلقة 62 في مسلسل عبدالحميد الثاني
طبقا لسياق المسلسل فإن الأحداث الواردة فيه تدور بين عام 1896 وعام 1909 وفي تلك الفترة فإن الحاكم لم يكن اسمه فؤاد أفندي وإنما عباس حلمي الثاني والذي تولى حكم مصر من سنة 1892 حتى 1914 م، وفي تلك الفترة فإن أحمد عرابي كان منفيا خارج مصر ثم عاد سنة 1903 م.
ثاني تلك الأخطاء الساذجة أن أحمد عرابي لم يعمل في الحرس الخديوي إصلا لا في عهد إسماعيل أو توفيق أو نجله عباس حلمي الثاني فضلا عن أن الأخير لم تكن له حبيبة أو زوجته باسم صافيناز.
وإن كان المقصود بشخصية فؤاد أفندي هي شخصية الملك فؤاد فيما بعد، فإن الملك فؤاد عقب نفي والده الخديوي إسماعيل وانتقالهما إلى الآستانة عُيِّن ياورًا فخريًا للسلطان عبد الحميد الثاني، وتدرج في منصبه حتى تعين ملحقا في سفارة العثمانيين بالنمسا وعاد إلى مصر سنة 1890 ـ أي قبل أحداث المسلسل أصلاً ـ، فضلا عن أنه لم يقابل أحمد عرابي؛ ولم تكن له زوجة باسم صافيناز وإنما تزوج من الأميرة شويكار عام 1895 ـ أي أثناء بقاءه في مصر ـ.
التعصب التركي ولو على حساب التاريخ الإسلامي
مسلسل أرطغرل
أشهر مسلسلات تركيا الآن هي قيامة أرطغرل لكن هذا المسلسل يحتوي على أخطاء غاية البشاعة، فالتعصب للعرق التركي بطريقة فجة، حيث يوصل المسلسل رسالة وهو أن الأتراك هم درع الإسلام والأمة، في تجاهل كبير للعرب والأيوبيين والمماليك الذين قاوموا الصليبين والتتار، بل يبالغ المسلسل حيث يصور قبيلة قايي أنها الداحرة للصليبيين والمحاربة للمغول.
أغفل المسلسل بطريقة عجيبة، دور العرب على ساحة الجهاد، فمثلاً أظهر المسلسل مدينة حلب كبلد تتبع التركمان، ولم يتكلم عن العرب الذين كانوا أهل هذه البلدة أصلاً والسبب في ذلك أن حاكمها تركي.
كذلك فإن الإساءة المبالغ فيها للدولة الأيوبية والتي تجسدت في مشهدين لا يرتقيان لمستوى الاحترام، وهو نفس التناول الذي كان للأيوبيين والعرب والدولة العباسية التي كان السلاجقة يحترمونها، وأغفل المسلسل مرحلة جلال الدين منكبرتي وفلول الخوارزميين الذين قاموا بالجهاد ضد بقايا الصليبيين والتتار في نفس منطقة إقامة قبيلة قايي.
كذلك فإن دور شخصية الشيخ الصوفي الأكبر محي الدين بن عربي، وعلاقتها بالبطل، حيث أن المسلسل يصور العلاقة الصوفية التي جمعت بين أرطغرل ومحي الدين بن عربي، والتي لم تكن، لكن الحقيقة التاريخية هي أن الرجلين لم يلتقيا لأن بن عربي كان يقيم في دمشق، بينما أرطغرل أقام في أطراف حلب، وكل الكتب المحبة والمعارضة لابن عربي لم تتكلم عن أرطغرل وحتى بن عربي نفسه لم يذكره بشيء طيلة حياته.