"البورصة التجارية".. مقهى يحكي التاريخ
الإثنين 24/ديسمبر/2018 - 11:38 ص
مريم حسن
طباعة
تشتهر مقاهي الإسكندرية بتلاقى الحضارات بها، وامتزاجها في أبهى صورها، وانبعاث روائح الماضي الجميل من كل ركن بها، وكل جزء فيها له قصة شاهدها وشهد عليها.. مقاهي الإسكندرية هي الذاكرة التي لا تنسى، وقلب التاريخ الذي رغم طول الدهر ما زال ينبض.
مقاهي الإسكندرية ليست فقط مكانًا لتمضية الوقت، أو مجرد أربعة جدران تضم عددًا من الطاولات والكراسي، وتقدم لزبائنها أنواع المشروبات، بل هي ملتقى كثير من الأصدقاء والأقارب، ومحطة لشتى أنواع الفنون والثقافة.
البورصة التجارية أقدم مقاهي الإسكندرية
وعلى كورنيش الإسكندرية توجد "قهوة البورصة التجارية"؛ أقدم المقاهي الثقافية بالمدينة، والملتقى الأول اليومي لغالبية المهتمين بالحركة الأدبية والثقافية في الإسكندرية، فعلى طاولاته يُكتب أدب الشباب المعاصر، ومنه خرجت التظاهرات المعادية للاحتلال الإنجليزي، وهي المكان المفضل اليوم بالنسبة لشباب الأحزاب.
نشأة البورصة التجارية
تأسست " البورصة التجارية" في عام 1890 فى منطقة المنشية على كورنيش الإسكندرية، على مساحة 600 متر، مقسما إلى 3 أقسام يجلس فى كل قسم فئة مختلفة عن الأخرى، فـ القسم الأمامي الكلاسيكي؛ مخصص للأدباء والمثقفين، والأوسط للأصدقاء وهواة تدخين الشيشة، وأخيرًا الخلفي مخصص للنشطاء السياسيين، وقد حصل المقهى على اسمه لأنه كان ملتقى لأغلب تجار القطن حيث كانت تضم المدينة بورصة القطن الوحيدة في مصر.
البورصة التجارية تحتضن أدباء الطليعة
اشتهرت "البورصة التجارية" بجلوس الصفوة بها من الكتاب والمثقفين والمفكرين والفنانين، حيث كانت تحتضن في ستينيات القرن الماضي ندوة "أدباء الطليعة" لمناقشة القصص والأشعار والدراسات النقدية، وكانت تعقد بصفة رسمية بها.
أشهر رواد مقهى البورصة التجارية
ومن أشهر رواد المقهى الأديب نجيب محفوظ، وبعض الفنانين مثل أحمد السقا، ويحيي الفخراني، والراحل أحمد زكي، كما يرتادها أيضا الصحفيون والكتاب مثل كمال عبد الحميد.