بروفايل| صدام حسين .. رجلٌ حتى المشنقة
الأحد 30/ديسمبر/2018 - 06:05 ص
حامد بدر
طباعة
ليس كل من يعيش على قيد الحياة يرقى لدرجة الأحياء، فالبعض يعيش ليموت في كل نفس يتنفسه، والبعض يموت من أجل عمر فوق العمر، من أجل سيرة تدوم، هذا ما جسده الرئيس الراحل صدام حسين الذي فارق دنيانا مشنوقًا في مثل اليوم، ليترك قصة خالدة يتوارثها أبناء العرب، في حكاياهم التي يفتخرون بها. وُلدَ صدام في 28 إبريل 1937، في قرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت العراقية، لأب مات وهو صغير، لتتزوج أمه بعد ذلك، ليذوق مرار الحياة ومرار اليُتم، لينتقل بعدها للعيش في تكريت ذاتها مع خاله خير الله الطفاح، وهو بن أحد عشر عامًا، فيكمل دراسته التي كانت عائلته ترى أنها مضيعة للوقت، ليلتحق بعدها بأكاديمة بغداد العسكرية، ثم تحوّل بعدها إلى النشاط السياسي، منضمًا إلى حزب البعث الذي كان يعمل سرًّا في تلك الفترة في العراق، والذي كان يرسخ لفكرة الاشتراكية العربية.
حتى اللحظة السالفة كان صدام حسين لم يغامر المغامرة الكبرى، التي تغير مسار حياته، حتى جاءت اللحظة التي غيرت حياته وقلبتها رأسًا على عقب، ليشترك في عام 1959 في محاولة فاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم، الضابط الذي أطاح بالملكية في العراق، ثم فرّ الرجل إلى مصر، ليلتحق بكلية الحقوق، ويقضي ثاث سنوات منتسبًا إليها، وهناك وجد ملهمًا روحيًا، تجسدت فيه الزعامة، وجد جمال عبد الناصر، تلك الشخصية الي أثرت كثيرًا في نفسية صدام، وزادت من حسه ووعيه القومي، ورسخت من قناعاته التي خرج من أجلها من بلده، حتى عاد إلى العراق بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في انقلاب عسكري عام 1963، قام به الراحل عبد السلام عارف، الذي سُرعان ما انقلب على حزبه، واعتقل رجاله ومنهم صدام حسين، الذي هرب فيما بعد، وخطط للانقلاب بمساعدة أحمد حسن البكر، وهكذا توالت الأيام والسنون حتى أصبح صدام حسين، نائبًا للبكر، ثم بعدها استقال البكر ليتولى هو السلطة في البلاد.
طوَّر جيشه، حتى صار رابع أقوى جيوش العاللم.. كان صدام يؤمن بقوة الدولة وهيبتها، التي فوق الظروف، حتى أنه بدعوى ذلك حارب الشيعة، والأكراد، ووقف في وجه الأقليات، ولكنه حمى بلاده من الانقسام، حتى حادث الديجيل، التي كانت نقطة سوداء في ملفه، التي أطاح فيها بالكثيرين، بدعوى تورطهم في قتله، ولكنه أطلق على "تل أبيب" 39 صاروخًا خلال حرب الخليج الثانية عام 1991.
واستمر صدام حسين قويًا حتى بلغت به القوة أن حارب إيران لاسترداد منطقة "شط العرب"، وقام بضرب الكويت، من أجل النفط، حتى الغزو الأمريكي للعراق، الذي تم اجتياحه في 2003، وهروبه، بعد سقوط بغداد في 20 أبريل من ذات العام، واختفائه، الذي لم يدم كثيرًا، والذي لم يحير المعتدي الأمريكي فحسب، بل والعالم كله، حتى يوم القبض عليه في ذات العام، واحتجازه، حتى محاكمته في عام 2006، التي قضت بإعدامه شنقًا حتى الموت، ليقف وينادي "الله أكبر يحيا الشعب".
وفي فجر الثلاثين من ديسمبر عام 2006، الموافق العاشر من ذي الحجة، أول أيام عيد الأضحى، نُفِّذَ فيه حكم الإعدام، ليرى هذا المشاهد بعد ذلك ملايين العرب، نطق الشهادتين، ثم وقف ليودع العالم بما فيه، بمساوئه ومحاسنه، وقف كما بدأ .. رجلاً أمام الحياة وكذلك أمام الموت.. رجلاً حتى المشنقة.
حتى اللحظة السالفة كان صدام حسين لم يغامر المغامرة الكبرى، التي تغير مسار حياته، حتى جاءت اللحظة التي غيرت حياته وقلبتها رأسًا على عقب، ليشترك في عام 1959 في محاولة فاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم، الضابط الذي أطاح بالملكية في العراق، ثم فرّ الرجل إلى مصر، ليلتحق بكلية الحقوق، ويقضي ثاث سنوات منتسبًا إليها، وهناك وجد ملهمًا روحيًا، تجسدت فيه الزعامة، وجد جمال عبد الناصر، تلك الشخصية الي أثرت كثيرًا في نفسية صدام، وزادت من حسه ووعيه القومي، ورسخت من قناعاته التي خرج من أجلها من بلده، حتى عاد إلى العراق بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في انقلاب عسكري عام 1963، قام به الراحل عبد السلام عارف، الذي سُرعان ما انقلب على حزبه، واعتقل رجاله ومنهم صدام حسين، الذي هرب فيما بعد، وخطط للانقلاب بمساعدة أحمد حسن البكر، وهكذا توالت الأيام والسنون حتى أصبح صدام حسين، نائبًا للبكر، ثم بعدها استقال البكر ليتولى هو السلطة في البلاد.
طوَّر جيشه، حتى صار رابع أقوى جيوش العاللم.. كان صدام يؤمن بقوة الدولة وهيبتها، التي فوق الظروف، حتى أنه بدعوى ذلك حارب الشيعة، والأكراد، ووقف في وجه الأقليات، ولكنه حمى بلاده من الانقسام، حتى حادث الديجيل، التي كانت نقطة سوداء في ملفه، التي أطاح فيها بالكثيرين، بدعوى تورطهم في قتله، ولكنه أطلق على "تل أبيب" 39 صاروخًا خلال حرب الخليج الثانية عام 1991.
واستمر صدام حسين قويًا حتى بلغت به القوة أن حارب إيران لاسترداد منطقة "شط العرب"، وقام بضرب الكويت، من أجل النفط، حتى الغزو الأمريكي للعراق، الذي تم اجتياحه في 2003، وهروبه، بعد سقوط بغداد في 20 أبريل من ذات العام، واختفائه، الذي لم يدم كثيرًا، والذي لم يحير المعتدي الأمريكي فحسب، بل والعالم كله، حتى يوم القبض عليه في ذات العام، واحتجازه، حتى محاكمته في عام 2006، التي قضت بإعدامه شنقًا حتى الموت، ليقف وينادي "الله أكبر يحيا الشعب".
وفي فجر الثلاثين من ديسمبر عام 2006، الموافق العاشر من ذي الحجة، أول أيام عيد الأضحى، نُفِّذَ فيه حكم الإعدام، ليرى هذا المشاهد بعد ذلك ملايين العرب، نطق الشهادتين، ثم وقف ليودع العالم بما فيه، بمساوئه ومحاسنه، وقف كما بدأ .. رجلاً أمام الحياة وكذلك أمام الموت.. رجلاً حتى المشنقة.