في ذكرى وفاة ممدوح عبدالعليم .. ما هي أبرز أخطاء مسلسله التاريخي "الطارق"
السبت 05/يناير/2019 - 04:14 م
وسيم عفيفي
طباعة
مضت 3 سنوات على وفاة ممدوح عبدالعليم حيث توفى في 5 يناير 2016، أثناء ممارسته للتمارين الرياضية في صالة جيم بنادي الجزيرة في القاهرة، حيث تعرض لأزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها لمستشفى الأنجلو لكن وافته المنية هناك.
كان مسلسل الطارق أحد أهم محطات ممدوح عبدالعليم الفنية، لكنه احتوى على الكثير من الأخطاء التاريخية، وكانت بدايتها في
أسطورة ابنة يليان "فلورندا "التى اغتصبها لذريق آخر ملوك القوط، فكان اغتصابها من دوافع حرب المسلمين وفتحهم للأندلس، والحقيقة أن عملاً عظيماً جداً كفتح الأندلس لا يمكن أن يكون سببه الثأر لشرف ابنة يليان، وهل يمكن أن يغامر الخليفة الوليد، وقائدة موسي بن نصير، والمسلمون عموما بوجودهم فى المغرب، وبأرواح المسلمين من أجل شرف ابنة يليان؟!
كان الخطأ الثاني هو حرق السفن المتمثلة في حرق جندي لأحد السفن؛ فقد يكون هذا من الدوافع المعنوية لإتمام الفتح؛ فلا مجال بعد الحرق للتراجع أو الهزيمة، ثم وقف بجنده خطيبا يحثهم على الصمود والاستبسال فى القتال.
والحقيقة أن طارقا لم يحرق السفن، ولم يقم بحرقها أحد من جنوده بل إنها رحمة الله طلب المدد من موسي فجاءه على ظهر تلك السفن خمسة آلاف مجاهد.
كما أن خطبة طارق بن زياد قبل بدأ معركة وادى لكة؛ فقد خطب جنده يشحذ فيهم الهمم، ويحمسهم للقتال وبذل الأرواح فى سبيل الله، والحقيقة أن طارقا كان أمازيغيا، أي لم يحسن العربية، وبالتالى؛ فالخطبة كذب من البداية إلى النهاية.
ووقع المسلسل في خطأ حكاية بيت الحكمة حيث يذكر المسلسل أنه كان بكنيسة ساو باولو، غرفة مغلقة تحرسها ثقات القوط، وكانت العادة أنه إذا تولى من القوط ملكا زاد على باب الغرفة، قفلا وعندما تولى لذريق عزم على فتح الباب، والاطلاع على ما بداخل الغرفة فأنكر أكابر القوط ذلك، وحذروه من القيام بهذا العمل إلا أن لذريق أصر على معرفة ما بداخله، ولما فتحه وجده فارغا إلا من مائدة عظيمة من الذهب والفضة كتب عليها التابوت المقفل ولما فتح التابوت وجد بداخله رق، وفى جوانب التابوت صور فرسان على أشكال العرب يمتطون الخيول ومتقلدون السيوف أما الرق فقرئ فيه أنه متى فتح البيت والتابوت المقفلان بالحكمة دخل القوم الذين صورهم فى التابوت إلى جزيرة الأندلس وذهب ملك من فيها، وبطلت حكمتهم .!
والحقيقة أن هذه الأسطورة بما تحويه لا تمثل حقيقة بل خيال كبير وواسع لإنسان العصور الوسطى؛ فهذه الأسطورة تصور من جهة حجم ما غنمه المسلمون فى الأندلس، ومن جهة أخرى تسويغ فشل لذريق والقوط وهزيمهتم أمام المسلمين حتى ليعد القدر هو مسئولا عن هزيمتهم بهذه الصورة ! لا نتاج ضعفهم واستبسال المسلمين.
ومن أبرز الأخطاء الطريفة التي روج لها المسلسل أسطورة حسد موسى لطارق على انتصاراته، فكتب له بأقبح السب وأمره ألا يتجاوز قرطبة حتى يقدم عليه، ولكن طارق تجاوزها فما كان من موسي إلا إنه وبخ طارقا، وسجنه وعنفه.
والحقيقة أن موسى لم يرسل طارقا للأندلس؛ ليهزم بل لينتصر، وانتصار طارق هو انتصار لموسي لأنه هو الذى اختاره لقيادة الجيش، وأرسله لهذا؛ فالحسد غير واقعى أما تأنيب موسي لطارق وسجنه؛ فنحن نعرف مدى تلهف موسي على فتح الأندلس ومدى حرصه على القوات الإسلامية، ويظهر ذلك من الاستعدادات للفتح حيث أرسل السرايا، وصنع السفن وأمد طارق بالرجال حرصا على أرواح المسلمين، وتقدم طارق نحو قرطبة بعد موقعة شذونة يعد مغامرة غير محمودة، قد تضر المسلمين فى بلاد لا يعرفونها جيدا