مجدي وهبة .. الموهوب الذي راح ضحية الشائعات والألغاز
السبت 12/يناير/2019 - 03:41 م
وسيم عفيفي
طباعة
تبادر إلى أذهاننا في صورة الرجل ذو الملامح الحادة القاسية، التي أعتاد الجمهور متابعتها على شاشة السينما المصرية وكان هو الأصلح والأجدر من أبناء جيله لهذه الأدوار
ومع ذلك يرى النقاد أن مجدي وهبة لم يكن محظوظا، فقد كانت لديه طاقات فنية أخرى لم تُستغل.
ولد مجدي وهبة في 20 سبتمبر سنة 1944 وواصل الدراسة حتى تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 وظل أربع سنوات بدون عمل، كان يتردد خلالها على مكاتب المنتجين لكنهم رفضوا إسناد أي دور له، حيث كانت الأفلام قليلة جدا بعد النكسة وحكراً على أسماء بعينها من النجوم وكان أكثر ما يؤلمه ويحزنه عندما كان يقول له البعض من أصحاب شركات الإنتاج الفني "خليني أشوفك كل يوم"، حيث كان يشعر بالإهانة والمرارة، وقد رفض أن يقوم بأي دور تافه أو لا يرضي طموحه ودراسته، حيث كان عاشقا للتمثيل منذ طفولته، ونظرا لوسامته الشديدة وهو صغير، كانت المدرسات في مدارس محافظة بني سويف التي عاش فيها طفولته وصباه - يحببنه ويقمن بإشراكه في جميع أنشطة المدرسة، ومن ضمنها فريق التمثيل الذي قدم العديد من مسرحيات المدرسة، ما أدى إلى ميله تجاه التمثيل فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبمجرد تخرجه منه ونظرا لعدم اشتغاله في عمل فني- قرر دراسة الأدب ليحصل على ليسانس علم النفس ، وبعد مشوار يأس طويل قطعه لإيجاد عمل .
بدأ يفكر في السفر للعمل كمدرس بليسانس كلية الآداب، لكن المصادفة كالمعتاد، وان كانت نادرة، لعبت دورا كبيرا في عدم سفره، وذات يوم وأثناء زيارة صديق له في أحد الاستديوهات، لمحه المخرج الكبير نور الدمرداش الذي كان يبحث عن ممثل جديد "غير محروق" ليجسد دور البطولة في مسلسل "البقية تأتي"، وحينما سأل عنه عرف أنه خريج الفنون المسرحية، لم يصدق وهبة أنه سيقف أخيرا أمام الكاميرا
بعد أربع سنوات بطالة عقب تخرجه أكاديمياً ورجع إلى البيت يكاد يطير من الفرح. وحين عُرض المسلسل لاقى نجاحا كبيرا شجع عددا من المخرجين على دعوته للعمل على خشبة المسرح. ورغم أن هذا لم يكن عشقه الأول إلا أنه رحب بتلك العروض ومنها "هاملت"، "عطيل"، "الرجل اللي قال لا" و"على جناح التبريزي وتابعه قفة".
كانت بداياته لامعه، لذلك راهن عليه المخرج أشرف فهمي سنة 1972، في فيلمه المتميز "ليل وقضبان"، وكان يبحث عن ممثل شاب يلعب دور الضابط الطيب الذي يتعاطف مع المساجين، واتصل به طالبا منه الحضور إلى مكتبه ليأخذ السيناريو الذي سيقوم ببطولته محمود مرسي ومحمود ياسين وسميرة أحمد، وقال له فهمي: "إنني أراهن عليك يا مجدي في هذا الفيلم رغم أن مشاهدك قليلة، لكنني متأكد أنك ستلعب الدور بطريقة جيدة، لأنني شاهدتك في مسلسل "البقية تأتي" وأعجبت جدا بأدائك".
حاول وهبة التمرد والخروج من عباءة الشر لكي يثبت أنه قادر على تقديم جميع الأنماط الإنسانية، فشارك بالتمثيل في مجموعة أفلام لم تكن بثقل الأعمال التي أدى فيها جوانب الشر المختلفة، ومنها: "من الحب ما قتل"، "بنات إبليس"، "المرشد"، "علي بيه مظهر" و"الفحامين"، كما اختير لبطولة فيلم ايطالي بعنوان "شاهين"، والذي أشادت به الصحافة العالمية، وكتبت أن الممثل المصري لو أتيحت له الظروف للتمثيل مع نجومنا العالميين سيكون خطرا عليهم
برغم كل هذا لم تتركه الشائعات الخاصة بالمخدرات وسبب ذلك ما حدث في 1 نوفمبر عام 1983 حيث تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من ضبط مجدي وهبة متلبسا بحيازة قطعة من المخدرات داخل جيب الجاكت الذى كان يرتديه داخل سيارته الملاكي وهو فى طريقه بشارع العروبة كما عثر معه على 5 جرامات من الأفيون و15 جراما من البودرة ومعها جنيه ورق ملفوف على شكل أنبوبة لاستعماله فى الاستنشاق. مجدي وهبة اعترف بحيازته للمواد المخدرة وبرر ذلك بأنه استعدادًا للبروفات التي كان يقوم بها لإحدى أعماله وكان قد سبق القبض على مجدي وهبة مع سيد زيان وأحمد الكحلاوي والممثلة الناشئة “سالى” في وكر داخل منزل أحمد الكحلاوي وهي القضية المعروفة بقضية الفنانين وقد حصلوا فيها على البراءة وذلك لبطلان في إجراءات الضبط والتفتيش والتسجيل وكذلك عدم مشروعية دليل الاتهام. النيابة وجهت له في واقعة ضبطه بشارع العروبة بمصر الجديدة تهمة الاتجار وحيازة مخدرات وتم إيداعه في الحبس الاحتياطي 70 يوماً حتى أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها ببراءة مجدي وهبة من تهمة الاتجار وتعاطي المخدرات بسبب خطأ أيضا في الإجراءات.
وتقول فريدة وهبة شقيقة الفنان الراحل في لقاء حديث الذكريات: " أخي تعرض لظلم شديد من الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، بسبب شائعات غير صحيحة هو كان مريضا بالقلب، وهو أمر لم يكن يعلم به أقرب الناس إليه، لخوفه أن يبتعد عنه المنتجون، بينما طبيعة أدواره تعتمد على القوة وتجسيد العنف والمغامرة. "
وتابعت قائلةً :" في أيامه الأخيرة وقبل أن نسافر إلى الغردقة، وجدته يتحدث مع الكاتب الكبير مصطفى أمين وفي يده كيس مليء بالدواء، وبعد انتهائه من المكالمة، سألته عن الأدوية، واضطر أن يعترف لي بأنه مصاب بمرض في القلب، وذهبنا إلى الغردقة، ونسي أن يأخذ معه الدواء، وتعرض هناك للإجهاد الشديد والإرهاق إلى أن توفي في 4 فبراير 1990 اثر هبوط حاد في الدورة الدموية، وهو في السادسة والأربعين من عمره.
ومع ذلك يرى النقاد أن مجدي وهبة لم يكن محظوظا، فقد كانت لديه طاقات فنية أخرى لم تُستغل.
ولد مجدي وهبة في 20 سبتمبر سنة 1944 وواصل الدراسة حتى تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 وظل أربع سنوات بدون عمل، كان يتردد خلالها على مكاتب المنتجين لكنهم رفضوا إسناد أي دور له، حيث كانت الأفلام قليلة جدا بعد النكسة وحكراً على أسماء بعينها من النجوم وكان أكثر ما يؤلمه ويحزنه عندما كان يقول له البعض من أصحاب شركات الإنتاج الفني "خليني أشوفك كل يوم"، حيث كان يشعر بالإهانة والمرارة، وقد رفض أن يقوم بأي دور تافه أو لا يرضي طموحه ودراسته، حيث كان عاشقا للتمثيل منذ طفولته، ونظرا لوسامته الشديدة وهو صغير، كانت المدرسات في مدارس محافظة بني سويف التي عاش فيها طفولته وصباه - يحببنه ويقمن بإشراكه في جميع أنشطة المدرسة، ومن ضمنها فريق التمثيل الذي قدم العديد من مسرحيات المدرسة، ما أدى إلى ميله تجاه التمثيل فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبمجرد تخرجه منه ونظرا لعدم اشتغاله في عمل فني- قرر دراسة الأدب ليحصل على ليسانس علم النفس ، وبعد مشوار يأس طويل قطعه لإيجاد عمل .
بدأ يفكر في السفر للعمل كمدرس بليسانس كلية الآداب، لكن المصادفة كالمعتاد، وان كانت نادرة، لعبت دورا كبيرا في عدم سفره، وذات يوم وأثناء زيارة صديق له في أحد الاستديوهات، لمحه المخرج الكبير نور الدمرداش الذي كان يبحث عن ممثل جديد "غير محروق" ليجسد دور البطولة في مسلسل "البقية تأتي"، وحينما سأل عنه عرف أنه خريج الفنون المسرحية، لم يصدق وهبة أنه سيقف أخيرا أمام الكاميرا
بعد أربع سنوات بطالة عقب تخرجه أكاديمياً ورجع إلى البيت يكاد يطير من الفرح. وحين عُرض المسلسل لاقى نجاحا كبيرا شجع عددا من المخرجين على دعوته للعمل على خشبة المسرح. ورغم أن هذا لم يكن عشقه الأول إلا أنه رحب بتلك العروض ومنها "هاملت"، "عطيل"، "الرجل اللي قال لا" و"على جناح التبريزي وتابعه قفة".
كانت بداياته لامعه، لذلك راهن عليه المخرج أشرف فهمي سنة 1972، في فيلمه المتميز "ليل وقضبان"، وكان يبحث عن ممثل شاب يلعب دور الضابط الطيب الذي يتعاطف مع المساجين، واتصل به طالبا منه الحضور إلى مكتبه ليأخذ السيناريو الذي سيقوم ببطولته محمود مرسي ومحمود ياسين وسميرة أحمد، وقال له فهمي: "إنني أراهن عليك يا مجدي في هذا الفيلم رغم أن مشاهدك قليلة، لكنني متأكد أنك ستلعب الدور بطريقة جيدة، لأنني شاهدتك في مسلسل "البقية تأتي" وأعجبت جدا بأدائك".
حاول وهبة التمرد والخروج من عباءة الشر لكي يثبت أنه قادر على تقديم جميع الأنماط الإنسانية، فشارك بالتمثيل في مجموعة أفلام لم تكن بثقل الأعمال التي أدى فيها جوانب الشر المختلفة، ومنها: "من الحب ما قتل"، "بنات إبليس"، "المرشد"، "علي بيه مظهر" و"الفحامين"، كما اختير لبطولة فيلم ايطالي بعنوان "شاهين"، والذي أشادت به الصحافة العالمية، وكتبت أن الممثل المصري لو أتيحت له الظروف للتمثيل مع نجومنا العالميين سيكون خطرا عليهم
برغم كل هذا لم تتركه الشائعات الخاصة بالمخدرات وسبب ذلك ما حدث في 1 نوفمبر عام 1983 حيث تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من ضبط مجدي وهبة متلبسا بحيازة قطعة من المخدرات داخل جيب الجاكت الذى كان يرتديه داخل سيارته الملاكي وهو فى طريقه بشارع العروبة كما عثر معه على 5 جرامات من الأفيون و15 جراما من البودرة ومعها جنيه ورق ملفوف على شكل أنبوبة لاستعماله فى الاستنشاق. مجدي وهبة اعترف بحيازته للمواد المخدرة وبرر ذلك بأنه استعدادًا للبروفات التي كان يقوم بها لإحدى أعماله وكان قد سبق القبض على مجدي وهبة مع سيد زيان وأحمد الكحلاوي والممثلة الناشئة “سالى” في وكر داخل منزل أحمد الكحلاوي وهي القضية المعروفة بقضية الفنانين وقد حصلوا فيها على البراءة وذلك لبطلان في إجراءات الضبط والتفتيش والتسجيل وكذلك عدم مشروعية دليل الاتهام. النيابة وجهت له في واقعة ضبطه بشارع العروبة بمصر الجديدة تهمة الاتجار وحيازة مخدرات وتم إيداعه في الحبس الاحتياطي 70 يوماً حتى أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها ببراءة مجدي وهبة من تهمة الاتجار وتعاطي المخدرات بسبب خطأ أيضا في الإجراءات.
وتقول فريدة وهبة شقيقة الفنان الراحل في لقاء حديث الذكريات: " أخي تعرض لظلم شديد من الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، بسبب شائعات غير صحيحة هو كان مريضا بالقلب، وهو أمر لم يكن يعلم به أقرب الناس إليه، لخوفه أن يبتعد عنه المنتجون، بينما طبيعة أدواره تعتمد على القوة وتجسيد العنف والمغامرة. "
وتابعت قائلةً :" في أيامه الأخيرة وقبل أن نسافر إلى الغردقة، وجدته يتحدث مع الكاتب الكبير مصطفى أمين وفي يده كيس مليء بالدواء، وبعد انتهائه من المكالمة، سألته عن الأدوية، واضطر أن يعترف لي بأنه مصاب بمرض في القلب، وذهبنا إلى الغردقة، ونسي أن يأخذ معه الدواء، وتعرض هناك للإجهاد الشديد والإرهاق إلى أن توفي في 4 فبراير 1990 اثر هبوط حاد في الدورة الدموية، وهو في السادسة والأربعين من عمره.