صور.. العجمي مصيف الفنانين يتحول إلى وكر للبلطجية والمدمنين وغرف نوم العاشقين
الأربعاء 30/يناير/2019 - 02:30 م
مريم حسن
طباعة
اشتهر حي العجمي، غرب الإسكندرية؛ بكونه مصيفًا للفنانين، واستمر كملجأ للفنانين والمهرب الوحيد لهم من المعجبين والمعجبات لسنوات عدة، لكن مع مرور الوقت تدهور حال الحي، وأصبح أشبه بمقبرة بائسة، لا ترى فيه إلا بقايا الفيلات القديمة الأثرية، مع تفشى الأبنية المخالفة العشوائية، وانتشار الباعة الجائلين ومركبات التوك توك، وغرق شوارع الحى بمياه الصرف الصحي.
واختلفت المراجع التاريخية حول تسمية حى العجمي بهذا الاسم، فبعض المؤرخين أرجعوه إلى الشيخ محمد العجمي؛ الولي الصوفي الصالح مغربي الأصل، وآخرون قالوا إنه أطلق عليها العجمي نسبة لقلعة “العجم” التي أسسها الفرس عام 1915.
ومع مرور السنين تبدل حال واحدة من أهم المناطق السياحية بالإسكندرية، إذ يعانى أهالى حى العجمي من تجاهل تطوير الخدمات الأساسية والمرافق بها، وتجاهل الجهات التنفيذية لشكواهم المستمرة من طفح مياه الصرف الصحى والانفلات الأمنى بالحى، بالإضافة إلى انتشار أكوام القمامة، وتفشى أعمال البلطجة وتجارة المخدرات.
فبمجرد أن تطأ قدماك إلى أرض العجمى تستنشق رائحة الصرف الصحى منبعثة من كل مكان فى المنطقة، وتنزلق قدمك ببرك المياه المتراكمة، بالإضافة إلى وجود الذباب والحشرات وتراكم أكوام من القمامة أمام الشرفات ومداخل منازل الأهالى.
وقالت أم عبير، إحدى أهالى حى العجمى، "احنا عايشين فى وباء وامراض ومحدش من الحى ولا النواب بيسأل فينا، والصرف الصحى طافح فى الشوارع كلها وبيدخل على البيوت ومبقيناش عارفين نعيش".
يؤكد حسن بيومى، أن شوارع العجمى أصبحت عبارة عن موقف لـ "التوك توك" وسيارات "السوزوكى" صغيرة الحجم، حيث يتسببون فى عرقلة حركة السير والمرور.
وتساءل أسامة مختار عن كيفية ممارسة أفعال فاضحة وخادشة للحياء فى شوارع عامة دون إشراف أمنى، قائلا “شوارع العجمى بليل بتتحول لبيت دعارة، كل حاجة هنا بتحصل من أول شرب المخدرات والبيرة والسرقة لحد ممارسة الرذيلة”.
وقال أحمد الكومى، إن شوارع حى العجمى تتعرض لتعديات جسيمة من قبل الباعة الجائلين وأطفال الشوارع والمتسولين، مضيفا “العجمى بقت عبارة عن غرزة للبلطجية”.
وقال محمد عويس، أحد الأهالى، أنه كل عام يزيد عدد السكان بالمنطقة وتتكدس أكثر وأكثر لكونها منطقة رخيصة الأسعار وفقيرة وتناسب أبناء الطبقة الفقيرة، ما زاد الضغط على شبكات الصرف الصحي حتى انفجرت وملأت الشوارع بالمياه والبرك والمستنقعات حتى أن وصلت مياه الصرف إلى داخل العقارات وأصبحنا نضع الطوب لكي نعمل ممر لنسير عليها ولا تنغمس أقدامنا في المياه العفنة.
وأرجع إيهاب مختار السبب فى تدهور الشكل الحضارى بحى العجمى إلى مسؤوليين الحى، بسبب غيابهم التام عن تقديم الخدمات الأساسية، وتجاهلهم تطوير مرافق الحى، مضيفا "احنا فقرا بس مش عشوائيين، ورئيس الحى هو المسؤول عن البهدلة اللى فى العجمى".
ويوضح عويس أن المنطقة تعاني من انتشار تجار المخدرات جهارا دون خوف من رجال الشرطة، ما تسبب في انتشار المتعاطين من الشباب صغير السن.
وقال محمود أحمد، أحد الأهالى، أن مشاكل حى العجمى بدأت بظهور مياه الصرف الصحى فى أكثر من مكان بسبب تهالك شبكة الصرف الصحى وعدم صيانتها منذ أكثر من 30 عاما، وزيادة عدد السكان بالحى مما تسبب كسر فى بعض المواسير، وتأثير تراكم مياه الصرف على المبانى وتشققها وتآكل الأساسات، مما ينذر بانهيارها فى أى لحظة.
وقال عم حسن، أحد الأهالى، أن أطفال العجمى يعانون من حساسية الصدر وأمراض الرمد بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي، وأكوام القمامة المنتشرة فى المنطقة.
وأضاف أنه بسبب تراكم مياه الصرف ظهرت زواحف وسحالى وثعابين فى المنطقة، التى بدأت تدخل إلى المنازل، قائلا "احنا عايشين وسط السحالي والثعابين ومحدش من المسؤولين بيعبرنا ولا بيسأل فينا، حتى النواب اللى عطيناهم أصواتنا بيقرفوا يدخلوا يمشون فى شوارع العجمى ويشوفوا مشاكلنا".