السيد راضي .. عشق دور الإسرائيلي وكان يخرج من حالات الموت بالسخرية

الأربعاء 06/فبراير/2019 - 12:00 ص

إسماعيل فارس

مضت 84 سنة على ميلاد الفنان والمخرج الكبير الراحل السيد راضي، الذي تميز بأدواره ونظراته ونغمة صوته الذين جعلوه يترك خلفه إرثاً فنيا قيماً من الأعمال المميزة.

السيد راضي .. مسيرة المحلاوي العاشق للفن

عاش السيد راضي معظم حياته بمدينة المحلة الكبرى ودرس بها المرحلة الثانوية، بعدها انتقل هو و أسرته للقاهرة و تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الإخراج والتمثيل العام 1960، وشغل من قبل منصب رئيس اتحاد النقابات الفنية في مصر ومؤسس مسرح الطفل في مصر عام 1983، وحصل على أعلى درجة فنية بلقب "فنان قدير"، بقرار من رئيس الوزراء المصري بعام 1985، ويعد يعتبر أحد المخرجين المصريين الذين ساهموا في رفع شأن المسرح المصري خلال سنوات الستينيات.

وعمل عام 1971 كـ خبير مسرحي لمدة عامين في المسرح الليبي بمدينة بنغازي، وكون علاقات صداقة مع أهلها و كان يتردد عليها لزيارة أصدقائه، كما عمل بمهرجان سوسة المسرحي في تونس وإخراجه ما يزيد عن 25 عملا مسرحيا، وكذلك عمله بمهرجان المنستير أخرج فيه 3 مسرحيات، وانتخب رئيسا للاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية العام 1993، فضلاً عن انه شغل عددا من المناصب منها رئيس لجان الإنتاج المشترك بالبيت الفنى للمسرح، وعضو المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقابات الفنية العام 1995 بواشنطن، ومدير المسرح الكوميدي 1980، ووكيل وزارة الثقافة والآداب 1996، وعضو المجلس الأعلى للثقافة.

السيد راضي جانب مسرحي

أخرج السيد راضى نحو 18 مسرحية أهمها "الصعايدة وصلوا، دلع الهوانم، الدكتور زعتر"، وفى السينما شارك فى 18 فيلم أهمهم "كيف تسرق مليونير، الهروب من الخانكة، الانس والجن، صراع الاحفاد، أبناء الصمت، 48 ساعة فى إسرائيل، واخرهم فيلم ظاظا مع هاني رمزي، وشارك فى 13 مسلسل أهمها "رأفت الهجان، و الف ليلة وليلة، والسيرة الهلالية، وجمهورية زفتى، والظاهر بيبرس"

وفى حوار قديم له إجراء ببرنامج "ساعة صفا" مع الفنانة صفاء أبو السعود، قال السيد راضي: "مشوارى الفنى رحلة متغيرة ومتطورة ومتلونة، حسيت أن الادوار اللي عملتها صعبة واحتاجت مني مجهود ومشوار كبير".

وعن مشاركته في فيلم أبناء الصمت عام 1974 والذي تناول انتصار حرب أكتوبر: قال "لقطة ساعة الاستنزاف فى فيلم أبناء وضحت ازاي الجندي المصري عاني كتير من أجل مصر .. واللحظة دي كان فيها صدق وإخلاص .. مثلت الفيلم ده بعد الانتصار فورا وكان خط بارليف زي مهو .. الخوز والخنادق زي ماهي".

وتابع: "حسيت اد ايه الجندي المصري كان صادق ومخلص فى هذه اللحظة .. عشان كدة مثلتها بصدق وحسيت أن الانتصار جه بشموخ الجندي المصري وتضحياته وقوته .. حسيت بالزهو وانا بشوفها وازاي ضحينا من اجل الانتصار".

وأردف: " فى فيلم 48 ساعة فى إسرائيل حسيت اني مثلت شخصية الاسرائيلي بالصورة اللي ممكن يكرهها أي عربى .. صدق الشخصية بقسوتها ودمويتها .. وأنها شخصية مكروهة جسدت الحالة اللي تكره الناس فيا وياخد موقف من الجانب الآخر.

وأشار السيد راضى: "انا جوايا الحتة الإنسانية مقدرش انساها ابداً .. ومواقفي مع زمايلي في لحظات الوداع وانا بودعهم لما بتحصل حالة وفاة ببقى مع الفنان لحد اخر دقيقة على باب القبر مش ببقي عايز اسيبه لحد اخر دقيقة .. الحتة دي معروفة عندي وسط زمايلي عشان كده جوايا الحتة الإنسانية دي".

وأكمل السيد راضى: "في نفس الوقت لازم أخرج من الحالة دي بالضحك والسخرية .. لازم اخرج من هذه اللحظات اللي فيها تطهير للإنسان على لحظة تانية فيها الابتسامة وإلا اتعقد .. ودي مش اي حد يعملها صعبة جدا انك تنزل انسان فى القبر وتفتح عليه وتودعه وتقوله مع السلامة وتقرأ الفتحة عليه وتقولوا انتم السابقون ونحن اللاحقون وتخرج لحد فوق وتقف لحد آخر دقيقة معاه وناس تخرج وتقفل عليه لحظة ميتحملهاش أي إنسان .. لحظة بتحس إنك لازم تكسر هذا الحاجز بسرعة شديدة لازم .. وانا عندي القدرة دي".

وأوضح: "أنا مؤمن أن الكوميديان عندما يمثل التراجيديا يجيد فيها بشكل عبقري .. زي محمود المليجي كان كوميدي جداً وأخرجت له مسرحيتين ورغم ذلك كان يمثل الشر بدقة .. أيضاً فريد شوقي بيمثل الكوميديا والتراجيديا بشكل رائع .. كذلك عادل إمام حاليا عندما مثل أدوار جد ثبت أنه عبقري .. ومحمد صبحي أيضاً .. فأنا مؤمن أن الكوميديان اذا كان يملك الضحك فيملك التأثير على الآخرين من خلال المأساة بشكل صحيح".