مثاليات يعشن في الظل.. «انتصار» رحلة كفاح مع 6 بنات
الثلاثاء 19/فبراير/2019 - 09:55 ص
نرمين الشال
طباعة
بينما نستعد للاحتفال بعيد الأم 2019، والذي تحرص العديد من الأمهات خلاله على إبراز قصص كفاحهم في تربية الأبناء، للفوز بلقب الأم المثالية؛ يوجد بيننا العديد من قصص التضحية والكفاح لأمهات تحملن الصعاب من أجل أن يتممن تربية أبناءهم على أكمل وجه، منهم من تركها الزوج لتواجه الصعاب بمفردها، ومنهم من أراد الله أن تكمل مسيرة الحياة بمفردها، وتحمل علي عاتقها مسؤولية الأسرة بسبب وفاة الزوج.
بوابة المواطن تلقي الضوء على نماذج المشرفة
تسعي "بوابة المواطن" الإخبارية، من خلال هذا التقرير أن تلقي الضوء علي واحدة من أصحاب هذه النماذج المشرفة، لسيدة استطاعت أن تحمل الصعاب وتواجه أمواج الحياة العاتية بعد أن فارقها الزوج وترك لها 6 من البنات في سفينة بلا شراع لتقف وحيدة في مهب الريح، وتحلم أن تصبح الأم المثالية 2019.
كفاح انتصار عبدالله في تربية أبنائها
"انتصار عبد الله" سيدة تعيش في أحد ضواحي مدينة كفر الشيخ، كافحت ومازالت تكافح منذ وفاة زوجها لتصل بأبنائها إلي بر الأمان.
تقول " انتصار " أو " أم إيمان " كما يناديها الجيران: "بدأت حياتي مثلي مثل أي سيدة كنت أعيش في أسرة متوسطة الحال تزوجت في سن صغيرة من عامل يكبرني بخمس سنوات، عشت معه أيام جميلة في بداية حياتي ورزقنا الله بـ6 أبناء جميعهم من الإناث، لكن زوجي كان يحبهم جدا ودائما كان يقول لي البنات رزقهم هيكون واسع بإذن الله، ورغم أنه كان عامل بسيط إلا أنه لم يشكو يوما من ثقل الأعباء عليه، وكان يعمل كل يوم دون انقطاع ويسعي علي سبل الرزق لتوفير حياة كريمة لهم، لكن القدر لم يمهله الكثير لكي يري فيهم ما كان يتمناه، فأراد الله أن أكمل مسيرة الحياة بمفردي بعد أن تعرض زوجي لحادث أودي بحياته، حيث سقط من أعلي السقالة أثناء عمله وتوفي تاركا لي أمانة غالية وحمل ثقيل.
رحلت انتصار عبدالله مع شقاء الحياة
بدأت رحلتي مع الشقاء بعد وفاة زوجي إذ كان مجرد عامل باليومية ولم يكن لنا أي دخل أنا وبناتي الست إلا معاش التأمين وهو مبلغ بسيط لم يكن يكفي تكاليف الطعام، لكن بفضل أولاد الحلال وأصحاب القلوب الرحيمة الذين كانوا ومازالوا يقفون معي ويساعدوني في تحمل مسؤولية الأبناء فلولا وقوفهم معي لما استطعت أن أوفر لبناتي سبل العيش، فبعد التحق جميع البنات بالمدرسة زادت الأعباء المعيشية على وبحثت عن مصدر إضافي للرزق لكن خوفي عليهم جعلني أتخلي عن فكرة العمل واتجه للجمعيات الخيرية لمساعدتي وتحمل جزء من نفقات البنات.
انتصار عبدالله: لا أحب أولادي يعانون كما عانيت
وتضيف " انتصار " لكن رغم هذا حرصت على أن تظل بناتي بالتعليم لأني لا أحب أن يعانوا كما عانيت بسبب عدم استطاعتي أن أحصل علي قدر من التعليم، الشيء الذي يجعلني أشعر بالضعف والانكسار دائما.
حيث تدرس ابنتى الكبري في الفرقة الثانية بالجامعة وأختها التي تصغرها في المرحلة الثانوية والحمد لله يحققن درجات وتقديرات جيدة جدًا، أما اخوتهن ففي مرحلة التعليم الاعدادي والابتدائي.
وتؤكد " أم إيمان " أنا لا يشغلني أن يعرف قصتي أحد أو تكرمني مؤسسة معينة لأن تكريمي أنتظره من الله وأنا علي يقين تام أن جزاء صبري علي مشقة الحياة وصعابها، سيكون عظيم عند الله، ويكفي أن جميع جيراني وأهل منطقتي يكرمونى بمعاملتهم الطيبة ويشملوني برعايتهم وأري ذلك في حسن أخلاقهم معي واحتوائهم لبناتي. وأتمني من الله أن يمنحنى القوة حتى أتم رسالتي للنهاية وأصل بالبنات لبر الأمان.