خبراء اقتصاد لـ " بوابة المواطن " هذه نهاية الحرب التجارية بين أمريكا والصين
والبداية مع المستشار السابق لصندوق النقد الدولي فخري الفقهي، الذي قال إن أمريكا طالبت الصين بـ تسوية النزاع التجاري قبل 1 مارس القادم، وإلا ستقوم بفرض عقوبات اقتصادية أكثر حدة.
وتابع المستشار السابق لصندوق النقد الدولي في تصريح خاص لـ " بوابة المواطن " أن أمريكا دخلت في حرب تجارية مع الصين منذ الأيام الماضية نتيجة ما تسميه ممارسات تجارية غير عادلة تضر بالأمن القومي الأمريكي.
وأضاف المستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إن أمريكا قامت بفرض رسوم جمركية على أكثر من 100 منتج صيني، وفرض رسوم بقيمة 25 مليار دولار على الألمونيوم، و10مليار دولار على الصلب، كما عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تقليل الوردات، مؤكدًا إلا لم تصل الصين إلى تسوية سوف ترتفع الرسوم الجمركية إلى 200 مليار دولار.
وأشار المستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إلى أن أمريكا تخوض حربًا تجارية مع العديد من الدول الأوروبية وذلك لأنهم يعملوا على المساس بالأمن القومي الأمريكي، ولكن هذا الصراع أقل حدة من صراعها مع الصين.
خبير اقتصادي: الحرب التجارية تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية
وعلق الخبير الاقتصادي الدكتور رائد حلس، على الحرب التجارية بين أمريكا والصين، قائلًا:" إن الرئيس ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية في العام 2016 باتخاذ التدابير اللّازمة لاستعادة الوظائف الأميركية المفقودة بسبب ما سمّاه التغلغل الصيني، ووعد بفرض ضرائب جمركية على المنتجات الصينية، وبممارسة المزيد من التدقيق في استثمارات الشركات الصينية العاملة في الولايات المتحدة.
وتابع الخبير الاقتصادي في تصريح خاص لـ " بوابة المواطن
" أن الإجراءات الأمريكية المتمثلة تأتي بفرض ضرائب جمركية على المنتجات
الصينية في سياق تنفيذ الوعد الذي أطلقه ترامب في حملته الانتخابية وهو ما رفضته
الصين وتعهّدت في مقابل ذلك باتخاذ خطوات مماثلة تقضي بفرض ضرائب مرتفعة على البضائع
والمنتجات الأميركية في الصين، تشمل السيارات وأجهزة التقنيات العالية والأجهزة
الذكية.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن الرئيس الأمريكي يرى أن الاتفاق الذي
سمح بانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، خطر على أمريكيا ويقلص الكثير من
مكاسب الصناعة الأمريكية، وتسبب في خسارة الملايين من الوظائف في المصانع
الأميركية.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن هناك مخاوف من الحرب التجارية
المشتعلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين لتطال معظم دول العالم على غرار
الأزمة العالمية في العام 2008، خاصة وأن الولايات المتحدة والصين تمتلكان أكبر
وأقوى اقتصادَين في العالم، وتتنافسان على المرتبة الأولى فيه.
واستكمل الخبير الاقتصادي حديثه قائلًا:" أن الصين تعتبر
أكبر مستثمر في السوق الأمريكي، وأن الخزانة الأميريكية مدينة للصين، بالإضافة إلى
أن الصين أكبر حائز أجنبي في العالم للسندات المالية والأمريكية بما في ذلك
السندات التي تصدرها الشركات العقارية المدينة للصين، وهذه الالتزامات مضمونة
بالعقارات.
وكشف الخبير الاقتصادي، أنّه في حال عدم تمكّن أي من الشركات من
تسديد التزاماتها حيال الطرف الصيني تصبح العقارات المرهونة ملكًا للصين، وفي المقابل
يستثمر الأمريكيون المال في الصين ويشترون الممتلكات المنقولة وغير المنقولة،
ولكنّ زيادة الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة منذ سنوات على مثيلتها
الأمريكية في الصين، وازدياد الارتباط المتبادل بين الاقتصادَين الأول والثاني في
العالم، وهو أمر يدخل في أساس الاستراتيجية الجيوسياسية الصينية.
واستطرد الخبير الاقتصادي، أن الطرفين الأمريكي والصيني يخشيان
من تطورات هذه الحرب التجارية عبر الدخول في مفاوضات ثنائية لاحتواء الأزمة وتجنيب
البلدين من تداعيات هذه الحرب وتجنيب دول العالم المرتبط بهذين البلدين من الدخول
في أزمة مالية واقتصادية عالمية جديدة.
اقرأ أيضًا:_ مصادر: الحرب التجارية بين أمريكا والصين تقارب على الإنتهاء
واختتم الخبير الاقتصادي حديثه مع " بوابة المواطن "
قائلًا:" أن ترامب يري فرض الضرائب الجمركية على المنتجات الصينية لا تستهدف
الصين وحدها، بل اشتملت دول أخرى من بينها دول من حلفاء أمريكا وهو ما فعله فعلاً
فقد فرض ضرائب جمركية جديدة على أوروبا والمكسيك وكندا، وبحسب ترامب فإن هذه الدول
باتت تشكّل كما الصين، تهديدًا للأمن القومي الأميركي، مشيرًا إلى أن مبررات ترامب
بفرض ضرائب جمركية على بعض الدول الحليفة لواشنطن هي فقط لتبرير فرضه ضرائب جمركية
على المنتجات الصينية.
جدير بالذكر، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية والصين أول أمس
في جولة جديدة من المباحثات في واشنطن، وستعقد جلسات متابعة في وقت لاحق من هذا
الأسبوع، وجاءت المفاوضات بعد أسبوع من المباحثات في بكين انتهت الأسبوع الماضي من
دون التوصل إلى اتفاق، وهناك أنباء عن إن تلك المباحثات حققت تقدما في بعض القضايا
الرئيسية.