مصادر تكشف لـ "بوابة المواطن" كواليس استقالة ظريف: الرياض نجحت في اختراق طهران
الثلاثاء 26/فبراير/2019 - 11:12 ص
القاهرة.أحمد محمود
طباعة
كشفت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في المملكة العربية السعودية، عن دور سعودي كبير في استقالة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف من منصبه بالصورة التي تمت، وتعبِّر عن وجود انقسامات كبيرة في المواقف داخل المنظومة الحاكمة في طهران.
وكان الوزير الإيراني قد أعلن مساء الأحد، 25 فبراير 2019م، عن استقالته، من خلال تغريدة على موقع "أنستاجرام"، الذي يُعدُّ الموقع الوحيد للتواصل الاجتماعي غير المحجوب في إيران، قال فيها: "أعتذر لكم عن أي تقصير أو قصور بدر مني خلال مدة خدمتي، وأشكر الشعب الإيراني والمسؤولين".
وبالرغم من أن ظريف قد ربط بعد ذلك بين استقالته، وبين الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى طهران، الأحد؛ إلا أن مصادر "بوابة المواطن"، قالت إن الأمر يتعلق بانقسامات كبيرة داخل منظومة الحكم والسياسة في إيران، وأن هناك اختراقات حققتها الرياض وواشنطن للدوائر الحاكمة في طهران، أدت إلى استقالة ظريف.
وكان ظريف قد قال في حوار نشره موقع جريدة "انتخاب" ذات النَّفَس الإصلاحي، إنه بعد نشر صور المقابلة بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، والرئيس السوري بشار الأسد في طهران دون حضوره "لم يعد هناك أدنى احترام لوجوده في منصب وزير الخارجية"، بحسب موقع "بي. بي. سي" العربي.
خلافات داخلية كبيرة
ذكرت مصادر "المواطن"، أن الاستقالة كانت تنتظر هذا الموقف، لكي يقوم ظريف بإعلانها على هذا النحو، إلا أن ظريف كان واقعًا تحت ضغوط كبيرة قامت بها السعودية والولايات المتحدة على ظريف الذي يُعتَبر عرَّاب السياسة الخارجية الإيرانية طيلة سنوات طويلة مضت، وكان من أهم مفاتيح توصُّل طهران إلى الاتفاق النووي الشهير الذي تم التوقيع عليه بين إيران وبين مجموعة (5 + 1) الدولية التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، في يوليو 2015م، وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده منه في العام 2018م.
وذكرت مصادر "المواطن"، أن ظريف قد تقدَّم باستقالته بصورة تبرز أمرَيْن، الأولى، تبدي اعتراضه على سياسات النظام الإيراني، والثانية، تظهِر حجم الانقسامات داخل النظام الإيراني والمنظومة السياسية الداخلية هناك، بين الإصلاحيين والمحافظين، بالإضافة إلى اعتراضه على الضغوط الحاصلة من جانب الجناح المتشدد الحاكم في طهران، الذي يطلب منه إعلان انسحاب إيران من الاتفاق النووي ردًّا على الإجراء الأمريكي.
وظريف حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة "دَنفر" الأمريكية، وتولى ظريف منصب وزير خارجية إيران، في أغسطس 2013م، وكان قبلها قد شغل منصب مبعوث إيران في الأمم المتحدة للفترة بين العام 2002م و 2007م.