أدمنها منذ 3 سنوات.. طفل يسرد قصته مع الشيشة
الأربعاء 27/فبراير/2019 - 06:35 م
إسلام النجار
طباعة
لم تكن كافيهات أو مقاهي «الأرجيلة»، مأوى لأصحاب المزاج وعقد المقابلات، بل أصبحت وكراً إدمانياً يستقله الأطفال، لممارسة نوع جديد من الإدمان ويعرف باسم «شيشة الفواكه»، الذي اكتسح كل الفئات الشابة وخاصة الفئة الأقل عمرياً والذين يطلقون على أنفسهم «الأندر إيدج»، ف اعتبرها الأطفال فكرة جديدة تستحق التجريب.
لم تعد الشيشة حكراً على الرجال فحسب، بل أخذ الأطفال، نصيبهم في تذوق هذا النوع الوافد إلينا من الدخان، بل أصبحتوسيلة للتباهي، وتتزايد نسبة الإدمان عند الأطفال بحجة «الترويح عن النفس»، و«نفث الهموم».
قلق شديد يسود على بعض أولياء أمور اليافعين من الأطفال، عندما يتنامى لمسامعهم أن «فلذات أكبادهم»، يقضون أوقات فراغهم على الكافيهات والمقاهي، ويخشون على تغيير سلوكهم الاجتماعي، خاصة وأنها تحوي أصدقاء السوء حسب قولهم.
بطل هذه القصة «أحمد.م.أ» 13 عاماً، يدرس بالصف الأول بالمرحلة الإعدادية، يسرد لـ «بوابة المواطن»، رحلته مع شيشة الفواكه، ليخبرنا بأنه يدمنها منذ 3 سنوات، عندما رأى فتاة في العشرينيات من العمر، تخرج من فمها سحابة بيضاء تنم عن متعة ورخاء.
ماسكاً بيده أنبوبة الأرجيلة «الشيشة»، يحاول بكل ما أوتي من «استنشاق»، حتى تصل السحابة البيضاء إلى عمق رئتيه جاهلاً لأضرارها، ليقول إنها رائعة لا أقدر على الاستغناء عنها فهي تبسطني، مضيفاً «بشرب شيشة تفاح من 3 سنين، وكانت المرة الأولى لما دخلت كافيه فيه بنات كتيرة، وكلهم بيشربوا شيشة تفاح وبيطلعوا دخان كتير حسيت إن الموضوع حلو، قلت أجرب وبعدها حبيتها وحسيتها متعة، وبالتالي أدمنتها».
عندما يعود إلى منزله، يجلس في الصالون بجوار أسرته، ملتفين حول مجمرة الشتاء باسط يده فوقها، متأملاً في السحابة البيضاء الصادرة منها، ليعود بذهنه السحابة البيضاء، الذي تخرج من فمه بعد استنشاقها بكل ما أوتي من قوة، ليتلذذ بطعم فاكهتها.
اتخذ من المقهى والكافيه وكراً لممارسة إدمانه، حيث وصفه «بالملاذ للتحرر من قيود الأسرة»، قائلاً: «من غير الكافيه أو القهوة مش هعرف أشرب الشيشة دا غير ان البيت خالي من أي تدخين فأكيد مفيش غير القهوة أو الكافيه».
يغادر منزله متوجهاً نحو المقهى، وفي طريقه يهاتف أصدقائه الأطفال، ليخبرهم بأنه في انتظارهم داخل المقهى، ينظر بجواره بحثاً عن «الويتر»، ليخبره أنه بحاجة إلى «شيشة المانجو»، وليس مشروباً ساخناً، مضيفاً «مش بهتم بأي مشروب المهم عندي أشرب شيشة فهي متعتي الحقيقية».
يتلقى أمولاً من أسرته دون رقابة أو قيود، تاركين له كامل حريته، قائلا: «فلوس القهوة من والدي أو والدتي هم أكيد ميعرفوش إن بشرب شيشة ولا حتى بنزل القهوة غالباً بقولهم أنا عند أصحابي في البيت أو في الدرس».