شهد نشاط الرئيس السيسي في أسبوع تنوعاً كبيراً، حيث القمة العربية الأوروبية مدينة النشاط الرئاسي خلال الأسبوع، حيث ترأس عبد الفتاح السيسي إلى جانب دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أعمال اليوم الأول من القمة العربية الأوروبية الأولى.
التحديات والتهديدات
وألقى الرئيس الكلمة الافتتاحية للقمة، والتي تضمنت استعراضًا للتحديات والتهديدات المشتركة التي تواجه العالمين العربي والأوروبي، كتفشي ظاهرة الإرهاب وتفاقم بؤر الصراعات بالمنطقة، فضلًا عن تناول أبرز الخطوط العريضة لرؤية مصر تجاه التعامل مع تلك التحديات وكيفية تجاوزها، وكذلك إلقاء الضوء على الفرص الواعدة لتعزيز التعاون والتكامل بين الشريكين العربي والأوروبي، وتأكيد أهمية انعقاد قمة شرم الشيخ لإيجاد منصة للحوار المباشر والبناء بين الجانبين إزاء القضايا والتهديدات الإقليمية والدولية.
تعزيز الشراكة العربية الأوروبية
وأعقب الجلسة الافتتاحية انعقاد الجلسة العامة الأولى للقمة، والتي تضمنت كلمات عدد من الوفود العربية والأوروبية، حيث تمحورت أهمها حول سبل تعزيز الشراكة العربية الأوروبية وَفقًا لمبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة، والتعامل المشترك مع التحديات العالمية، وتأكيد ضرورة توافر الإرادة السياسية لتعزيز أسس التعايش والتفاهم بين الجانبين، والتي يحكمها الامتداد التاريخي والجغرافي والبشري.
كما تناولت معظم الكلمات الإشادة باستضافة أرض مصر لهذا الحدث التاريخي، الأول من نوعه على الإطلاق والذي يجمع بين لفيف عريض من أبرز القادة العرب والأوروبيين في إطار جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بما يعكس تقدير مكانة مصر المتميزة دوليًا وإقليميًا كجسر للتواصل بين الحضارات، والثقة الموضوعة فيها كمركز ثقل محوري لصون الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة من توتر واضطراب، وكذلك تنوع التحديات المحيطة، مما يحتم ضرورة تنسيق المواقف المشتركة بين العالمين العربي والأوروبي للتعامل مع تلك التحديات.
أعمال اليوم الثاني
وترأس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.
تعزيز آليات الشراكة
وشهد اليوم الثاني من القمة العربية الأوروبية استئناف بيانات الوفود العربية والأوروبية، والتي أكدت ضرورة تعزيز آليات الشراكة القائمة بين العالمين العربي والأوروبي، واستعرضت أهم التحديات والفرص القائمة في هذا الصدد، كما اتسمت بقدر من المصارحة حول رؤى ومواقف كل دولة تجاه عدد من التهديدات الإقليمية المشتركة وسبل مواجهتها، كالإرهاب والهجرة غير الشرعية وبؤر النزاعات المتفشية بالمنطقة.
وانتهت القمة أعمالها بانعقاد الجلسة الختامية، حيث تم اعتماد البيان الختامي للقمة، والذي عكس أبرز القضايا الإستراتيجية التي تهم الجانبين العربي والأوروبي وأهمها تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وسُبل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، وكذلك عقد القمة القادمة في بروكسل عام 2022، كما ألقى الرئيس البيان الختامي للقمة، والذي ركز بدوره على القيمة المضافة من انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من ناحية تقريب الرؤى وتوفيق وجهات النظر في إطار مساعي بلورة رؤية إستراتيجية مشتركة تجاه نقاط التماس الإستراتيجية بين الجانبين العربي والأوروبي.
جلسات مباحثات
كما التقي الرئيس السيسي على هامش القمة عددا من ملوك ورؤساء وأمراء الدول كما عقد جلسات مباحثات مع القادة حيث بحث معهم تعزيز العلاقات فضلا عن مناقشة التحديات المشتركة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وأولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلا من:
كلاوس يوهانيس، رئيس جمهورية رومانيا
الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين
برهم صالح رئيس جمهورية العراق
دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي
الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس
أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني والممثل الشخصي لجلالة السطان قابوس
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية
صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت
جوزيبي كونتي، رئيس وزراء إيطاليا
جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية
سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني.
قطار محطة مصر
كما توجه الرئيس السيسي بخالص التعازي لأسر ضحايا قطار محطة مصر، مع تمنيات الشفاء للمصابين، وأكد السيسي أنه وجه التكليفات للحكومة للوقوف على الحادث وتطورات الموقف.
رئيس ألبانيا
كما استقبل الرئيس السيسي، بقصر الاتحادية الرئيس إلير ميتا، رئيس جمهورية ألبانيا، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وعقب ذلك أجرى الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.
وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن ترحيب مصر بالرئيس الألباني في أول زيارة رئاسية له لمصر، مشيرًا إلى ما يجمع الشعبين المصري والألباني من علاقات صداقة تاريخية ممتدة، ومؤكدًا الحرص على دفع التعاون بين الجانبين في شتى المجالات ليعكس مستوى تلك العلاقات التاريخية.
ركيزة أساسية
من جانبه أكد الرئيس الألباني سعادته بزيارة مصر، موجهًا الشكر للشعب المصري على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، ومعربًا عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
التعاون الثنائي
وشهدت المباحثات بين الجانبين استعراضًا لسبل تعزيز التعاون الثنائي، حيث أعرب الرئيسان عن حرصهما على تفعيل اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين لبحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية ومواصلة التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وذلك مع دفع مسار التعاون الاقتصادي، وفقًا للاتفاق المبرم بين البلدين عام 1993، مؤكدين في هذا الإطار أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري والاستثماري. كما رحب الرئيسان بقرب الإعلان عن إطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألبانية، مشيرين في هذا الصدد إلى أهمية تلك الخطوة في تعزيز التواصل بين الشعبين وتحقيق التقارب بينهما.
وحرص الرئيس خلال المباحثات على استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، موجهًا الدعوة للجانب الألباني للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها المشروعات القومية الجاري تنفيذها، والمزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة في مصر، لاسيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي والقارة الأفريقية.
مجال الطاقة
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة على ضوء التطورات التي يشهدها هذا المجال حاليًا في مصر في مختلف الجوانب، لتصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة في منطقة شرق المتوسط، والدور الهام الذي تقوم به ألبانيا على صعيد إمدادات الغاز إلى أوروبا.
الهجرة غير الشرعية
كما تناولت المباحثات كذلك عددًا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان أهمية التواصل والتنسيق المستمر بشأن مختلف تلك القضايا، في ظل الدور الهام لكل من مصر وألبانيا في منطقتي الشرق الأوسط والبلقان، وقد استعرض الرئيس في هذا الصدد النجاحات التي حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البحرية والبرية، كما أعرب الرئيس استعداد مصر لتعزيز ودفع التعاون القائم بين الأزهر الشريف وألبانيا لتدريب الأئمة والدعاة وتعليم اللغة العربية، ولنشر قواعد الدين السليم.
وأعرب الرئيس الألباني عن تثمينه للجهود المصرية في مجالي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكدًا الحرص على تكثيف التعاون مع مصر في هذا الإطار ومع مؤسسة الأزهر التي تعد منارة للإسلام الوسطي وحائط صد في مواجهة تيارات الفكر المتطرف.
منطقة الشرق الأوسط
ووجه الرئيس الألباني التهنئة لمصر على توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري، ولنجاح القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت مؤخرًا في شرم الشيخ، مشيرًا إلى حضور مصر القوى حاليًا على الساحة السياسية الدولية بقيادة الرئيس، لتؤكد مكانتها الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، وعقب ذلك عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.