امرأة مصرية وراء التلاقي بين الشباب العربي والإفريقي من آلاف السنين
الأربعاء 06/مارس/2019 - 01:16 م
وسيم عفيفي
طباعة
تستعد مصر لاستضافة ملتقى الشباب العربي والإفريقي 2019 بالتزامن مع حلول مئويتين لهما صلة ببعضهما، وهما مئوية المرأة المصرية التي لها صلة بمرور قرن على ثورة 1919.
ملتقى الشباب العربي الإفريقي 2019 والأساس مصر
ملتقى الشباب العربي الإفريقي 2019 والأساس مصر
ملتقى الشباب العربي والإفريقي
يساهم ملتقى الشباب العربي الإفريقي 2019 في تلاقي الثنائي العروبي ـ أفريقي، وهمزة الوصل بين الاثنين هي مصر، لكن الملتقى لم يكن الدليل الأول على اكتشاف إفريقيا عربيًا عن طريق مصر، فالواقعة الأولى قبل آلاف السنين والسبب فيها إمرأة.
جغرافيًا فإن مصر هي البوابة الأم لأي هجرة من العرب، ويذكر فيرنون بارتليت في كتابه عن إفريقيا، أن مصر كانت معبرًا لهجرتين إلى القارة الإفريقية من العرب، كانت أولهما من أشخاص خرجوا عبر وادي النيل إلى بحيرة فيكتوريا وتفرع منهم أناس تحركوا صوب الغرب إلى الجنوب من الصحراء الكبرى وهناك أسسوا ما بات يعرف باسم غرب إفريقيا.
أما الرحلة الثانية فكانت عن طريق الحاميين ـ سلالة سام بن نوح ـ، وجاءوا إلى القارة الإفريقية عبر مصر مباشرةً من جهة النيل أسوةً بالهجرة الأولى، أو اتخذوا البحر الأحمر وسيلةً لذلك.
مصر والقارة الإفريقية.. علاقة عززتها سيدة
حتشبسوت
منذ 3 آلاف عام قبل الميلاد كانت الأسرة الخامسة هي نواة جذور القوافل التجارية إلى إفريقيا من جهتها الشرقية، وكانت المسالك تتم طريق النيل والبحر الأحمر والصحراء السودانية.
يعد الملك أوسر كاف هو المؤسس الروحي للعلاقات بين مصر وأواسط وشرق إفريقيا، وعلى دربه سار الملك ساحو رع، وعلى دربهما سار ملوك الأسرة السادسة، لكن العلاقة الأبرز بين مصر والقارة الإفريقية كانت في بلاد بونت ـ الصومال ـ، والمتتسبب في ذلك الملكة حتشبسوت.
يعد الملك أوسر كاف هو المؤسس الروحي للعلاقات بين مصر وأواسط وشرق إفريقيا، وعلى دربه سار الملك ساحو رع، وعلى دربهما سار ملوك الأسرة السادسة، لكن العلاقة الأبرز بين مصر والقارة الإفريقية كانت في بلاد بونت ـ الصومال ـ، والمتتسبب في ذلك الملكة حتشبسوت.
رحلة بلاد بونت
أصل بلاد بونت، يحدده أوجوست مارييت ـ مؤسس المتحف المصري ومكتشف رسوم تلك الرحلةـ بأن موقعها في شمال الصومال، فوجود الزرافة كحيوان إفريقي ينفي عنه المصرية أو الأصل الآسيوي، بالإضافة إلى أن المساكن الموجودة في الرسومات تشبه بيوت الأفارقة، فضلا عن أن حلقات المعدن الموجودة في ساق زعيم بلاد بونت تشبه حلي رجال القبائل، وأخيرًا فالأشجار الموجودة في الرسومات كانت موجودة على الساحل الصومالي والذي كان يطلق عليه المصريون اسم «عنتي - عنتيو وادج».
كان هناك سببًا دينيا وراء رحلة بلاد بونت، حيث تشير رسوم جدران معبد الدير البحر، أن الإله آمون اشتكى للملكة حتشبسوت من رداءة البخور وعليها أن تجيء بالبخور من مصدره الأصلي.
معبد الدير البحري
ويصف معبد الدير البحري عبر نقوشه شكل بلاد بونت وصف بلاد بونت حيث قرى فيها أكواخ مقامة بالقرب من الماء وحولها أشجار النخيل والبخور، والكوخ يتكون من قسم سفلي أعلاه قسم آخر مخروطي الشكل يصل إلیه المرء بسلم، أما الماء فقد رسمت فیه العديد من الحيوانات الغريبة على مصر، وقد أمكن بعض العلماء المختصین من تحديد بعض الأنواع التي تعیش في البحر الأحمر.
العرب والأفارقة.. مصر همزة وصل
خريطة شبه الجزيرة العربية
قبل ملايين السنين وفي العصر الإيوسيني حدث التصدع الجيولوجي في البحر الأحمر والذي أدى إلى تشكيل شبه الجزيرة العربية، والتي تكونت من 8 أقاليم هي:-«الحجاز، وتهامة، واليمامة، وعمان، والبحرين، واليمن، والربع الخالي، ونجد».
لم تنفصل شبه الجزيرة العربية عن القارة الإفريقية ولم يكن للعرب الذهاب إلى أي دولة إفريقية إلا عن طريق مصر والعكس، حيث كانت شبه الجزيرة تواجه شرق وشمال شرق القارة السمراء، وكان طريق شبه جزيرة سيناء وبرزخ السويس شمالًا هو بوابة الذهاب العربي إلى القارة السمراء وهو ما حدث في هجرة النبي إبراهيم إلى مصر.
قبل الإسلام فإن أسباب التلاقي العربي الإفريقي كانت تجارية بحتة، ولعل أبرز ما يمكن الاستدلال به على التلاقي العربي الإفريقي عبر مصر هي العلاقة التجارية بين مكة والحبشة وتوثقها كتب التاريخ الإسلامي، فلم يكن عمرو بن العاص ليذهب إلى دولة النجاشي دون المرور إلى مصر، ولم يكن له أن يعرف مصر إلا بعد اتخاذه لها طريقًا للذهاب إلى الحبشة.