ما لا تعرفه عن تمثال الشهيد عبد المنعم رياض ببورسعيد
الخميس 14/مارس/2019 - 10:15 ص
جهندا عبد الحليم
طباعة
«تمثال الشهيد عبد المنعم رياض».. أحد التماثيل الهامة التي تم نحتها مؤخرًا، والذي أحدث جدلًا واسعًا فيمحافظة بورسعيد؛ حيث يُعَد هذا «تمثال الشهيد عبد المنعم رياض» هو الثاني للشهيد البطل.
وعاد تمثال الشهيد عبد المنعم رياض، إلى قاعدة داخل ميدان الشهداء، وبمواصفات أفضل وأكبر مما كان موجود سابقًا، والذى أثير عليه جدلًا كبيرًا حال نقله من مكانه بشارع 23 يوليو، وتم تحطم أجزاء منه، وتم إزاحة الستار عنه في 9 مارس 2018، احتفاءًا بيوم الشهيد والذي استشهد فيه البطل عبد المنعم رياض.
موقعه
وُضِع التمثال الثاني للشهيد البطل عبد المنعم رياض في حديقة ميدان الشهداء «المسلة»، أمام ديوان عام مجمع محاكم بورسعيد، والكائن في حي الشرق.
مواصفاته الفنية
يبلغ طول تمثال الشهيد عبد المنعم رياض 4 أمتار ونصف، ويبلغ وزنه 820 كيلو جرام، وقاعدته مصنوعة من الجرانيت الفاخر، تمثل الصخرة التي استشهد عليها البطل المقاتل عبد المنعم رياض، والتمثال مُصنع من مادة «grc» المسلح بالألياف الزجاجية.
تمثال الشهيد عبد المنعم رياض ببورسعيد
ناحت التمثال
قام بنحت تمثال الشهيد عبد المنعم رياض "الثاني" والموضوع حاليًا بحديقة ميدان الشهداء،أمام ديوان عام محكمة بورسعيد الابتدائية الدكتور طارق الكومي، مدير متحف محمود مختار.
ومن جانبه؛ قال الدكتور طارق الكومى، مدير متحف محمود مختار، عن تمثال الشهيد عبد المنعم رياض، أنه قام بنحته بطبيعة تتناسب مع طبيعة المنطقة، التي وضع فيها بميدان الشهداء بـ محافظة بورسعيد، مشيرًا إلى أنه خلال عمله فى نحت التمثال ركز على تفاصيل تُظهر شخصية الشهيد البطل.
وأشار مدير متحف محمود مختار، إلى أنه لكون الشهيد عبد المنعم رياض مقاتل مصرى استشهد على الجبهة وكان مقاتلًا وقائدًا كبيرًا يتسم بالدهاء والفراسة وقوة العسكرية المصرية؛ فقد صمم التمثال بطريقة تظهر انتظام الوقفة وقبضة اليد القوية، هذا بجانب نظرة العين والملامح التى تتمثل فى "كُسر القماش"، والتى تشير إلى شخصية المصرى القديم.
وأردف أن تمثال الشهيد عبد المنعم رياض تم نحته خلال شهرين فقط، مع أنه من الطبيعي أن يستغرق عام كامل على الأقل، وذلك لطبيعة الظروف التى حدثت فى إزالة التمثال القديم، والتى كانت قد أحدثت جدلًا وغضبًا واسعًا، موضحا أنه مُصنع من مادة (grc) المسلح بالألياف الزجاجية وبتكلفة إجمالية لم تتعد 200 ألف جنيه.
وأوضح مدير متحف محمود مختار، أن طول التمثال يبلغ 4 أمتار ونصف، وهو طول يناسب مع طبيعة المكان، ووضع بشكل رأسي ليتناسب مع بنيان "المسلة"، وهو موضوع على قاعدة تمثل الصخرة التى استشهد عليها البطل المقاتل عبد المنعم رياض.
آراء المسئولين في التمثال
قال اللواء محمد عامر، المستشار الفني لمحافظ بورسعيد، أن التمثال الجديد تم وضعه على قاعدته بالطرق الفنية المناسبة، وعلى أيدى متخصصين لتجنب أية مخاطر تترتب على تركيب التمثال لكبر حجمه، الذى اقترب من الأربع أمتار ونصف.
كما أشاد الدكتور محمد الجوهرى، عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، والأمين العام لمجلس الحفاظ على التراث ببورسعيد، بتصميم التمثال الجديد للشهيد والذى اعتبره فخرا للمحافظة.
جدل حول التمثال
وُضِعَ تمثال الشهيد عبد المنعم رياض، في حديقة ميدان الشهداء بعد مرور 3 أشهر على واقعة كسر التمثال الأول والذي كان موضوع في ميدان الشهداء بشارع 23 يوليو احد الشوارع الرئيسية الهامة بمحافظة بورسعيد.
وتابع اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، بنفسه ولفيف من الأجهزة التنفيذية بمحافظة بورسعيد، حتي لا تتكرر واقعة كسر التمثال مرة أخرى تركيب التمثال الجديد على قاعدته بالمواجهة لديوان عام محكمة بورسعيد الابتدائية فى ميدان الشهداء، حيث كان وجه عقب كسر التمثال القديم بتصميم تمثال للشهيد أكبر حجما وأفضل تصميمًا.
وكانت قد أثارت واقعة كسر تمثال الشهيد عبد المنعم رياض، والذي كان موقعه بميدان الشهداء بشاع 23 يوليو أحد اهم الشوارع الرئيسية بـ محافظة بورسعيد، والمواجه لديواني عام المحافظة ومديرية الأمن لـ16 عامًا، وذلك اثناء نقله بواسطة "بلدوزر" لوضعه في حديقة "المسلة" إحدى الحدائق التاريخية التي تم رفع كفاءتها وتطويرها ببوسعيد غضب واستياء الرأي العام في الشارع البوسعيدي وايضا أسرة الشهيد والفنان التشكيلي الذي قام بنحت التمثال.
وحاول اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، وقتها احتواء موجة الغضب تلك التي أثيرت ضده بسبب كسر التمثال ونقله من موقعه وذلك من خلال إجرائه اتصالًا هاتفيًا بأسرة الشهيد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض، لتقديم اعتذار لهم عن واقعة نقل تمثال البطل الشهيد بهذه الطريقة.
وأكد محافظ بورسعيد لأسرة البطل الشهيد أن للفريق أول عبد المنعم رياض مكانة خاصة في قلوب أهالي المدينة الباسلة ويكنون له ولجميع قيادات وأبطال الجيش كل الاحترام والتقدير والاعتزاز والفخر.
كما أعلن محافظ بورسعيد عن إحالة المتسببين عن الواقعة إلى التحقيق حينها، وقدم في بيان رسمي ايضا الإعتذار إلى أسرة البطل عن التصرف الذي وصفه بغير المسئول الذي أقدم عليه المتسببين في الواقعة، مشيرا الي انهم سيكون لهم عقاب رادع.
وأوضح اللواء عادل الغضبان، أن القائد العسكري البطل قيمة عسكرية وشعبية عظيمة، وأنه كان حريصًا منذ توليه مهام منصبه على تكريم رموز الوطن بالشكل الذي يليق بمكانتهم التاريخية في قلوب المصريين، وما قدموه من بطولات وتضحيات من أجل مصر وشعبها، ولذلك تم وضع خطة تم البدء في تنفيذها بالفعل بوضع تماثيل للزعماء: جمال عبد الناصر، وسعد زغلول، وأنور السادات بميادين تليق بمكانتها التاريخية في قلوب المصريين.
وقام اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بإلتقاط صورًا تذكارية، السبت الماضي، مع تمثال الشهيد عبد المنعم رياض بحديقة الشهداء، ضمن احتفاء المحافظة بـ يوم الشهيد فى مصر 2019.
الشهيد عبد المنعم رياض
جدير بالذكر أن يوم الشهيد فى مصر 2019، يوافق يوم 9 مارس من كل عام، وذلك تخليدًا لذكرى الشهيد عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف عام 1969، وفخرا لما قدمه من تضحيات في سبيل الوطن وحماية أراضيه.
الفريق عبد المنعم رياض، من مواليد عام 1919 في قرية سبرباي إحدى القرى التابعة لمدينة طنطا بالغربية، وكان والده القائم مقام عقيد محمد رياض عبد الله، قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، والتحق بعد حصوله على الثانوية العامة بكلية الطب لكنه تحول بعد عامين إلى الكلية الحربية وتخرج عام 1938.
نال درجة الماجستير في العلوم العسكرية بترتيب الأول عام 1944، ثم أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في بريطانيا بتقدير امتياز، و انتسب لكلية التجارة وهو برتبة فريق، والتحق بعدها بإحدى البطاريات المضادة للطائرات بالإسكندرية، والسلوم، والصحراء الغربية، خلال عامي 1941 و1942، حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية.
عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، ونسق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين خلال عامي 1947 و1948، ومنح وسام الجدارة الذهبي، ثم تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، ثم قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية عام 1953.
تولى بعدها قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتى عام 1958 وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، وحصل على لقب “الجنرال الذهبي”، وبعد عودته تولى رئاسة أركان سلاح المدفعية عام 1960، وعين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة عام 1964، ورقي في عام 1966 إلى رتبة فريق.
وفي 11 يونيو 1967 اختير عبدالمنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، وكان آخر ما أسند إليه إدارة معارك المدفعية ضد القوات الإسرائيلية في الضفة الشرقية لقناة السويس.
شارك عبدالمنعم رياض في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحرب 1956 وحرب الاستنزاف وكان أحد الأعمدة الرئيسية التي اعتمد عليها الرئيس عبدالناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية.
واستشهد الفريق في يوم 9 مارس عام 1969 أثناء زيارته لإحدى وحدات المشاة على الجبهة على الرغم من اقترابها من نيران العدو، حيث أصابته نيران المدفعية الإسرائيلية التي انفجرت بالقرب منه، ليضرب أسمى معاني التضحية بالنفس والفداء في سبيل رفعة الوطن والحفاظ على أراضيه.