فيديو| «عم مصطفى»: «شقيت» في صناعة السجاد و«ما خدتش مقابل»
السبت 16/مارس/2019 - 07:31 م
نجلاء البسيوني
طباعة
ممر ضيق يعطيك شعور أنه قد هاجر مع الزمان بشارع طه الحكيم أقدم شوارع مدينة طنطا، دخلت كاميرا «بوابة المواطن» الإخبارية، لتجد صنعه تظن أنها لن تكمن هنا.
ففي بيت بني على طراز قديم، يذكرك بستينات القرن الماضي، وشرفاته عالية، وبجدران متهالكة تغطيها الأتربة، والعنكبوت وجد طريقه فيها، وفتحه ذات درج تهدمت أجزاؤه، ويقودنا مدخل العقار، إلى غرفة مظلمة تغطي أرضيتها الأتربة والجدران اختفت معالمها، ويوجد العديد من المقتنيات تركت في أركان المدخل بشكل عشوائي.
يوجد في مدخل العقار غرفتين أحدهما مغلقة بينما الثانية ينبعث منها صوت «أم كلثوم» مع صوت دندنه «عم مصطفي»؛ رجلاً في العقد السابع من عمره، أمامه سجاده لم تكتمل بعد، يحيطه من كل إتجاه أثاث قديم وخيوط وعدد لا بأس به من التصاميم، بأيدي متحركه تعرف كيف تغزل خيوطًا، اعتادت طريقها منذ 40 عام؛ جلس ينهي ما بدأه منذ شهرين ليسلمها في الوقت المتفق عليه.
صناعة السجاد اليدوي
«شغال في صناعة السجاد اليدوي من 40 سنة، اتعلمت في جمعية للسجاد اليدوي، ومن يوميها، وأنا قاعد مكاني هنا، علمت ناس كتير المهنة دي»؛ بهذه الكلمات يسترجع «مصطفى محمود» 70 عاما، من قاطني مدينة طنطا، ذكرياته مع بداية عمله في مجال صناعة السجاد اليدوي، متابعًا أنه قضى أكثر من نصف عمره في العمل بمجال صناعة السجاد اليدوي ولم يفكر في تركه حتى في أسوأ الظروف.
ويتابع: أنه يأخذ في تصميم السجادة ما بين شهرين إلى ثلاثة شهور ويرجع ذلك على حسب خامة السجادة ونوع التصميم ويشير بإصبعه على أحد التصاميم المعلقة أمامه يسمى «كريمات» يشبه خريطة العالم، ويرجع سبب تسميته لإحدى القرى في «إيران» نظرا لإشتهارها بـ صناعة السجاد اليدوي، وهناك «كيشان»، و«شفيغان» وغيرها قائلاً: «كل تصميم سجادة يرجع اسم مكان في إيران مشهوره بعمله».
صناعة السجاد اليدوي يتنقرض
ويقول: أنه يتقاضى أجره على المتر في السجاده ما بين 450:600 جنيه حسب نوع السجادة وحاليا يعمل بمفرده لتوجه معظم العاملين معه للبحث عن مهنة أخرى وزواج العاملات معقبا «شباب اليومين دول عايزين فلوس بسرعه من غير تعب معندهمش صبر يفضلوا في سجادة شهرين الشاب من دول يروح يركب توك توك عشان 50 جنية في اليوم المهنة ستنقرض».
ويوضح سبب رفضه لعمل أولاده بنفس المجال الذي فضل عملهم بمجال آخر قائلاً «أنا شقيت في الشغلانه دي ومأخدتش مقابل مش عاوز عيالي يتمرمطوا زيي».
وأضاف أن مهنة صناعة السجاد اليدوي قبل 20 عام كانت مزدهرة، وأشتهرت قرى كثيره في محافظة الغربية بـ صناعة السجاد اليدوي، ولكن مع ظهور السجاد الجاهز، وإرتفاع الأسعار المهنة في طريقها للإندثار مطالبا المسئولين في الدولة بتوفير السبل اللازمة للشباب لإحياء مهنة صناعة السجاد اليدوي من جديد «ياريت نحي الصناعة من التاني هتجيب فلوس لمصر أكتر من القطن، الصناعة دي كانت معروفة بالذهب الثالث» .