«الشيخ البوطي» علاَّمة الشام الذي قتل برصاص السياسة
الخميس 21/مارس/2019 - 09:43 م
ألاء يوسف
طباعة
تمر اليوم 21 مارس الذكرى السادسة، لاغتيال علامّة الشام، الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي فاضت روحه من على منبر مسجد الإيمان بدمشق، بعد إراقة دمه وتفرقه بين الفصائل السياسية، ليستقر جثمانه إلى جوار صلاح الدين الأيوبي، في حي الكلاسة بسوريا.
من هو
ولد محمد سعيد رمضان البوطي، عام 1929، في قرية «جيلكا»، الواقعة على ضفاف نهر دلجة، بين حدود سوريا والعراق، لأبيه الشيخ ملا رمضان البوطي، والذي هاجر إلى دمشق على خلفية إجراءات أتاتورك في تحويل تركيا إلى العلمانية.
التحق بإحدى المدارس الابتدائية في «ساروجة»، وتوفيت والدته وهو في الثالثة عشر من عمره، فتزوج والده من امرأة تركيا كان لها الفضل في إتقانه التركية بالإضافة العربية والكردية.
وصعد المنبر وهو في الـ17 من عمره، وكان مولعًا بالقراءة التي انتقلت به إلى الكتابة الأدبية، وتدوين المقالات والروايات، إلى أن اتم دراسته في معهد التوجيه الإسلامي عام 1953، ثم التحق بالأزهر في القاهرة واتم الدراسة الجامعية فيه عام 1954.
وعاد إلى دمشق عام 1953، ليحصل على دبلوم التربية، وينتقل من العمل مدرسًا للدين إلى معيد في كلية الشريعة بدمشق، إلى أن نال الدكتوراه في الفقه وأصوله، واستكمل مسيرته العلمية والأكاديمية في المجال الشرعي.
طريق السياسة
بدأت علاقته بالرئيس الراحل حافظ الأسد، في عام 1985، إذ طلب الرئيس لقائه ودأب على استشارته في كثير من القضايا، كما استجاب لطلب البوطي في الإفراج عن عدد من المعتقلين، وتخفيف القيود على المعاهد الشرعية والإعلام والكتب الإسلامية.
طالته انتقادات واسعة من التيارات الإسلامية السورية، خصوصًا الإخوان الذين استنكروا موقفه الذي كان شديد الدعم لنظام الأسد وشرعيته، منذ أحداث حماة في 1982م، التي أفتى فيها بعدم الجواز على الحاكم، لعدم وصوله إلى درجة الكفر.
كما أثار كتابه «الجهاد في الإسلام»، غضب كثير من التيارات التي استنكرت رفضه للعنف في أحداث الجزائر 1993م، إلى أن تولى بشار الأسد الحكم فازدادت قوة علاقة البوطي بالنظام السياسي السوري.
وانعكست العالقة القوية بين البوطي والنظام على بعض قرارات الأخير؛ خصوصًا فتم التراجع عن منع المنقبات من الالتحاق بالتربية والتعليم، وإلغاء الامتياز الوحيد لملهى سوري على طريق المطار، بالإضافة إلى تأسيس قناة «نور الشام» الفضائية لنشر الفكر الديني المعتدل، بإشراف من البوطي.
نيران الأزمة السورية
كان الخلاف بين الشيخ عبد الرحمن البوطي والمعارضة السورية، خلال الاحتجاجات المندلعة في 2011، أكبر من سابقيه، فقد وصف الاحتجاجات ضد النظام بأنها تؤدي إلى أخطر أنواع المحرمات، واعتبر أنها اختيار للطريقة الغوغائية التي لا تصلح الفساد وإنما تفتح أبواب الفتنة.
ورغم علو صوت المظاهرات إلا أن البوطي استمر في مدافعته عن نظام الأسد معتبرًا أن ما يحاك ضده مؤامرة خارجية تقودها إسرائيل، وهو ما أدى إلى اعتبار المعارضة انه من «علماء السلطان»، وقاموا بإحراق كتبه.
ورغم حالة الاحتقان ضده في قطاع واسع من المعارضين، إلا أن البعض منهم كان مؤمنًا بان آرائه جاءت في سياق تعرضه للتهديد من النظام السوري.
ملابسات الاغتيال
شهد يوم الخميس 21 مارس 2013، اغتيال الشيخ البوطي، أثناء إلقائه درسًا دينيًا في مسجد الإيمان بحي المزرعة في دمشق، إثر تفجير تم في المسجد أسفر عن استشهاد 42 شخصً بينهم البوطي وحفيده، بالإضافة لإصابة 24 آخرين.
وتعددت الروايات بشأن اغتيال البوطي، فقال الإعلام الرسمي إن تفجيرًا انتحاريًا أودى بحياة الشيخ ومن حوله في المسجد، إلا أن ما يطلق عليه"مجلس قيادة الثورة» قد أصدر بيانًا في أبريل 2013، يتضمن مقطع فيديو يظهر فيه البوطي حيا يحاول ضبط عمامته بعد التفجير، إلا أن شخص ما حجب الشيخ عن الكاميرا وبعد تحركه كان الشيخ ملقى على الأرض والدماء تسيل من رأسه.
وتبادل النظام السوري والمعارضة، الاتهامات بشأن المسؤولية عن اغتيال الشيخ، فاحتج النظام برغبة المعارضة في الانتقام نظرا لرفض البوطي احتجاجاتهم، وزعمت المعارضة بأن الشيخ كان سيعلن تراجعه عن آرائه السابقة فاغتاله النظام.
وتبقى كتب علامة الشام البوطي، دليلًا على مسيرته العلمية والشرعية، رغم غموض ملابسات اغتياله، وختام حياته بتفريق دمه بين النظام والمعارضة.
طالع أيضًا: بالفيديو..تعليق "مجدي عاشور" على مقتل الشيخ محمد البوطي داخل المسجد
من هو
ولد محمد سعيد رمضان البوطي، عام 1929، في قرية «جيلكا»، الواقعة على ضفاف نهر دلجة، بين حدود سوريا والعراق، لأبيه الشيخ ملا رمضان البوطي، والذي هاجر إلى دمشق على خلفية إجراءات أتاتورك في تحويل تركيا إلى العلمانية.
التحق بإحدى المدارس الابتدائية في «ساروجة»، وتوفيت والدته وهو في الثالثة عشر من عمره، فتزوج والده من امرأة تركيا كان لها الفضل في إتقانه التركية بالإضافة العربية والكردية.
وصعد المنبر وهو في الـ17 من عمره، وكان مولعًا بالقراءة التي انتقلت به إلى الكتابة الأدبية، وتدوين المقالات والروايات، إلى أن اتم دراسته في معهد التوجيه الإسلامي عام 1953، ثم التحق بالأزهر في القاهرة واتم الدراسة الجامعية فيه عام 1954.
وعاد إلى دمشق عام 1953، ليحصل على دبلوم التربية، وينتقل من العمل مدرسًا للدين إلى معيد في كلية الشريعة بدمشق، إلى أن نال الدكتوراه في الفقه وأصوله، واستكمل مسيرته العلمية والأكاديمية في المجال الشرعي.
طريق السياسة
بدأت علاقته بالرئيس الراحل حافظ الأسد، في عام 1985، إذ طلب الرئيس لقائه ودأب على استشارته في كثير من القضايا، كما استجاب لطلب البوطي في الإفراج عن عدد من المعتقلين، وتخفيف القيود على المعاهد الشرعية والإعلام والكتب الإسلامية.
طالته انتقادات واسعة من التيارات الإسلامية السورية، خصوصًا الإخوان الذين استنكروا موقفه الذي كان شديد الدعم لنظام الأسد وشرعيته، منذ أحداث حماة في 1982م، التي أفتى فيها بعدم الجواز على الحاكم، لعدم وصوله إلى درجة الكفر.
كما أثار كتابه «الجهاد في الإسلام»، غضب كثير من التيارات التي استنكرت رفضه للعنف في أحداث الجزائر 1993م، إلى أن تولى بشار الأسد الحكم فازدادت قوة علاقة البوطي بالنظام السياسي السوري.
وانعكست العالقة القوية بين البوطي والنظام على بعض قرارات الأخير؛ خصوصًا فتم التراجع عن منع المنقبات من الالتحاق بالتربية والتعليم، وإلغاء الامتياز الوحيد لملهى سوري على طريق المطار، بالإضافة إلى تأسيس قناة «نور الشام» الفضائية لنشر الفكر الديني المعتدل، بإشراف من البوطي.
نيران الأزمة السورية
كان الخلاف بين الشيخ عبد الرحمن البوطي والمعارضة السورية، خلال الاحتجاجات المندلعة في 2011، أكبر من سابقيه، فقد وصف الاحتجاجات ضد النظام بأنها تؤدي إلى أخطر أنواع المحرمات، واعتبر أنها اختيار للطريقة الغوغائية التي لا تصلح الفساد وإنما تفتح أبواب الفتنة.
ورغم علو صوت المظاهرات إلا أن البوطي استمر في مدافعته عن نظام الأسد معتبرًا أن ما يحاك ضده مؤامرة خارجية تقودها إسرائيل، وهو ما أدى إلى اعتبار المعارضة انه من «علماء السلطان»، وقاموا بإحراق كتبه.
ورغم حالة الاحتقان ضده في قطاع واسع من المعارضين، إلا أن البعض منهم كان مؤمنًا بان آرائه جاءت في سياق تعرضه للتهديد من النظام السوري.
ملابسات الاغتيال
شهد يوم الخميس 21 مارس 2013، اغتيال الشيخ البوطي، أثناء إلقائه درسًا دينيًا في مسجد الإيمان بحي المزرعة في دمشق، إثر تفجير تم في المسجد أسفر عن استشهاد 42 شخصً بينهم البوطي وحفيده، بالإضافة لإصابة 24 آخرين.
وتعددت الروايات بشأن اغتيال البوطي، فقال الإعلام الرسمي إن تفجيرًا انتحاريًا أودى بحياة الشيخ ومن حوله في المسجد، إلا أن ما يطلق عليه"مجلس قيادة الثورة» قد أصدر بيانًا في أبريل 2013، يتضمن مقطع فيديو يظهر فيه البوطي حيا يحاول ضبط عمامته بعد التفجير، إلا أن شخص ما حجب الشيخ عن الكاميرا وبعد تحركه كان الشيخ ملقى على الأرض والدماء تسيل من رأسه.
وتبادل النظام السوري والمعارضة، الاتهامات بشأن المسؤولية عن اغتيال الشيخ، فاحتج النظام برغبة المعارضة في الانتقام نظرا لرفض البوطي احتجاجاتهم، وزعمت المعارضة بأن الشيخ كان سيعلن تراجعه عن آرائه السابقة فاغتاله النظام.
وتبقى كتب علامة الشام البوطي، دليلًا على مسيرته العلمية والشرعية، رغم غموض ملابسات اغتياله، وختام حياته بتفريق دمه بين النظام والمعارضة.
طالع أيضًا: بالفيديو..تعليق "مجدي عاشور" على مقتل الشيخ محمد البوطي داخل المسجد