رحلة في الذاكرة| حارة السقايين واقع مش خيال
الخميس 28/مارس/2019 - 04:51 م
إسلام النجار
طباعة
تمر السنين وتمضي العقود، ويظل لكل شخص كائن في هذا المجتمع، رحلة في الذاكرة، خاصة مع الأحداث التاريخية، التي ما زالت علامة مضيئة بين صفحات التاريخ.
رحلة في الذاكرة
تأخذنا رحلة في الذاكرة اليوم، إلى كثير من المقولات والأمثال الشعبية التي تتردد يوميًا بين أفراد المجتمع ليست من واقع الخيال ولكنها مستمدة من الواقع ولها جذور تاريخية، ومن أبرز المقولات «حارة السقايين».
رحلة في الذاكرة
تأخذنا رحلة في الذاكرة اليوم، إلى كثير من المقولات والأمثال الشعبية التي تتردد يوميًا بين أفراد المجتمع ليست من واقع الخيال ولكنها مستمدة من الواقع ولها جذور تاريخية، ومن أبرز المقولات «حارة السقايين».
رحلة في الذاكرة
حارة السقايين التي تجاوزت قرنًا من الزمان، وتحتل مكانًا مميزًا في وسط القاهرة وترعى إحدى أقدم المهن التي كانت تعود إلى 200 عام، وأرخت للعديد من أغاني التراث لهذه المهنة مثل أغنية «حارة السقايين» التي غناها الفنان محمد منير.
تفاصيل حارة السقايين بحي عابدين
تعود تفاصيل مقولة «حارة السقايين»، أو حارة «الزير المعلق»، بحي عابدين بوسط القاهرة، إلى انتشار الأزيار بها أمام بيوت الأغنياء والفقراء، وكان يوجد شخص يدعى «حكيم الزرزور»، حيث كان ضابطًا بالجيش التركي، رفض العودة إلى بلاده وقرر أن يساعد العمال في قصر عابدين نظرًا لشدة حرارة الجو، وذهب إلى الحارة حاملاً معه زير مقيد بالسلاسل الحديدية خوفاً من سرقته، لذلك سميت بـ «الزير المعلق».
حارة السقايين
وانتشرت مهنة السقا في مصر في مطلع القرن الثامن عشر، حيث يمتهن السقا شخص مسئول عن نقل المياه من الخزانات أو الأنهار إلي المساجد والمدارس والمنازل، لشرب المارة والعامة، وذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن.
شروط الالتحاق بمهنة السقا
كان السقاؤون يحملون قِرب جلد الماعز على ظهورهم وهي مملوءة بالماء، وكان من شروط الالتحاق بمهنة السقا، عليه أن يجتاز اختبار مبدئي وهو أن يستطيع حمل قربة وكيس مليء بالرمل يزن حوالي 67 رطلاً لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليالي دون أن يسمح له بالنوم.
مهنة السقا
وكانت القِرب تمتلئ بمياه النيل والآبار أو الخليج المصري الذي كان يصب في ترعة الإسماعيلية، الذي يبدأ من شارع بورسعيد ثم يتفرع ليصب في حارة السقائين.
متروحش تبيع المياه في حارة السقايين
يذكر أن عدد العاملين بمهنة السقايين تقدر بحوالي 3 آلاف و876 شخصًا عام 1870، وفقاً لكتاب «إحصاءات عن مصر»، أخذت مهنة السقا في الاختفاء من القاهرة منذ عام 1865، عقب انتشار الآلات الحديثة للضخ والأنابيب، ولم يتبقَ منها سوى اسم على لافتة داخل حارة بحي عابدين وأغنية للفنان محمد منير «متروحش تبيع المياه في حارة السقايين».