رحلة في الذاكرة| «النقشبندي» شيخ المداحين في الوطن العربي
السبت 30/مارس/2019 - 02:48 م
نجلاء البسيوني
طباعة
خلال رحلة في الذاكرة؛ تأخذكم «بوابة المواطن» الإخبارية، إلى كواليس حياة الشيخ «النقشبندي» شيخ المداحين، وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات.
رحلة في الذاكرة
ويعد الشيخ «النقشبندي»، أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.
وتسلط رحلة في الذاكرة، اليوم الضوء على جوانب حياة شيخ المداحين الشيخ «النقشبندي»، بالإضافة لرصد جوانب في حياته الشخصية.
نشأة الشيخ «النقشبندي»
ولد في حارة الشقيقة بقرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية، في مصر عام 1920م، لم يمكث في (دميرة) طويلًا، حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا فى جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، وفى طهطا حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية.
جد الشيخ «النقشبندي»، هو محمد بهاء الدين النقشبندي، الذي قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية. كان يتردد علي مولد أبو الحجاج الأقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض.
في عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية، وسافر الي حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبوظبي والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية.
في عام 1966 كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين ب القاهرة والتقي مصادفة بالإذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج "دعاء" الذي كان يذاع يوميا عقب آذان المغرب، كما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني في نور الأسماء الحسنى وسجل برنامج الباحث عن الحقيقة والذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي، هذا بالإضافة الي مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وأحمد صدقي وحلمي أمين.
وصف الدكتور مصطفى محمود في برنامج العالم والإيمان الشيخ سيد النقشبندي بقوله (أنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد) وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني فصوته مكون من ثماني طبقات، وكان يقول الجواب وجواب الجواب، وصوته يتأرجح ما بين الميترو سوبرانو والسبرانو.
دخل الشيخ الإذاعة العام 1967م، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السمّيعة.
أعماله
قدم العديد من الأعمال التي ابهرت العالم وظلت خالدة حتى وقتنا الحالي منها «جل الإله، أقول أُمتي، أي سلوى، أنت في عين قلبي، يارب دموعنا، حشودنا تدعوك، بدر الكبرى، ربنا، ليلة القدر، أيها الساهر، سبحانك يا رب، رسولك المختار، مولاي، أغيب.
يارب إن عظمت ذنوبي، النفس تشكو، ربّ هب لى هدى.
النور منه الحقيقة، أطلقوني من سياج الأسر حتى أتلاقى
المدينة المنورة، يا اللــه، يا رب يا رحمن، وقادمون نحن
حبيبي أنت، يا باسط الأرزاق، النائمون، يا ربنا العظيم يا الله
يا صاحبي، الحب، غناء الزهر، أيقظ الشوق مقلتي من رقاد
يا ربنا العظيم، إلهي وأنت مجيب الرجاء، يا رب نورا
القلب يا رب حامد، الله أكبر دعوة الحق المبين
ذنوبنا تلال، سفينة النجاه)
وفاته
توفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976م، كرمه رئيس مصر الراحل محمد أنور السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته، كما كرمه محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته أيضًا. كرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.