رحلة في الذاكرة| «محمد عبدالوهاب» مطرقة الجبهة اليسرى في مصر
وجاء نتيجة لتألقه في صفوف الألمونيوم ضمن اختيارات الكابتن حسن شحاته، المدير الفني لمنتخب الشباب عام 2003؛ للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للشباب رقم 13 في بوركينا فاسو عام 2003، وهي البطولة التي أحرزتها مصر بعد تغلبها في النهائي المثير على كوت ديفوار 4/ 3، سجل نجمي الأهلى ومنتخب مصر أحمد فتحي وعماد متعب ثلاثة أهداف، وحسني عبد ربه هدف، وكان محمد عبد الوهاب قد سجل هدف فوز مصر على مالي في دور الـ4 من نفس البطولة.
برز عبد الوهاب بشدة كلاعب يساري بحت، يتميز بتسديدات قوية وكرات عرضية متقنة، وهو ما كانت الكرة المصرية تفتقده في الأعوام الماضية، حتى أن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الشباب دأب على إشراك اللاعب الراحل في مركز لاعب الوسط الأيسر في بداية انضمامه لمنتخب الشباب، وتألق عبد الوهاب في هذا المركز خلال كأس الأمم الأفريقية التي توجت مصر بلقبها.
ولم يكتف محمد عبد الوهاب بالتألق فقط، فأحرز هدفًا حاسمًا في شباك أصحاب الأرض في مباراة الدور قبل النهائي من ركلة حرة مباشرة أصبحت بعدها "ماركة مسجلة" باسم النجم الراحل، الذي حرص على التسجيل منها باستمرار.
ومن كأس الأمم الأفريقية إلى كأس العالم بالإمارات، واصل عبد الوهاب مشاركته بانتظام مع منتخب مصر، وازداد تألقًا بعد أن أعاده شحاته إلى مركز الجناح الأيسر المدافع، الذي يجيد فيه كثيرًا.
وخلال كأس العالم، جذب عبد الوهاب أنظار نادي الظفرة الإماراتي الذي يلعب في الدرجة الثانية، وضمه من الألومنيوم لمدة أربع سنوات.
لكن عبد الوهاب لم يرتد قميص الظفرة أبدًا، فالنادي الإماراتي أعاره في الموسم الأول إلى إنبي، الذي كان في بداية بزوغ نجمه في الدوري الممتاز، ومن ثم ضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول؛ استعدادًا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع عبد الوهاب بصمته في مشاركته الأولى الدولية، بهدف في شباك السودان في مستهل مباريات التصفيات.
انضمام محمد عبدالوهاب إلى النادي الأهلي
ولم يفت تألق عبد الوهاب الشديد على مسئولي النادي الأهلي، الذين سارعوا باستعارته لمدة موسمين من الظفرة، لكن عبد الوهاب لم يلق ذات النجاح في بدايته مع الأهلي، فلم يشارك طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق، سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله.
وواصل محمد عبد الوهاب سعيه الكبير؛ للحصول على مكانة أساسية في الجبهة اليسرى للأهلي في ظل منافسة شرسة من لاعب بحجم الأنجولي جيلبرتو، والمثير أن اللاعب الراحل كان صاحب مكانة أساسية في تشكيلة منتخب مصر رغم عدم مشاركته مع النادي الأهلي.
وفي الموسم الثاني لعبد الوهاب مع الأهلي، شهد دخول اللاعب في تشكيلة البرتغالي مانويل جوزيه لوقت أكبر، لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا نوفمبر2005.
دخل عبد الوهاب بديلًا لجيلبرتو، بعد مرور عشر دقائق فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة، وقدم أداء مبهرًا، تخلله كًرة عرضيًة متقنًة أحرز منها أسامة حسني هدفًا من بين ثلاثية الأهلي يومها، ونال استحسان مدربه البرتغالي.
وحصل محمد عبد الوهاب على فرصة أخرى ذهبية؛ لتثبيت أقدامه مع الفريق الأهلاوى، بعد إصابة جيلبرتو البالغة، بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية.
وبات عبد الوهاب لاعبًا مهمًا في صفوف النادي الأهلي ومنتخب مصر، لاسيما بعد مشاركته الإيجابية في فوز "الفراعنة" بكأس الأمم الأفريقية 2006؛ ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء.
وضح النضج على عبد الوهاب رغم أنه لم يكمل عامه الـ23 بعد، وقاد الجبهة اليسرى للأهلي بثبات وثقة في النصف الثاني من موسم 2005/ 2006، وكان سببًا في انتصارات عديدة للفريق الأحمر محليًا إفريقيًا.
بطولات المطرقة محمد عبدالوهاب
حقق خلال مشواره القصير في الملاعب، والذي نجح في الحصول على 10 بطولات منها 7 بطولات مع النادي الأهلى، وثلاث بطولات مع المنتخبات.
وحقق محمد عبدالوهاب مع النادي الأهلي:
درع الدوري المصري الممتاز في موسمي 2004-2005 و 2005-2006.
كما حقق بطولة كأس السوبر المصري مرتين في 2005-2006 و 2006-2007.
بالإضافة إلى تحقيقه لقب كأس مصر موسم 2005-2006، ودوري أبطال إفريقيا عام 2005، وكأس السوبر الإفريقي عام 2006.
أما على مستوى المنتخبات، فقد حقق محمد عبدالوهاب:
مع منتخب مصر للشباب، بطولة كأس إفريقيا للشباب، الذي أقيمت في بوركينا فاسو عام 2003.
ومع منتخب مصر العسكري، كأس العالم العسكرية، الذي أقيمت في ألمانيا عام 2005، واستطاع أن يحرز وقتها لقب هداف هذه البطولة، بعد تسحيله 3 أهداف.
أما مع منتخب مصر الوطني، أحرز معهم بطولة أمم إفريقيا عام 2006.
وفاة الراحل محمد عبدالوهاب
وتوفي محمد عبدالوهاب، في صباح 31 أغسطس من عام 2006، على البساط الأخضر، إثر أزمة قلبية حادة مفاجئة، وهو يؤدى التدريبات العادية باستاد التتش في النادي الأهلي، ورحل محمد عبد الوهاب وهو يبلغ من العمر 22 عامًا.
وكان يوم حزين في كل أنحاء البلاد، حيث حزن عليه كل من له علاقة بكرة القدم ومن ليس له، حتى الفرق المنافسة لـ النادي الأهلي واللاعبين المنافسين على نفس مركزه، وحتى الآن يتذكره الجمهور المصري بصفة عامة، وجماهير الأهلي بصفة خاصة، وفي كل عام عند يوم وفاته، يذكره جماهير النادي الأهلي بالدعاء ويسأل الله أن يلهم أسرته الصبر والسلوان.
اقرأ ايضًا: التشكيل المتوقع للأهلي في مباراة اليوم أمام صن داونز