الرياضيات"إختراع أم إكتشاف ؟
الثلاثاء 27/سبتمبر/2022 - 05:45 م
أروى علي
طباعة
الرياضيات"إختراع أم إكتشاف ؟
الإختراع والإكتشاف وجهان لعملة الإبداع، عقول فذة تبتكر شيئا فشيئا وعقول تكشف الغموض عن ما هو موجود بالفعل، الإبداع سيد الشعوب، فبدون الإبداع لن يولد أي جديد، بدون الإبداع لن نصل إلى أبعد من هذا، بدونه لم نكن لنصل لليوم حتى، إذن ماذا عن علم الرياضيات هل هو إختراع أم إكتشاف ؟
لنعرف هذا علينا أولا أن نعرف ما هو الإكتشاف وما هو الإختراع، فالإختراع هو كل فكرة أو تصميم او عملية إنشاء شيء جديد قابل للتطوير والتصنيع أو التنفيذ يحصل فيها المخترع على حقوق ملكية لهذا الشيء، أي أن الشيء الذي أخترعه سوف يظل مسجلا بإسمه حماية له من السرقة أو التقليد، والحاجة أم الإختراع، أما الإكتشاف هو الكشف عن شيء موجود بالفعل ولكن كان مجهولا لعدم الوصول إليه من قبل أحد، الإكتشاف طاقة خفية، قدرة على البحث المستمر الدئوب.
الرياضيات هي اللغة التي نشأت بين العلماء منذ قديم الأزل، أساس العلوم وتكاد تكون منطقا بمفردها، رغم تعمق الكثير من الفلاسفة فيها إلا أنه من الصعب إيجاد تعريف لها، فهي علم مجرد تماما، كما أن الرياضيات علم حي متجدد.
يوجد أكثر من رأى حول هذه المسألة، رأي يرى أن علم الرياضيات إختراع والرأي الاخر يرى أنه اكتشاف وآراء أخرى تدعو للصمت التام في هذه المسألة، الآن يمكننا تفنيد هذه المسألة بشكل فلسفي لنصل إلى بر ورأي، الرأي الأفلاطوني يرى أن الرياضيات هي اكتشاف رائع وعظيم أما الرأي غير الأفلاطوني يرى انها إختراع فريد من نوعه.
بين هذا وذاك تتعقد المسألة شيئا فشيئا، لكن الأمر أبسط من هذا فالرأي الأفلاطوني يستند على أن طبيعة الكون بكل ما فيه بنيت على علم وضعه الإله ليكون أساسا تسري عليه هذه القواعد والقوانين ، أي أن الرياضات أكتشفت من الطبيعة تماما كما اكتشف الإنسان أن المثلث مجموع زواياه ١٨٠ درجة، تماما كما أكتشف قوانين الفضاء، فالمثلث استطاع الإنسان قياس زواياه وليس اختراع مقياس زواياه لكنه إخترع الأداة التي استطاع أن يقيسه بها، الأمر ينطبق أيضا على الكهرباء فهي شيء موجود في الطبيعة بذراته وشحناته فهي اكتشاف، بينما كل الأدوات التي تحتاج الكهرباء ما هي إلا إختراع.
فلو لم يكن الكون مخلوق على هذا الأساس الرياضي ما كان ليكون منتظما ورائعا لهذه الدرجة، ولو انتهت البشرية وعادت في زمن اخر مع بشر غيرنا لإكتشفوا هذه القوانين مرة أخرى، فالأمر يحتاج متابعة وملاحظة للطبيعة.
أما النظرة الغير أفلاطونية تتحدث عن نظرة شمولية لكل القوانين كاختراع الإنسان لقواعد لعبة الشطرنج والمعادلات الحسابية للعبة التنس، بالرغم من أن سرعة وقوة ضربة الكرة في لعبة التنس هي شيء من الطبيعة لكن القواعد المبنية على أساسها هي إختراع للإنسان.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد حيث يرى البعض أن النظرة الأفلاطونية ما هي إلا تحجيم للخيال والإبداع، فالإنسان عندما يخترع شيء يصل به إلى أبعد نقطة، لكنني أرى أن هؤلاء المعارضين للفكر الأفلاطوني قد نسوا أن الاكتشاف أيضا لا حدود له خاصة عندما يتعلق الأمر بخلق الله المتفرد الذي لا حدود له.
الإختراع والإكتشاف وجهان لعملة الإبداع، عقول فذة تبتكر شيئا فشيئا وعقول تكشف الغموض عن ما هو موجود بالفعل، الإبداع سيد الشعوب، فبدون الإبداع لن يولد أي جديد، بدون الإبداع لن نصل إلى أبعد من هذا، بدونه لم نكن لنصل لليوم حتى، إذن ماذا عن علم الرياضيات هل هو إختراع أم إكتشاف ؟
لنعرف هذا علينا أولا أن نعرف ما هو الإكتشاف وما هو الإختراع، فالإختراع هو كل فكرة أو تصميم او عملية إنشاء شيء جديد قابل للتطوير والتصنيع أو التنفيذ يحصل فيها المخترع على حقوق ملكية لهذا الشيء، أي أن الشيء الذي أخترعه سوف يظل مسجلا بإسمه حماية له من السرقة أو التقليد، والحاجة أم الإختراع، أما الإكتشاف هو الكشف عن شيء موجود بالفعل ولكن كان مجهولا لعدم الوصول إليه من قبل أحد، الإكتشاف طاقة خفية، قدرة على البحث المستمر الدئوب.
الرياضيات هي اللغة التي نشأت بين العلماء منذ قديم الأزل، أساس العلوم وتكاد تكون منطقا بمفردها، رغم تعمق الكثير من الفلاسفة فيها إلا أنه من الصعب إيجاد تعريف لها، فهي علم مجرد تماما، كما أن الرياضيات علم حي متجدد.
يوجد أكثر من رأى حول هذه المسألة، رأي يرى أن علم الرياضيات إختراع والرأي الاخر يرى أنه اكتشاف وآراء أخرى تدعو للصمت التام في هذه المسألة، الآن يمكننا تفنيد هذه المسألة بشكل فلسفي لنصل إلى بر ورأي، الرأي الأفلاطوني يرى أن الرياضيات هي اكتشاف رائع وعظيم أما الرأي غير الأفلاطوني يرى انها إختراع فريد من نوعه.
بين هذا وذاك تتعقد المسألة شيئا فشيئا، لكن الأمر أبسط من هذا فالرأي الأفلاطوني يستند على أن طبيعة الكون بكل ما فيه بنيت على علم وضعه الإله ليكون أساسا تسري عليه هذه القواعد والقوانين ، أي أن الرياضات أكتشفت من الطبيعة تماما كما اكتشف الإنسان أن المثلث مجموع زواياه ١٨٠ درجة، تماما كما أكتشف قوانين الفضاء، فالمثلث استطاع الإنسان قياس زواياه وليس اختراع مقياس زواياه لكنه إخترع الأداة التي استطاع أن يقيسه بها، الأمر ينطبق أيضا على الكهرباء فهي شيء موجود في الطبيعة بذراته وشحناته فهي اكتشاف، بينما كل الأدوات التي تحتاج الكهرباء ما هي إلا إختراع.
فلو لم يكن الكون مخلوق على هذا الأساس الرياضي ما كان ليكون منتظما ورائعا لهذه الدرجة، ولو انتهت البشرية وعادت في زمن اخر مع بشر غيرنا لإكتشفوا هذه القوانين مرة أخرى، فالأمر يحتاج متابعة وملاحظة للطبيعة.
أما النظرة الغير أفلاطونية تتحدث عن نظرة شمولية لكل القوانين كاختراع الإنسان لقواعد لعبة الشطرنج والمعادلات الحسابية للعبة التنس، بالرغم من أن سرعة وقوة ضربة الكرة في لعبة التنس هي شيء من الطبيعة لكن القواعد المبنية على أساسها هي إختراع للإنسان.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد حيث يرى البعض أن النظرة الأفلاطونية ما هي إلا تحجيم للخيال والإبداع، فالإنسان عندما يخترع شيء يصل به إلى أبعد نقطة، لكنني أرى أن هؤلاء المعارضين للفكر الأفلاطوني قد نسوا أن الاكتشاف أيضا لا حدود له خاصة عندما يتعلق الأمر بخلق الله المتفرد الذي لا حدود له.