مع اقتراب المولد النبوي الشريف.. ما هو تاريخه وحكم الاحتفال به؟
الخميس 29/سبتمبر/2022 - 09:47 م
حبيبة عبد الغفار
طباعة
المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة لتاريخ البشريةِ أجمع، فلقد عبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "رحمة للعالمين" وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان بل تمتد على إمتداد التاريخ بأسره.
مولد النبي صلى الله عليه وسلَّم
الثابت تاريخيًا أنَّ نبي الأمة وُلد في عام الفيل وهو العام الذي قصد فيه أبرهة الحبشي مكة وأصابهُ فيها ما أصابه كما ورد في القرآن الكريم ، لكن إختلف المؤرخون في اليوم الذي وُلد فيه نبي الأُمة، فذكر هشام ابن إسحاق أنه وُلد في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول وهو المشهور، في حين ذكر إبن سعد أنه وُلد يوم الإثنين لعشر خلون من شهر ربيع الأول.
حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف
حسب فتوى من دار الإفتاء المصرية: فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة. وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.
المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي : أن يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.
تاريخ الإحتفال بالمولد النبوي
يرجع المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بيوم مولد رسول الله إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول "هذا يوم وُلدت فيه"،وحسب أبو شامة، فإن عمر الملاء هو أوّل من اعتنى بشكل منظم بالاحتفال بالمولد.
فيما يذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو حاكم أربيل (في شمال العراق حاليًا) الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين.
أول من احتفل بذكرى المولد النبوي
بحسب أقوال المؤرخين فإنّ الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف.
تاريخ حلوى المولد النبوي
لحلوى المولد تاريخ عريق فقد كانت بدايتها قبل أكثر من 1000 عام في العصرِ الفاطمي ، وكانت بدايتها من القاهرة في القرن الرابع الهجري مع دخول الفاطميين "مصر" عام 973، وأجمعت أغلب الروايات على أن فكرة صناعتها من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس يوم المولد النبوي الشريف.
وفي رواية أخرى تقول أن الحاكم بأمر الله كان يحرص على الخروج في موكب يوم المولد النبوي بصحبة زوجته التي كانت ترتدي ثوباً أبيض، ما أعطى لمبتكريها فكرة صنع حلوى على هيئة عروس وفارس على الحصان توزع في توقيت مرورهما كل عام، حتى أصبحت عادة مصرية مرتبطة بالمولد النبوي.
ومع مرور السنوات أصبحت صناعة الحلوى جزءا من التاريخ المصري، وأضاف عليها المصريون بعض التعديلات لتظهر عروسة المولد بأشكال وألوان مختلفة.