بالصور.. "احتفالات المولد النبوي".. سحر العروسة زوجة الخليفة الحاكم
الثلاثاء 22/نوفمبر/2016 - 04:16 م
محمد عبد العزيز - داليا محمد
طباعة
"حلاوة المولد"
مع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تستعد محال الحلويات للتزيين بحلوى المولد وعرائس الزينة، التي شهدت تطورًا ملحوظًا بداية من تصنيعها من الحلوى إلى أشكال مختلفة من عرائس الكرتون، احتفالات لو تغيرت في مواكبتها للتطور البشري تحتفظ بأصالتها في عاداتها ومكوناتها.
يرصد "المواطن" خلال هذا التقرير تاريخ بداية الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في مصر:
القاهرة الفاطمية
بدأ الاحتفال الأول لمولد النبوي في عهد الدولة الفاطمية بمصر، في عهد المعز لدين الله الفاطمي، وصنع الفاطميون الحلويات، لتوزيعها على الحاضرين مع الصدقات، وإقامة الشوادر بالأسواق، وإعداد الولائم، بالإضافة إلى موكب قاضي القضاة، حيث تحمل أطباق الحلوى إلى جامع الأزهر ثم إلى قصر الخليفة.
الجامع الأزهر
الخليفة الذي كان يحب إحدى زوجاته، فأمر بخروجها معه يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج الياسمين، فقام صناع الحلوى برسم الأميرة في قالب حلوى، بينما الآخرون يرسمون الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه وصنعوه من الحلوى.
ارتبطت أيضًا عروس المولد بفلسفة خاصة عند المصريين، حيث كان الحكام الفاطميين يشجعون الشباب على عقد قرآنهم يوم المولد النبوي، ولذلك أبدع صناع الحلوى في تشكيل عرائس المولد وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر.
ارتبطت أيضًا عروس المولد بفلسفة خاصة عند المصريين، حيث كان الحكام الفاطميين يشجعون الشباب على عقد قرآنهم يوم المولد النبوي، ولذلك أبدع صناع الحلوى في تشكيل عرائس المولد وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر.
عروس المولد النبوي قديمًا
وكانت عروس المولد تصنع من السكر وباللون الأحمر، لكنها اليوم باتت ترتدي فستانًا بألوان بديعة وتصميمات مختلفة، وهو أيضًا ما أصاب حصان المولد بتغيير مماثل يعكس هيمنة الحداثة على ملامح التراث.
يذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، الذي عاش أيام الحملة الفرنسية على مصر، أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها 300 ريال فرنسي إلى منزل الشيخ البكري، نقيب الأشراف في مصر بحي الأزبكية، وأرسلت إليه الطبول الضخمة والقناديل، وفي الليل أقيمت الألعاب النارية احتفالًا بالمولد النبوي، وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي لاستمالة قلوب المصريين إلى الحملة الفرنسية.
"عروس متألقة الألوان توضع في صفوف متراصة"
ووصف أحد الرحالة الإنجليز، وهو مارك جرش عروس المولد، الذي عاصر المولد النبوي في مصر بأنها عروس متألقة الألوان توضع في صفوف متراصة كأنها عروس حقيقية.
مظاهر المولد النبوي
وتعد حلوى المولد من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر، حيث تنتشر في جميع محال الحلوى شوادر تعرض فيها ألوان عدة من حلوى المولد، على رأسها "السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بالمكسرات"، كما تصنع من الحلوى بعض اللعب للأطفال، التي تؤكل بعد انتهاء يوم المولد، وهي عروس المولد للبنات والحصان للأولاد، وقد ارتبطت ذكرى المولد في أذهانهم بهذه العرائس واللعب.
يذكر أنه مع بداية شهر ربيع أول من كل عام تنصب السرادق حول المساجد الكبرى والميادين في جميع مدن مصر، كمسجد الإمام الحسين والسيدة زينب رضي الله عنها، وتضم تلك الشوادر أو السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم وألعاب التصويب وبائعي الحلوى والأطعمة، وركنًا للمنشدين والمداحين تخصصت في مدح الرسول "صل الله عليه وسلم".
ركن المداحين في حب الرسول بالمولد النبوي