كيف يقبل الشاب والفتاة على الزواج مع الارتفاع الجنوني للأسعار في مصر ؟
الجمعة 28/أكتوبر/2022 - 02:00 م
روان هيثم
طباعة
شهد العالم في السنوات الأخيرة ارتفاع في الأسعار بسبب جائحة كورونا، والتى أدت إلى أزمة كبيرة في الاقتصاد العالمي، وبعد التخلص من هذه الأزمة شهد العالم أزمة أخرى وهى حرب روسيا وأوكرانيا التي أثرت على الاقتصاد فى مختلف الأنحاء، كما تأثرت بها مصر في كافة القطاعات.
وازدادت التساؤلات بين الجميع، كيف ينجو الشاب والفتاة في مصر من غلاء الأسعار والمعيشة هذا لتكوين أسر ناجحة.
من المعروف أن الزواج في العالم يعني أن تختار شريك لتبدأ حياتك معه، تخطط لمستقبلك وآمالك بينما في مصر نجد الشاب المصري أكبر طموحاته جني المال لشراء شقة وكأنها النهاية، ليتحول الزواج من فكرة المودة والرحمة بين الطرفين إلى عبئ مادى ثقيل.
وفي العقيدة الإسلامية الزواج مبنى على المودة والرحمة، قال تعالي بسم الله الرحمن الرحيم {ومن آياته خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} سورة الروم {٢١}.
وبالرغم من هذا نجد كثيرًا من حالات الطلاق والتعنيف والخيانة، وبحثنا وراء الماديات جعلنا نغفل الجزء الأهم في اختيار شريك حياتنا وهو الجزء الروحى والمعنوي.
يجب وضع شروط في اختيار شريك الزواج لا محالة ولكن تكليف الشباب بما لا يطيق يجعل حالات العنوسة تزداد ، وفقد الأمل تجاه الحياة لأنه لو أن الأنسان لا يستطيع فقط أن يجتمع بمن يحب كيف له أن يحقق الباقي من أحلامه وطموحاته.
دور المنظمات والأزهر الشريف فى توعية المجتمع ضد المغالاة فى تكاليف الزواج
وفي ظل المطالب بالتخفيف عن كاهل الشباب المقبلين على الزواج، نظم الأزهر الشريف بقيادة الأمام الأكبر "دكتور أحمد الطيب"، مبادرة "لتسكنوا إليها" للتخفيف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الشباب، وتم نشر المبادرة في محافظة أسوان ومحافظات مصر.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية دكتور "نظير محمد عياد الأمين"، خلال حديثة عن المبادرة، إنها دعوة عامة لجميع محافظات مصر للتخلي عن العادات السلبية التى تقف بين الشباب وبين تكوين الأسر المستقلة.
و أردف "عياد" أن مهمة الأزهر والإعلام الدينى نشر الدعوة بين الناس والتنوية بأهميتها، مضيفًا أن للدعوة عدة مراحل منها، قصر مراسم الخطوبة على الدبلة وقراءة الفاتحة وحضور الأقارب من الدرجة الأولى فقط، وإعداد الزوجين نفسيًا و تأهيلهم للزواج وتكوين أسرة، وإلغاء اشتراط كسوة الأهل.
كما اطلقت قرية بنبان في أسوان مبادرة بأسم "وثيقة زواج" للتخفيف عن الشباب ومساعدة أسر الفتيات الغير قادرات على تجهيز العروس.
سبب انتشار ظاهرة المغالاة والتباهي في مراسم الزواج
وبعد ظهور السوشيال ميديا، التي أخذت حيز كبير من حياتنا وبات بإمكاننا رؤية أخبار اصدقائنا وحياتهم الشخصية، اصبحت المغالاة موضة وتحولت حفلات الزواج من حفلة عقد قران بسيطة بين الأهل للتعبير عن فرحهم وسعادتهم إلى سباق من المظاهر والزيف، ولكن الإسلام أمرنا بعدم المبالغة في الإنفاق في مراسم الزواج تبعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن أعظم النكاح بركة أيسرة مؤنه).
ويأمل الجميع أن تنتهى هذه العادات والتقاليد، وأن يكف المجمتع عن ضغط عناصره الأكثر فاعلية وأن نتكاتف جميعاً نحو خلق وعي أفضل والتخلص من الثقافات الهدامه وتحويل تركيزنا من الإهتمام بالماديات فقط إلى خلق أسرة سعيدة مترابطة وأن نحد من حالات الطلاق ونصب اهتمامنا على تأسيس وتأهيل الأفراد أنفسهم من خلال الحصول على دورات مكثفة في التأهيل الأسري .