«الإعاقة في العقل وليس الجسد».. شظايا الحرب تصنع أبطال منتخب العراق للكرة الطائرة
اختلفت روايتهم ولكن جمعتهم نفس النهاية، لم يتخطى عمرهم الـ 21 عامًا حتى أصبح كلًا منهم صاحب إعاقة، ليبدوأ في صنع طريق نجاحهم نحو عالم هو أصبح حلهم، معرفة قصتهم باتت من ضمن أولوياتهم، ليكونوا أملًا لكل من يرى أن الإعاقة هي نهاية المطاف.
من
العراق شابان جمعتهم صداقة قوية فحالتهم المشابهة كانت إحدى الأسباب وراء تلك
الصداقة، عقدوا العزم، وحلفوا اليمين بأن تحقيق حلمهم هو واجب عليهم، محمد قاسم
وسجاد شامل لاعبي المنتخب العراقي لكرة الطائرة.
صاروخ البتر
«كان عمري 17 عامًا اتبرت قدمي والسبب
هاون –صاروخ- بسبب الصراعات التي شهدتها العراق آنذالك».. هكذا بدأ محمد قاسم صاحب
الـ 20 عامًا حديثه مع بوابة «المواطن» الإخبارية، يحكي معاناته التي تغلب عليها
حتى أصبح أحد لاعبي المنتخب العراقي لكرة الطائرة.
يؤكد
«قاسم» أن تلقي خبر بتر قدمه لم يكن سهلًا عليه، حيث امتلكته في ذلك
الوقت النظرة التشائمة للحياة، إلا أن مقابلته لكابتن صلاح والذي بث فيه الأمل مرة
أخرى جعله يرى الحياة بمنظور أخر، وأن بتر قدمه هو ما سيجعله مميزًا بين الرياضين.
ليالي
كثيرة قضاها «قاسم» حتى تمكن من لعب كرة الطائرة الأمر الذي أهله للانضمام للمنتخب
العراقي لكرة الطائرة.
مرض خبيث
أما
سجاد شامل فروايته تختلف عن «قاسم»، فعند إصابته كان عمره لم يتخطى الـ 16 يومًا:
«كان عمري 15 يومًا وليس أعوامًا عندما انصبت بمرض خبيث تسبب في بتر قدمي اليمني».
يحكي سجاد شامل.
يؤكد
سجاد شامل صاحب الـ 19 عامًا لبوابة «المواطن» الإخبارية، أن والدته كان الداعم
الرئيسي له في كل خطوة وكانت تحفزه دائمًا حتى لا تسوء حالته النفسية، حتى قابل
الكابتن صلاح والذي دربه حتى تمكن من الانضمام إلى المنتخب العراقي.
لم يكن
سهلًا على «شامل» أن يكون مبتور القدم، فجلوسه وسط أقرانه وهو مختلفًا عنهم كان
يؤذيه نفسيًا، حتى تمكن من أن يدرك أن اختلافه هو ما سيجعله مميزًا بين أقرانه.
يعيش
«شامل» على راتبه الخاص الذي يحصل عليه من المنتخب العراقي ولا يسمح لأحد بأنه
ينفق عليه: «أنا معتمد على الله وعلى نفسي وكل مصاريفي أنا متكفلها وما مديت إيدي
لأي أحد حتى أهلي»
يحلم كلًا من محمد وسجاد بأن يصبحوا أفضل لاعبي العالم، وأن يعرفهم أصحاب الإعاقة كمثال ولا يستسلموا مهما كانت الظروف: « لا تقول أنا لا استطيع بل أنت تستطيع فعل كل شي لا تتبع الخوف الذي في داخلك كن شجاعًا وتوكل على الله»