خاص| «طاجن وقلة وزير».. حكاية عم عربي بائع الفخار بضاعة زمن الطيبين
الجمعة 03/فبراير/2023 - 03:34 ص
محمود حربي
طباعة
«طاجن وقلة وزير»، بضائع تفوح منها رائحة زمن الطيبين من أجدادنا القدماء، صناعة الفخار واحدة من الصناعات التي تمتد منابتها إلى الأقدمين، مذ كان المصري يروي أرضه على مياه فيضان النيل قبل بناء السدود.
وحين يأتي النيل العظيم مثقلاً بالطمي فيلقيه على ضفتيه، وتعاود مياه الفيضان الانحسار، عرف أجدادنا قيمة الطمي وقدروه، وبدأوا يصنعون منه أواني الفخار.
حكاية عم عربي بائع الفخار
وفي هذا الصدد، التقت «بوابة المواطن» بعم عربي، صاحب محل بيع الأدوات الفخارية، ليحدثنا عن مهنة الزمن الجميل، زمن أجدادنا القدماء.
يحكي عم عربي لـ«بوابة المواطن»: «منذ 30 عاماً وأنا أمتهن بيع الفخار، مهنة أبي وأجدادي»، لافتاً إلى أن اهتمام الناس بالفخار لا يزال مستمر، رغم ظهور الأواني الحديثة، لما يمثله من قيمة صحية بخلاف أواني الألمنيوم.
عم عربي: «الإنسان والفخار الاتنين من طين»
ويستكمل عم عربي قائلاً: «الأطباء ينصحون بعض مرضاهم بالشرب من مياه الزير والقلة علشان لها فوائد صحية، وحتى الإنسان زي الفخار الاتنين من طين».
كما أوضح في حديثه لـ«بوابة المواطن»، أن الفخار منه ما يستخدم للطهي ومنه ما يستخدم للديكور والزينة.
مواسم بيع الفحار
وعن مواسم الإقبال على شراء الفخار، يوضح عم عربي أن صناعة الفخار كغيرها من الصناعات، لها مواسم يقبل الناس عليها، لافتاً أن من مواسمها أعياد الحب والتي يسارع فيها «الحبيبة» إلى التهادي بـ«مجات»، تحمل أسمائهم وتزينها القلوب والتي تتراوح لاسعارها ما بين 10 إلى 15 جنيه.
كما يشير إلى أن من مواسم بيع الفخار أيضاً، شهر رمضان المعظم، لانتشار العزومات، ما يزيد الإقبال على شراء «الطواجن»، والتي يبدأ سعر أصغرها من 5 جنيهات، ويزيد باختلاف الحجم.
أحدث تقليعات صناعة الفخار
ولفت عم عربي إلى أن صناعة الفخار انتقلت من الطاجن والزير والقلة حتى وصلت إلى كولدير فخار، وهو إناء كبير محكم وله غطاء ومثبت به صنبور.
قبلة الحياة لصناعة الفخار
واختتم بائع الفخار حديثه لـ«بوابة المواطن»، أنه بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقرية الفواخير بمصر القديمة، مع نهايات العام قبل الماضي 2021، والتحدث مع صناع الفخار، والتوجيه بحل كل المشاكل الخاصة بأهل الحرفة، كان ذلك بمثابة قبلة الحياة التي أعادت صناعة الفخار إلى الأضواء من جديد، وعاد الناس للتفكير في القيمة الصحية للأواني الفخارية، وأقبلوا على شراءها.