الفقير مبياخدش حقه.. فتاة البرلس بعد حكم الجلسة العرفية في قضيتها
"انتهت حلول الأرض الأمر متروك لقاضي السماء، يلا بينا يابا نمشي هي الدنيا كتبت علينا كده الفقير مياخدش حقه والقوي هو اللي يعيش"، تلك كلمات عبرت بها هبة المعروفة بـ"فتاة البرلس" بعدما انتهت الجلسة العرفية الُمحكمة في قضيتها بعد أن تعرض والدها للضرب والسحل، وعندما تدخلت للدفاع عنه، قام أحد الأشخاص بضربها وتعريتها من ملابسها.
بعد تحول قضية فتاة البرلس لواحدة من أهم قضايا الرأي العام في مصر حاول أهالي البلدة لم الشمل، وعقد جلسة عرفية يتم من خلالها رد الحق لأصحابه وردع الظالم عن ظلمه، ولكن كان لقضاء المجلس العرفي رأي آخر، لكي يثبت أن ما رددته تلك الفتاة صحيحًا فلم يعد للفقير مكان في بلدتنا، فكانت قراراته خير دليل أننا في زمان يأكل القوي فينا الضعيف.
خلع البنطال ثمنه 80 ألف جنيه
هكذا قضى حاكم الجلسة العرفية التي أقيمت للنظر في قضية فتاة البرلس، متوهمًا وموهمًا الجميع أن 80 ألف جنيه هو خير تعويض لتلك الفتاة، خاصة بعد اللجوء إلى الشاهد الذي استعانت به الفتاة بعدما أقرت رؤيته لها متجردةً من ملابسها، والذي أقر أمام الجلسة العرفية بأن ذلك لم يحدث، صرخات متعالية تغمر المكان، فالفتاة أدركت لوهلة أن حقها قد هدر خاصة وأن ذلك الشاهد هو نفسه من أقر قبل ذلك بتعرية الفتاة وسحلها ومحاولة تصويرها، فهل عرض للتهديد؟
لو ترضاها على بنتك ارضهالي
كلمات معبرة عن مأساة فتاة البرلس، والدها صامت فهو الأصم الأخرس الغير قادر على حماية ابنته، ضعيف عندما حاول قبل ذلك سالت دماءه من كل مكان في جسده، وتعرضت ابنته لأبشع مظاهر العنف، فكان اللجوء لتلك المحكمة العرفية هي الأمل الوحيد، لا سيما شهرتها في بلداننا أنها تحكم بما أمر الله، قبل أن يسيطر رجال المال والنفوذ والقوة، فيتغير مسار الحكم وترفع الأقلام وتهدر الحقوق وتغير الشهادات، ويبقى السؤال هل أصبح لها تأثير على محكمي القضاء العرفي.
تفاصيل واقعة فتاة برج البرلس
في بيتها المتهالك الجذور كانت تعيش هبة رفقة أبيها وأمها إلى جانب أخويها، لكن أبناء عمها استكتروا تلك النعمة عليها، فأخذو يشرعون في فتح نوافذ في جدران منزلهم، فكانت البداية عندما هرولت الفتاة إلى أبيها، لمحاولة منعهم مما يفعلون، وكيف ذلك وهو الضعيف البنيان، الوحيد بدون ابن يقف بجواره لردع الأذى عنه، فما كان من أبناء أخيه سوى سحل عمهم وضربه حتى أغشي عليه، وعندما حاولت هبة التدخل قام أحدهم بصفعها على وجهها وإسقاطها أرضًا، دون أن يكتفي بذلك فقد نزع عنها ملابسها وحاول تصويرها إلا أن الفتاة استطاعت الهرب.
من خلال بث مباشر فتاة البرلس استنجدت بالمسئولين
وبعد أن ضاق بها الحال، وفي بث مباشر عبر «فيسبوك»، أطلقت فتاة برج البرلس صرخاتها مستنجدة بالمسؤولين لتخليصها من الظلم البين الذي أصابها وأسرتها: «بقالي سنة عايشة في قهر مش عارفة أوصل لحقي، روحت الحي وعملت بلاغات في قسم الشرطة، لكن علشان مش معايا محامين، كانوا بيعرفوا يطلعوا منها بسهولة، أنا بستنجد بكل مسؤول أن يرفع الظلم عننا، ويجيب لنا حقنا، من ظلم جيرانا وأقاربنا، اللي بيستقووا علينا لقلة حيلتنا».