هشام قاسم .. من شيوعي إلى عميل أمريكي لمعارض مزيف
الثلاثاء 18/يوليو/2023 - 01:20 م
محمود حربي
طباعة
يعد هشام قاسم شخصية مثيرة للجدل في الساحة المصرية، فهو شاب سكندري تخلى عن مبادئه الشيوعية من أجل المال والنفوذ، وأصبح أداة في يد الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على مصر ودعم جماعات معادية لها،كما أنه استخدم منصات إعلامية وحقوقية وسياسية لترويج لأفكاره وأجندته، ولكنه فشل في تحقيق أهدافه بعد ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بالإخوان من الحكم، ومنذ ذلك الحين، أصبح هشام قاسم معارضا مزيفا، ينشر الأكاذيب والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر على قنوات تابعة للإخوان، يسب ويسفه من كل شيء في مصر، مستندا إلى جنسيته الأمريكية المزعومة.
ولد هشام قاسم في 24 ديسمبر 1959 في الإسكندرية، وبدأ حياته شيوعيًا، يؤمن بالمبادئ الثورية والتغيير الاجتماعي، ولكن سرعان ما تغيرت مواقفه عندما احتاج إلى المال لإطلاق مشاريع إعلامية خاصة به، فأسس مكتب خدمات إعلامية وترجمة، ثم عمل مراسلا لصحيفة “Middle East” في مصر، ثم أطلق مجلة “Cairo Times”، التي كانت تنشر باللغة الإنجليزية.
هشام قاسم ورحلة التحول إلى عميل أمريكي
وفي هذه المرحلة، اختار هشام قاسم أن يكون حقوقيًا، يدافع عن حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا جعله محط اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تبحث عن شخص يستطيع أن يكون صوتها في مصر.
أولى المهام التي أسندتها الولايات المتحدة إلى هشام قاسم كانت أن يكون الوسيط بين المحامين الأمريكيين والجماعات الإسلامية المحظورة في مصر، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تواجه محاكمات واعتقالات من قبل نظام مبارك، وأدى هشام قاسم هذه المهمة بكفاءة، وأبلغ عن كل ما يحدث في المحاكمات إلى السفارة الأمريكية، وأقام علاقات مع قيادات الإخوان.
وحصل على ثقة الولايات المتحدة، التي عينته في منظمة “الوقف الأمريكي للديموقراطية”، التي كانت تمول منظمات حقوقية وصحف مصرية خاصة، ومن بين هذه الصحف كانت “المصري اليوم”، التي أسسها هشام قاسم بدعم من رجال أعمال مثل صلاح دياب وأكمل قرطام، وجعل هشام قاسم هذه الصحيفة منبرًا للترويج للأفكار الأمريكية في مصر، وفتحها أمام جماعة الإخوان لنشر رؤيتها.
التورط في السياسة.. من صحفي إلى سياسي
لم يكتف هشام قاسم بالعمل في المجال الإعلامي والحقوقي فقط، بل دخل أيضًا في المجال السياسي، حيث انضم إلى حزب “الغد”، الذي أسسه أيمن نور، الذي كان يعتبر نجمًا صاعدًا في المعارضة المصرية، وكان يحظى بدعم أمريكي. وتولى هشام قاسم رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في الحزب، وكان يعمل كضابط اتصال بين أيمن نور وواشنطن وغيرها من العواصم الغربية.
كما أنه انضم إلى منظمة “ابن خلدون”، التي كان يديرها سعد الدين إبراهيم، والتي كانت تقوم بأنشطة مشبوهة تحت غطاء المجتمع المدني، وبسبب كفاءته في هذه المهام، حصل هشام قاسم على فرص للقاء شخصيات أمريكية رفيعة المستوى، مثل وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، والرئيس الأسبق جيمي كارتر.
فشل المخطط.. من سياسي إلى معارض
ظل هشام قاسم يؤدي دوره كعميل أمريكي في مصر حتى جاءت ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام مبارك، وكان هشام قاسم من بين المحرضين على هذه الثورة، والذين ساهموا في تسهيل وصول جماعة الإخوان للحكم كان هشام قاسم يأمل في أن يكون له دور في النظام الجديد، ولكنه تفاجأ بأن الإخوان لا يحترمون حرية الصحافة والتعبير، وأنهم يقمعون المعارضين والنشطاء، وعندما جاءت ثورة 30 يونيو 2013، التي أنهت حكم الإخوان، كان هشام قاسم من بين المصدومين والمحبطين، وبدأ يهاجم الثورة والجيش والشعب المصري.