القى سفير سنغافورة بمصر دومينيك جوه كلمة  فى احتفال بلاده باليوم الوطني 2023

جاء فيها :

قبل أن نبدأ، أود أن أطلب دقيقة صمت على أرواح ضحايا الكوارث الأخيرة في المغرب وليبيا.

 

أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، الأصدقاء، والزملاء السنغافوريون،

 

نتشرف الليلة باستقبال ضيف الشرف من وزارة الخارجية نائب مساعد وزير الخارجية حازم الطاهري وأيضا وزيري خارجية مصر السابقين محمد عرابي ومحمد كامل عمرو، شكرا جزيلا على الحضور والحضور. هذا الحدث لدينا.

 

السلام عليكم. مساء الخير وشكراً لكم جميعاً على انضمامكم إلينا ونحن نحتفل باليوم الوطني الثامن والخمسين لسنغافورة.

 

كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لأتمنى لجميع أصدقائنا المصريين سنة مصرية جديدة سعيدة 6265، بمناسبة مرور أكثر من 6000 عام من الحضارة المصرية، تهانينا.

 

لقد طلب مني أصدقائي المصريون عدة مرات أن أشرح لهم ما هي سنغافورة ولماذا تعمل. ما هو السبب وراء نجاحنا الاقتصادي السريع؟

 

وبطبيعة الحال، كان بوسعي أن أتحدث طوال الليل عن حكمنا القوي، والتركيز على التعليم، والسياسات الاقتصادية المتطلعة إلى المستقبل. ولكن اسمحوا لي أن أقول شيئا واحدا فقط. وما يكمن وراء كل هذا هو شعبنا. إنها الطريقة التي نجتمع بها نحن السنغافوريين بغض النظر عن العرق أو اللغة أو الدين لتقديم أفضل ما لدينا، ودفع سنغافورة إلى الأمام.

 

مجرد إلقاء نظرة على رؤسائنا. رئيسنا السابق، وهو صديق جيد لمصر، والذي زارها في عام 2016، الدكتور توني تان صيني. رئيستنا الحالية حليمة يعقوب هي امرأة مسلمة من الملايو. وسيكون رئيسنا القادم، المنتخب حديثًا، هنديًا




وهذا يمثل سنغافورة. ومن خلال تسخير تنوعنا، فإنه يصبح أعظم قوتنا، ويسمح لسنغافورة بالتفوق على ثقلنا على الصعيدين المحلي والدولي.

 

نحن أيضًا نتمسك ببعضنا البعض حتى في أصعب الأوقات. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأهنئ جمعية رعاية الطلاب السنغافوريين في القاهرة، PERKEMAS، التي حصلت على شهادة المرونة ضد فيروس كورونا من قبل رئيسنا. يعد هذا التكريم الرفيع بمثابة اعتراف بجهودهم المثالية للمساعدة في إعادة السنغافوريين إلى وطنهم أثناء الوباء. وقيل لي أيضًا أن طلابنا البالغ عددهم 200 طالب في الأزهر هم من أفضل الطلاب لديهم، لذا شكرًا جزيلاً لكم.

 

ومع ذلك، لا يكفي أن نجتمع معًا داخل بلدنا. سنغافورة صغيرة جدًا على هذا. ولتحقيق النجاح، نعتمد أيضًا على أصدقائنا في الخارج، مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وشركائنا الإقليميين الرئيسيين مثل مصر.

 

واسمحوا لي أن أقول بضع كلمات عن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تُعَد ثاني أنجح منظمة إقليمية في العالم بعد الاتحاد الأوروبي.

 

وتضم رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) 10 دول في جنوب شرق آسيا، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي 3.66 تريليون دولار، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 700 مليون نسمة. وهذا يجعل الآسيان خامس أكبر اقتصاد في العالم (بعد الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا). وتعد رابطة دول جنوب شرق آسيا مجتمعة المستثمر الأجنبي الأول في مصر من شرق آسيا.






وبالعودة إلى سنغافورة، فإن استثماراتنا في مصر تتجاوز الآن مليار دولار، مما يجعلنا رابع أكبر مستثمر من شرق آسيا. كما نمت تجارتنا مع مصر بنسبة 50% العام الماضي لتصل إلى أكثر من 600 مليون دولار، وعملت شركاتنا جاهدة على زيادة استثماراتها. وفي هذا الصيف، افتتحت شركة PSA-BDP – مشغل الموانئ السنغافورية – مكتبها الرئيسي الجديد في القاهرة. أنشأت شركة أولام للمكونات الغذائية مصنعًا جديدًا في بني سويف، والذي سيخلق فرص عمل ويدعم المجتمعات الزراعية ويساعد في زيادة الصادرات المصرية.

 

وتخطط شركة إندوراما، وهي شركة سنغافورية أخرى، لاستثمار كبير سيتم الإعلان عنه قريبًا. كما أنشأت شركة تكنولوجيا المعلومات Ohla الخاصة بنا مكتبًا للبحث والتطوير في المعادي.

 

كما لدينا تعاون نشط في مجال السياحة والآثار.

على سبيل المثال، تعمل شركة نيون جلوبال السنغافورية مع وزارة السياحة والآثار على الترويج لتاريخ مصر الغني، من خلال تنظيم معرض لكنوز رمسيس الثاني في هيوستن، وسان فرانسيسكو، وباريس، وستكون المحطة التالية في سيدني، و إنهم يخططون أيضًا للتوقف في المستقبل في كل من أوروبا وآسيا، وربما أيضًا العودة إلى الولايات المتحدة. لذا، تساعد سنغافورة في تعزيز السياحة في مصر، من خلال تعزيز المعرفة العالمية بآثاركم العظيمة.

 

بالإضافة إلى ذلك، استقبلت سنغافورة مؤخرًا معالي اللواء عباس حلمي، وزير الطيران المدني، ليشهد توقيع اتفاقيتين: الأولى لتطوير صالة الركاب بمطار القاهرة الدولي، والثانية لتقديم دراسات جدوى لمدينة القاهرة للشحن. سعادة الوزير، شكراً لثقتك بنا.

 

ومن بين الزوار الآخرين الذين زاروا سنغافورة العام الماضي، الوزيرة رانيا المشاط، ووزير البترول طارق الملا، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار حسام هيبة.

 

وتشمل زيارات الوزراء السنغافوريين الوزير الأول تيو تشي هين، ووزيرة الاستدامة والبيئة جريس فو، ووزير التنمية الاجتماعية والأسرية ماساجوس ذو الكفل.

 

ولدينا أيضًا برنامج تعاون فني نشط، شاركنا من خلاله خبرتنا التنموية مع أكثر من 600 مسؤول مصري.



 

إن نجاح سنغافورة، الذي نحتفل به اليوم، يكمن في شعبنا وقوة صداقاتنا. أنتم جميعًا هنا الليلة لأنكم ساهمتم في قصتنا مع مصر بطريقة ما. لذا، وبالأسلوب السنغافوري الحقيقي، أتمنى أن تستمتع بالطعام الجيد والمحادثات الجيدة والصداقات الجيدة.