يوم طويل لم يخل من شجب وزراء خارجية الدول لأفعال الكيان الصهيوني ، يوم طويل من البيانات وكر وفر بين شائعات تأتي هنا واخرى تذهب من هناك الا انها كلها لم ترتق الى الحدث، بعد تسع ايام او اكثر لم  نعد نعد الأيام التي تشابهت مآسيها على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزه ، كنا نتساءل كصحافيون هل ستمضي الليله هكذا صامته ، هل سيمررها احتلال لئيم وغاشم ، كنا قد ذهبنا الى مقراتنا لنتلقى بعض الراحه ونكتب بعض التقارير الصحفية غير اننا فجأه تلقينا كلنا الخبر الفظيع ..الكارثة الانسانية، الخبر الذي اصابنا الخبر بالوجوم والصدمه للحظه قبل ان نصرخ .. كيف خرق الصهاينة اتفاقية جنيف ؟!

كان يصرخ " ضربوا المستشفى الاهلى المعمداني" ، ذهبنا سريعا وكل منا في مخيلته حجم الضحايا فاضافة للجرحي والمصابين كان هناك الكثيرين ممن يلوذون باروقة المستشفى من الاطفال والنساء ، هل سيرى العالم المأساه الإنسانية ، هل سيشعر بها ، انها وظيفتنا الان ، وظيفتنا المرة، الجثث في كل مكان ، جثث صغيره اشلاء واخرى محترقة لاتتعدى الشهور من عمرها ، امهات تحتضن ذويها الى القبور ، هربوا  من القصف ليختبئوا هنا فجاءهم الموت ايضا ، هربوا من قدر الله الى قدر الله ، هكذا اختارهم الله شهداء وشهودا على مجازر الصهاينه



لا اعلم لما ذكرتني المستشفى المهدمه التي مات اطباؤها مسعفوها وجرحاها ولم ينجوا بالكاد الا القليل مخلفة اكثر من ٥٠٠ شهيد بمجزرة بحر البقر .. نكسة عربية جديدة وكارثة انسانية جديدة ، صراخ الابرياء وعويلهم ومحاولتهم تلقين من يحتضرون الشهادة و"زغاريد" الثكالى وهتافهم  ب" فدا فلسطين" يجعلك داخل لوحة صمود حزين يحتاج للكثير من الدعم

في المساء عدنا كانت نقابة الصحفيين المصريين قد اصدرت بيانها بأنها تدين ضرب المستشفي وتدعم حق فلسطين في ارضها وترفض خطة اسرائيل في تهجير الفلسطينين الى سيناء داعمة الجيش المصري والدوله وحدودها وتطالب بملاحقة الاحتلال في قضايا اغتيال الصحفيين مع ارسال دعم لنقابة الصحفيين الفلسطينيين واجراءات اخرى ليأتينا في المساء خبر اعتقال الاحتلال لاثنين من  المراسلين الصحفيين الفلسطينيين... الان بدأ يتأكد لنا الشعور أنهم  يريدون كتم اي صوت للحقيقه  .. الحقيقه تطير وتصل شأنها شأن الافكار لايمكن أن تسجن او ان تكمم لو يفقهون