المواطن

عاجل
صور .. نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات يشيد بالمبادرة الرئاسية لبناء الإنسان انفراد ..«فن إدارة الحياة» يطلق مبادرة لتنظيف شارع 77 بالمعادي .. غدًا صور .. بدء اختبارات الطلاب الوافدين المرشحين لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس .. «مستقبل وطن» يطلق مبادرة مجتمعة بعنوان«شتاء دافئ» على مستوى الجمهورية صور . .وزير الأوقاف ورئيس التنظيم والإدارة يتفقدان أعمال امتحان المتقدمين لشغل وظائف أئمة بمركز تقييم القدرات والمسابقات ويتفقان على مسابقة تكميلية يناير المقبل صور .. «الشباب والرياضة» تنظم ندوة للتحذير من التفكك الأسري بـ«السويس» «وزير الأوقاف» يعتمد زيادة عقود خطباء المكافأة الملحقين على البندين ٣/٤ و ٣/١ صور..«طب بنات الأزهر» تحتفل بحصولها على شهادة الاعتماد للمرة الثالثة صور .. خلال مؤتمر «القومي للمرأة» .. داود : الأمن سياج يحيط بحياة الفرد صور .. «رئيس منطقة القاهرة الأزهرية» يعقد اجتماع بشأن ضم معلمين بالحصة للمدارس
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ننشر ...كلمة وانغ يي في الندوة حول الأوضاع الدولية والدبلوماسية الصينية

الخميس 11/يناير/2024 - 03:47 م
المواطن
فاطمة بدوى
طباعة
 القى  السيد وانغ يي كلمة  في الندوة حول الأوضاع الدولية والدبلوماسية الصينية جاء فيها :


أيها الأصدقاء،
يسعدني جدا أن أجتمع معكم في مستهل السنة الجديدة لاستعراض الأوضاع الدولية وتبادل أطراف الحديث حول الدبلوماسية الصينية. نحن نعيش في عصر يشهد الاضطرابات والتقلبات، ونواجه سويا التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة، ونفكر في سبل استكشاف الطريق إلى الأمام، فأود بهذه المناسبة أن أشكركم على متابعتكم وتأييدكم خلال العام المنصرم، آملا منكم أن تقدموا مزيدا من الأفكار الثاقبة والمستنيرة.
إن عام 2023 الذي انصرم قبل أيام عام شهد تغيرا كبيرا وعميقا للعلاقات الدولية، وهو عام تقدم فيه التحديث الصيني النمط بخطوات ملموسة، وعام شقت فيه الدبلوماسية الصينية طريقا وحققت نتائج مثمرة.
إن الدبلوماسية الصينية تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ عملت على الابتكار مع التمسك بالمبادئ الأساسية، وتقدمت إلى الأمام بشجاعة وعزيمة، ووفرت بيئة مواتية لبناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة، وقدمت مساهمة جديدة في الحفاظ على السلام في العالم وتعزيز التنمية المشتركة. هناك ست نقاط بارزة تستحق الاستعراض بشكل خاص.
إن النقطة البارزة الأولى هي الدبلوماسية على مستوى القمة التي حققت إنجازات رائعة، وذلك نصب معلما جديدا لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية.    
استعراضا لعام 2023، بذل الرئيس شي جينبينغ جهودا شخصية لرسم الخطوط العريضة للدبلوماسية الصينية، وهو ترأس فعاليتين كبيرتين استضافتهما الصين، وحضر ثلاث قمم متعددة الأطراف، وقام بأربع زيارات مهمة إلى خارج البلاد، وأجرى أكثر من مائة لقاء ومكالمة هاتفية، حيث تباحث وتشاور مع مختلف الأطراف حول الصداقة والتعاون والقضايا الهامة في العالم بصدر رحب كزعيم حزب كبير ودولة كبيرة. من المباحثات المطولة في قصر الكرملين إلى اللقاء في حديقة الصنوبر في مدينة قوانغتشو، ومن "الاجتماع مع قادة دول آسيا الوسطى الخمس في شيآن" إلى "العلاقات الصينية الفيتنامية المتمثلة في الرفيق زائد الأخ"، ومن لحظة البريكس في "بلاد قوس قزح" إلى الخطوط العريضة لآسيا والمحيط الهادئ في "سنيلاندز"، ومن "تحقيق الحلم في تشنغدو" إلى "الموجة التي تبدأ من نهر تشيانغتانغ وتتدفق في آسيا"، كل ذلك عكس ملامح متنوعة للصين في العصر الجديد، ودفع التقارب بين الصين والعالم، وفتح أفقا جديدا للعلاقات بين الصين والدول الأخرى.
لا تقتصر الدبلوماسية على مستوى القمة على الحوار الاستراتيجي الرفيع المستوى فحسب، بل تشمل أيضا التواصل القلبي الذي تسوده المحبة والمودة. في يوليو الماضي، في المبنى رقم 5 لقصر دياويويتاي للضيافة الذي لم يبعد عنا كثيرا، وهو المكان الذي نزل فيه الدكتور كيسنجر عند زيارته الأولى للصين قبل أكثر من 50 عاما، التقى الرئيس شي جينبينغ في جو تسوده الحميمية مع  هذا المسن البالغ عمره 100 عام الذي زار الصين لأكثر من مائة مرة، وأقام مأدبة على شرفه. جاء هذا الترتيب الخاص انعكاسا لتقليد الصين المجيد المتمثل في عدم نسيان الصديق القديم. خلال العام المنصرم، ألقى الرئيس شي جينبينغ كلمة مهمة أمام الشعب الأمريكي، وأجرى التواصل الودي مع الشباب الفيتناميين، وبعث برسائل رد مفعمة بمشاعر المودة والكلمات المشجعة إلى الباحثين اليونانيين والأطفال البنغاليين والطلبة الجامعيين في جنوب إفريقيا والعالم الكوبي والشخصيات الصديقة الأخرى، الأمر الذي ساهم في سقي شجرة الصداقة وزرع زهرة المودة، وسجل صفحة جديدة من التعارف والتقارب.  
إن النقطة البارزة الثانية هي المضي قدما لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بخطوات متزنة، وذلك ضخ قوة دافعة جديدة لبناء مستقبل جميل للبشرية.
قام الأمين العام شي جينبينغ بزيارة الدولة التاريخية إلى فيتنام في الشهر الماضي، وإن أهم النتائج السياسية التي حققها الجانبان هو الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى المجتمع الصيني الفيتنامي للمستقبل المشترك ذي الطابع الاستراتيجي. يرمز هذا التعريف إلى ارتفاع العلاقات بين الصين وفيتنام باعتبارهما دولتين اشتراكيتين جارتين كـ"الرفيق زائد الأخ" إلى مستوى جديد، بل ويرمز أيضا إلى أن بناء مجتمع المستقبل المشترك قد غطى شبه الجزيرة الهندية الصينية بأكملها.
في العام المنصرم، مضينا قدما في بناء مجتمع المستقبل المشترك بخطوات واسعة. قد غطى مجتمع المستقبل المشترك منطقة آسيا الوسطى بأكملها بعد انضمام تركمانستان وقرغيزستان وطاجيكستان إليه. ووضعنا برنامجا تنفيذيا جديدا للسنوات الخمس المقبلة  مع كل من كمبوديا ولاوس بشأن بناء مجتمع المستقبل المشترك، وتوصلنا إلى توافق مع ماليزيا حول بناء مجتمع المستقبل المشترك بعد تايلاند وإندونيسيا. يتقدم بناء مجتمع المستقبل المشترك الأوثق بين الصين وآسيان بخطوات حثيثة ومطردة إلى الأمام. خلال زيارة الرئيس شي جينبينغ إلى جنوب إفريقيا، أعلن  مع الرئيس رامافوزا عن بذل جهود مشتركة لبناء مجتمع  المستقبل المشترك الرفيع المستوى بين الصين وجنوب إفريقيا، الأمر الذي يرمز إلى دخول العلاقات الصينية الإفريقية لمرحلة جديدة من التعاون في بناء مجتمع المستقبل المشترك الرفيع المستوى. كما اتضحت ملامح جديدة لبناء مجتمعات المستقبل المشترك على الصعيد الإقليمي بين الصين والدول العربية وبين الصين ودول أمريكا اللاتينية وبين الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ.    
صادف العام الماضي الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية المطروحة من قبل الرئيس شي جينبينغ. أحرز الكفاح إنجازات كثيرة في العقد الماضي. وقد تطور بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مفهوم ورؤية إلى منظومة علمية، وتوسع من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من أفق جميل إلى ممارسات وافرة، وتم إدراجه في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة للسنوات السبع المتتالية، كما توسع وامتد إلى كافة المناطق والمجالات، وأصبح راية مشرقة تقود تقدم العصر.
إن النقطة البارزة الثالثة هي انعقاد منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي بنجاح، وذلك دفع بدخول التعاون في بناء "الحزام والطريق" إلى مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة.
صادف عام 2023 الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة التعاون في بناء "الحزام والطريق" المطروحة من قبل الرئيس شي جينبينغ. على مدى العقد الماضي، امتدت هذه المبادرة من القارة الأوراسية إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتوسعت من الترابط البنيوي إلى الترابط الناعم والترابط بين القلوب، مما شكل أوسع منصة نطاقا وأكبرها حجما في العالم للتعاون الدولي، وجعلها طريق التعاون والفرصة والازدهار للدول المشاركة فيها لتحقيق التنمية.
في شهر أكتوبر الماضي الذي صاحبه الخريف الذهبي، انعقدت الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي في بيجينغ، التي تعتبر أهم فعالية دبلوماسية استضافتها الصين في عام 2023، حيث ألقى الرئيس شي جينبينغ الكلمة الرئيسية، ولخص فيها خبرات النجاح من الإنجازات المحرزة في العقد الماضي، وطرح الأعمال الثمانية التي تجسد إحساس الصين بالمسؤولية، وأعلن عن دخول التعاون في بناء "الحزام والطريق" إلى مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة، ودعا كافة الدول إلى بذل الجهود المشتركة لتحقيق التحديث في العالم. شارك في المنتدى أكثر من عشرة آلاف ممثل من 151 دولة و41 منظمة دولية حاملين التطلعات إلى الصداقة والتعاون والتنمية، وعادوا بالرضا حاملين قائمة تحتوي على 458 نتيجة مهمة واتفاقيات التعاون البالغة قيمتها 97.2 مليار دولار أمريكي. المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه. إن التعاون في بناء "الحزام والطريق" سيوفر ديناميكية لا تنضب للدفع بنمو الاقتصاد العالمي وتحفيز التنمية المشتركة العالمية.    
إن النقطة البارزة الرابعة هي توسيع عضوية آلية البريكس بشكل تاريخي، وذلك بلور قوة جديدة للتضامن والتعاون بين الدول النامية.
تتمسك دول البريكس بروح الانفتاح والاحتضان والتعاون والكسب المشترك، وتعمل على تعزيز النمو العالمي واستكمال الحوكمة العالمية، مما أظهر حيويتها وجاذبيتها القوية، فطالبت عشرات الدول النامية بالانضمام إليها رسميا.
خلال تولي الصين الرئاسة الدورية لدول البريكس في عام 2022، طرح الرئيس شي جينبينغ أنه على دول البريكس أن تفتح بوابتها للسعي وراء التنمية وتفتح صدرها  لتعزيز التعاون، داعيا إلى ضم أعضاء جديدة وحشد قوة جديدة. اتفقت جميع الأطراف على إطلاق عملية توسيع العضوية على ضوء تولي الصين الرئاسة الدورية لدول البريكس. بعد تحضيرات وتشاورات لمدة عام، اتخذ قادة الدول الخمس في قمة جوهانسبرغ عام 2023 قرارا سياسيا يقضي بضم أعضاء جديدة للأسرة الكبيرة للبريكس بشكل رسمي.    
إن توسيع العضوية هذه المرة جاء بمثابة معلم فارق لتطور آلية البريكس، وفتح العصر الجديد لتقوية الذات لـ"الجنوب العالمي" من خلال التضامن. وستدفع "البريكس الكبيرة" بعد توسيع عضويتها بقوة أكبر بتطور منظومة الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة وإنصافا، وسترفع بقوة أكبر التمثيل والأصوات لـ"الجنوب العالمي" في الشؤون الدولية.
إن النقطة البارزة الخامسة هي انعقاد قمة الصين - آسيا الوسطى بنجاح، وذلك أنشأ منصة إقليمية جديدة متسمة بحسن الجوار والتعاون.
تعد الصين ودول آسيا الوسطى الخمس دوما بلدانا متجاورة صديقة تربطها الجبال والمياه، وإن الصين أكثر دولة حرصا على تحقيق الاستقرار والازدهار والتناغم والترابط في آسيا الوسطى. في اللحظة الحاسمة التي مرّ بها الوضع الدولي، اجتمع الرئيس شي جينبينغ مع قادة دول آسيا الوسطى الخمس في العاصمة القديمة شيآن، وعقدوا القمة الأولى للصين - آسيا الوسطى من نقطة الانطلاق هذه لطريق الحرير القديم، الأمر الذي يكتسب دلالات تاريخية وواقعية هامة.
أوضح الرئيس شي جينبينغ بشكل شامل في هذه القمة السياسة الخارجية الصينية تجاه آسيا الوسطى، وقرّر مع قادة الدول الخمس بناء مجتمع مستقبل مشترك أوثق بين الصين وآسيا الوسطى، وإقامة آلية القمة بين الصين ودول آسيا الوسطى رسميا، وإنشاء الأمانة العامة الدائمة لآلية الصين - آسيا الوسطى. وتوّجت القمة بالتوقيع على سلسلة من الوثائق الثنائية والمتعددة الأطراف، ورسم خطة التعاون في كافة المجالات، والتوصل إلى توافقات حول إقامة علاقات الشراكة بين الصين وآسيا الوسطى لتنمية الطاقة ودعم بناء ممر النقل الدولي العابر لبحر قزوين وغيرهما من التعاون الهام.
أسهمت هذه القمة التاريخية في إكمال بناء المنصة والتخطيط الشامل للتعاون بين الصين وآسيا الوسطى، وفتح مسار جديد للرقي، وستصبح حتما علامة فارقة جديدة في مسيرة العلاقات بين الصين وآسيا الوسطى. إن التعاون بين الجانبين الذي يقوم على أساس المساواة والاحترام والانفتاح والتسامح والدعم المتبادل، أضفى طاقة إيجابية وعناصر مستقرة على المنطقة حتى العالم.
إن النقطة البارزة السادسة هي الدفع بتحقيق المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران، وذلك نصب نموذجا جديدا لحل القضايا الساخنة سياسيا.
أجرى الرئيس شي جينبينغ تواصلا معمقا مع قيادتي السعودية وإيران، مما دفع البلدين لتجاوز الكراهية وتقريب المسافة بينهما. وبفضل الدعم الصيني القوي، توصّلت الأطراف الثلاثة إلى "اتفاق بيجينغ"، حيث أعلنت السعودية وإيران عن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وتلت ذلك "موجة المصالحة" في منطقة الشرق الأوسط. نرى بارتياح أن سورية عادت إلى أسرة جامعة الدول العربية، مع استئناف أو تطبيع العلاقات بين قطر وبين البحرين والإمارات، وبين سورية وبين تونس والسعودية، وبين إيران والسودان، وبين تركيا ومصر، وأن مصير الشرق الأوسط آخذ في العودة إلى يد شعوبها.
تعد المصالحة بين السعودية وإيران نصرا هاما للحوار والسلام، وجاءت بمثابة ممارسة مفيدة في حل القضايا الساخنة بالطرق ذات الخصائص الصينية. ظلت الصين وسيطا إيجابيا موثوقا به ذا نية صادقة، ولم تدمن يوما في استخدام القوة أو تسع إلى المصالح الجيوسياسية الأنانية أو تفرض إرادتها على الآخرين، وظلت تدعم شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، وتدعم دول الشرق الأوسط لتسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور. أود التأكيد على أن الصين ستظل دولة تعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتجري التعاون من أجل التنمية والازدهار، وتدعم التضامن والتقوية الذاتية، وتقدم مساهمة أكثر في تحقيق المصالحة والسلام والتناغم في المنطقة.     
سجّلت هذه النقاط البارزة الست لحظات رائعة للدبلوماسية الصينية، وكتبت فصلا جديدا للتعاون والكسب المشترك مع العالم، وجسدت الخصائص والأساليب والأنماط الصينية المميزة، وعكست التأثيرات الدولية والريادة الإبداعية والجاذبية الأخلاقية المتنامية للصين في العصر الجديد.          
أيها الأصدقاء،
في العام الماضي، ظلت الدبلوماسية الصينية تقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ وإلى جانب تقدم العصر في القضايا الهامة التي تتعلق بمستقبل ومصير البشرية وباتجاه تنمية العالم، واتخذت قرارات تصمد أمام اختبار الممارسة والزمن.
أولا، اخترنا التعاون بكل الحزم بدلا من المواجهة. بما أن العلاقات بين الدول الكبرى لأمر يتعلق بالاستقرار للمعادلة العالمية، فيرى الجانب الصيني دائما ضرورة التحلي بالصدر الرحب والإحساس بالمسؤولية بالنسبة للدول الكبرى. لذلك، يعمل الجانب الصيني دوما على زيادة المصالح المشتركة، ويعارض بوضوح المنافسة والمواجهة بين الدول الكبرى، ويعزز بثبات التفاعلات الإيجابية فيما بينها.
نواصل تعميق التنسيق الاستراتيجي الشامل بين الصين وروسيا، ونساهم في تحقيق التنمية والنهضة لكلا البلدين، وندعم توجه العالم نحو تعددية الأقطاب، وندفع بدمقرطة العلاقات الدولية. كانت روسيا المحطة الأولى لزيارة الرئيس شي جينبينغ في العام الماضي، وهو عقد لقاءين مع الرئيس بوتين خلال العام الماضي، حيث قام الرئيسان بتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، وتعميق التعاون العملي في كافة المجالات، والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي بدرجة عالية من ثقتهما المتبادلة وإرشادهما الاستراتيجي.    
لقد مضت عشرون سنة منذ إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأوروبا. خلال العام المنصرم، أجرى الرئيس شي جينبينغ التواصل العميق لعدة مرات مع قادة الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وكذلك قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وأحرزت الحوارات الرفيعة المستوى في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية والخضراء والرقمية نتائج مثمرة. إن  العلاقات الصينية الأوروبية لا تستهدف أي طرف ثالث، ولا تتبعه، ولا تتقيد به. ليس هناك مجال للمواجهة بين المعسكرات و"الحرب الباردة الجديدة" طالما تتحد الصين وأوروبا. عادت العلاقات بين الصين وأستراليا إلى مسارها الصحيح، وانطلقت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين من جديد، مما أظهر دورة إيجابية للنمو السليم والمستقر. أكدت القيادتان الصينية واليابانية على تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتبادلة المنفعة على نحو شامل، وحرصهما على معالجة المشاكل القائمة بشكل ملائم، وإقامة العلاقات الصينية اليابانية البناءة والمستقرة التي تتماشى مع متطلبات العصر الجديد.
إن كيفية تعامل الصين والولايات المتحدة مع بعضهما البعض لأمر يهم مستقبل البشرية والكرة الأرضية. كانت العلاقات الصينية الأمريكية تواجه صعوبات خطيرة في مطلع العام الماضي، وأبدى الجانب الصيني موقفه الجدي والثابت، وطالب الجانب الأمريكي بتصحيح الفهم الخاطئ تجاه الصين والعودة إلى السياسة العقلانية والعملية تجاه الصين. وتمت إعادة بناء التواصل والحوار بين الجانبين بعد بذل الجهود الشاقة، وتوقفت العلاقات الثنائية عن التدهور وبدأت تتجه نحو الاستقرار. عقد الرئيس شي جينبينغ لقاء تاريخيا مع نظيره الأمريكي بايدن تلبية لدعوة الأخير في سان فرانسيسكو في نوفمبر الماضي، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر على نحو صريح ومعمق حول القضايا ذات الطابع الاستراتيجي والمتعلقة بالوضع العام والاتجاه في العلاقات الصينية الأمريكية. أشار الرئيس شي جينبينغ بشكل معمق إلى أنه من المستحيل قطع التعامل بين الصين والولايات المتحدة، ومن غير الواقعي أن تغير إحداهما الأخرى، ولا تتحمل أي واحدة منهما عواقب التصادم والمواجهة، والطريق الصحيح هو الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك. ومن جانبه أكد الرئيس بايدن مجددا على التعهدات الخمسة التي قطعها خلال لقاء جزيرة بالي، مشددا أن الولايات المتحدة مسرورة بتنمية الصين ورخائها، ولا تسعى إلى قمع واحتواء تنمية الصين، ولا تسعى إلى فك الارتباط مع الصين، ولا تدعم "استقلال تايوان". توصل الجانبان إلى أكثر من عشرين نتيجة وتوافقا، واستأنفا وأقاما حزمة من الآليات للحوار والتواصل، مما شكل "رؤية سان فرانسيسكو" نحو المستقبل.    
ثانيا، اخترنا التضامن بكل الحزم بدلا من الانقسام. إن أكبر قلق بالنسبة للمجتمع الدولي الآن هو ما إذا كانت البشرية ستتجه نحو الانقسام، وما إذا كان العالم سيشهد حربا باردة جديدة. أعطى الرئيس شي جينبينغ الجواب الصيني: "التضامن هو القوة، والثقة أغلى من الذهب". نعارض بحزم تكوين الدوائر الجيوسياسية الضيقة والتكتلات الضيقة التي تضر بالاستقرار، ونعمل دوما على إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية، وعلى توطيد وتوسيع شبكة الشراكات العالمية.
بمناسبة الذكرى العاشرة لطرح مفهوم الحميمية والصدق والترابح والتسامح، دعا الرئيس شي جينبينغ إلى مواصلة تكريس القيم الآسيوية التي تتمثل في السلام والتعاون والتسامح والتمازج، وفتح أفق جديد لديار آسيا يتسم بالسلام والأمان والازدهار والجمال والصداقة والتعايش. أحرز التعاون بين الصين وإندونيسيا ثمارا مميزة بما فيها تدشين وتشغيل السكك الحديدية الفائقة السرعة بين جاكرتا وباندونغ، وتمت ترقية مستوى العلاقات بين الصين وسينغافورة إلى علاقات الشراكة الاستشرافية الشاملة الأبعاد والعالية الجودة، ويتقدم تعاون لانتسانغ-ميكونغ بخطوات ملموسة وبشكل متسارع، وتتوثق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وآسيان يوما بعد يوم، وأصبحت في طليعة دول العالم. أصدرنا لأول مرة "نظرة على السياسة الخارجية الصينية تجاه الدول المجاورة في العصر الجديد" لتجسيد إيماننا وعزيمتنا للعمل مع الدول المجاورة على صيانة الأمن والأمان الإقليميين في وجه التغيرات والتقلبات وبناء الأرض الخصبة للتنمية في ظل الأزمات والتحديات.    
نتضامن بحزم مع "الجنوب العالمي"، ونشارك الدول النامية الغفيرة في السراء والضراء. إذ قام الرئيس شي جينبينغ بزيارة إفريقيا باعتبارها الأرض الخصبة مرة أخرى بعد خمس سنوات وترأس اجتماع الحوار بين قادة الصين والدول الإفريقية، مما رسم الخطوط العريضة الجديدة للتعاون الصيني الإفريقي. نواصل رفع مستوى الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية، ونكثف الجهود لتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى والقمة الصينية الخليجية الأولى. واستقبلنا أكثر من 10 قادة للدول الأمريكا لاتينية بنجاح، وحضرنا قمة هافانا لـ"مجموعة الـ77 والصين"، الأمر الذي أسهم في رفع جودة العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية والارتقاء بمستواها بشكل متسارع.
لدينا ثقة أكبر بمستقبل العالم وأمل أكبر لتضامن البشرية لما شهدناه من  نهضة الدول الآسيوية والإفريقية والأمريكا لاتينية والصعود الجماعي للدول النامية والجولة الجديدة لصحوة "الجنوب العالمي". لا يجوز أن يكون التحديث ملكية خاصة لحفنة من الدول والشعوب، بل لجميع الدول والشعوب. تحدونا ثقة تامة بأنه سيتم تجاوز كافة الصعوبات وتحقيق طموح التحديث في العالم حتما، طالما تتخلى دول العالم عن الخلافات وتتضامن وتتعاون مع بعضها البعض.
ثالثا، اخترنا الانفتاح بكل الحزم بدلا من الانغلاق.نشهد الآن التعافي الضعيف للاقتصاد العالمي وتصاعد نزعة الحمائية وتفشي تيارات التسييس المفرط والاستغلال المفرط لمفهوم الأمن وتعاقب الادعاءات مثل "بناء الفناء الصغير المحاط بالجدران العالية" و"فك الارتباط وقطع السلاسل" و"التقليل من المخاطر"، لكن كل هذه التصرفات تعاكس تيار العصر، فهي لا تعرقل التنمية الذاتية فحسب، بل تضعف الديناميكية العالمية بشدة أيضا. يرى الجانب الصيني أن عملية العولمة لا رجعة فيها، ومن المستحيل أن يرجع بحر الاقتصاد العالمي إلى بحيرات منعزلة. ولا يمكن التغلب على التحديات إلا من خلال توسيع الانفتاح، ولا يمكن تحقيق التنمية  المستدامة إلا من خلال تعزيز التعاون.    
خلال العام المنصرم، عملنا على إنشاء منصات مختلفة للانفتاح. إذ تم استئناف إقامة المعارض الرئيسية بشكل حضوري بما فيها معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات والمعرض الصيني لسلع الواردات والصادرات بمدينة قوانغتشو، بغية تقاسم الفرص التنموية للصين مع جميع الدول. بذلنا قصارى الجهد لتعزيز حماية رؤوس الأموال الأجنبية والملكية الفكرية، والإسراع في خلق بيئة تجارية تتماشى مع قواعد السوق وسيادة القانون والمعايير الدولية. ونستمر في زيادة الاستثمار في الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، وتوسيع التعاون معها في مجالات البنية التحتية والقطاعات والتجارة والاقتصاد والابتكار العلمي والتكنولوجي، مما خلق المزيد من فرص العمل والعائدات لهذه الدول. ونستمر في تسهيل تنقل الأفراد الصينيين والأجانب، إذ قمنا بإعفاء التأشيرة عن حاملي جوازات السفر لدول عديدة بشكل أحادي الجانب، وتبسيط إجراءات طلب التأشيرة الصينية، وزيادة عدد الرحلات الدولية، مما قدم المزيد من التسهيلات للسياح الأجانب. تعمل الصين حاليا على توسيع باب الانفتاح على الخارج أكبر فأكبر بخطوات ملموسة.   
رابعا، اخترنا السلام بكل الحزم بدلا من الحرب. منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، طرح الرئيس شي جينبينغ "الضرورات الأربع" و"الجهود المشتركة في أربعة مجالات" و"الأفكار ذات النقاط الثلاث" تباعا، وأجرى شخصيا تواصلات معمقة مع قادة الدول والمؤسسات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة في العام الماضي، حيث أشار بكل وضوح إلى أن الصين تدعم دفع مفاوضات السلام بثبات ولن تقوم بتأجيج النار لكسب أي مصلحة مخفية. أصدرنا ورقة "الموقف الصيني من حل الأزمة الأوكرانية سياسيا"، وبعثنا المبعوث الخاص للحكومة الصينية لإجراء التواصل الواسع النطاق مع الأطراف المعنية، وتبنينا موقفا واضحا يدعو إلى احترام سيادة الدول ونبذ عقلية الحرب الباردة، وبذلنا جهودا حثيثة لدفع استئناف مفاوضات السلام وإحلال السلام، بما يهيئ ظروفا لوقف القتال وإطلاق مفاوضات السلام.
يهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الوضع العام لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها. قد أوضح الرئيس شي جينبينغ الموقف الصيني لعدة مرات، داعيا إلى أن الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار وإنهاء القتال ومنع اتساع رقعة الصراع وحماية المدنيية بخطوات ملموسة وتعزيز المساعدات الإنسانية، مؤكدا على أن المخرج الأساسي يكمن في تنفيذ "حل الدولتين" وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. كنا نتضامن مع الدول العربية والإسلامية لدفع عقد الاجتماع الرفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، وأرسلنا المبعوث الخاص لبذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام، مع تعزيز المساعدات الإنسانية لمد يد العون إلى سكان قطاع غزة الذين يمرون بالمحن. وخلال فترة رئاستنا الدورية لمجلس الأمن الدولي، نجحنا في دفع المجلس لتمرير أول قرار منذ اندلاع الصراع، وأصدرنا "ورقة موقف الصين عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، الأمر الذي نال تقديرا عاليا من المجتمع الدولي.
ندعم أفغانستان لبناء نظام سياسي شامل وممارسة حكم معتدل وإعادة الإعمار السلمي. وقمنا بالوساطة للصراع في شمال ميانمار لتحويله نحو المصالحة، وحافظنا بثبات على السلام والاستقرار في المنطقة الحدودية. وبذلنا جهودا دؤوبة لحل الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية وملف إيران النووي سياسيا، وأصبحنا قوة بناءة لا يستغنى عنها لصيانة السلام والأمان في العالم.
خامسا، اخترنا تعددية الأطراف بكل الحزم بدلا من أحادية الجانب.يشهد العالم اليوم التشابك بين النزاعات القديمة والجديدة وتنامي نزعة أحادية الجانب من جديد وتصاعد نظرية "بلدنا أولا"، وما زال عجز الحوكمة والثقة لدى المجتمع الدولي مستمرا في الزيادة بدون انحسار. يرى الجانب الصنيي دائما أنه من الضروري الاعتماد على الحوكمة العالمية لمواجهة التحديات العالمية. تلتزم الصين بتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، وتدعم بثبات المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، وتتمسك بقواعد العلاقات الدولية التي تقوم على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتلتزم بمفهوم التشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وتوفر المنافع العامة الدولية بنشاط، وتدفع المجتمع الدولي للعمل على تحقيق التنمية وتثبيت الأمن والنهوض بالحضارة بشكل مشترك.
في العام المنصرم، عملنا على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية. قد انضمت أكثر من 70 دولة إلى "مجموعة الأصدقاء" لمبادرة التنمية العالمية، وتم إطلاق أكثر من 200 مشروع تعاون معني، وبدأ تشغيل صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب الذي تبلغ قيمته 4 مليارات دولار أمريكي، وبدأ بناء الشبكة لمركز تعزيز التنمية العالمية على نحو شامل. في وجه ازدياد آثار تغير المناخ، لعبت الصين دورا إيجابيا في دفع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لإقرار "اتفاق الإمارات"، بما يساعد الدول النامية على بناء قدرتها.    
في العام المنصرم، يتزايد تأثير مبادرة الأمن العالمي يوما بعد يوم، فهي حظيت بدعم من قبل أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، وتم إدراجها في عديد من الوثائق الثنائية والمتعددة الأطراف، وحددت "الوثيقة المفاهيمية لمبادرة الأمن العالمي" 20 مجالا ذا الأولوية للتعاون الأمني الدولي، ويترسخ مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام في قلوب الناس يوما بعد يوم، وتم تبلور التوافقات للتعاون في منتدى شيانغشان ببيجينغ ومنتدى التعاون العالمي في مجال الأمن العام (ليانيونقانغ). كما طرحنا "مبادرة الحوكمة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي"، بغية العمل سويا على دفع التطور الآمن للذكاء الاصطناعي.
في العام المنصرم، تحولت مبادرة الحضارة العالمية من رؤية إلى ممارسة، حيث تم إنشاء مركز الاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية واليونانية في جامعة أثينا، وانعقد المؤتمر الدولي تحت عنوان "فهم الصين" و"منتدى ليانغتشو" بنجاح، وتواصلت وتنافعت الحضارة الصينية من خلالها مع الحضارات المختفلة ليكمل بعضها البعض، الأمر الذي يسجل صفحات جديدة ومتنوعة للحضارات العالمية باستمرار.
سادسا، اخترنا العدالة بكل الحزم بدلا من سياسة القوة. لم ينعم العالم اليوم بالسلام والأمان، وتصرفات سياسة القوة والتنمر لها أضرار جسيمة. إن الصين كدولة كبيرة مسؤولة، ظلت تلتزم بالعدالة والإنصاف. نرفض قطعا نزعة الهيمنة وسياسة القوة، ونقاطع بحزم ما قامت به فرادى الدول من احتكار الشؤون الدولية، ونطالب بزيادة تمثيل الدول النامية وأصواتها في منظومة الحوكمة الدولية، وندعم إعطاء الأولوية لتصحيح الظلم التاريخي المفروض على الدول الإفريقية، ونحث على رفع كافة العقوبات المفروضة الأحادية الجانب وغير المشروعة، ونحافظ بثبات على المصالح المشتركة والمشروعة للدول النامية، وندفع بتطور النظام الدولي نحو اتجاه أكثر عدالة ومعقولية.    
إن عدم الخوف من سياسة القوة والدفاع عن العدالة يتمثل بطبيعة الحال في صيانة السيادة الوطنية وكرامة الأمة وسلامة الأراضي للصين. قمنا بنضال حازم وقوي في وجه التدخلات والاستفزازات الخارجية، واتخذنا إجراءات مضادة مشروعة ومعقولة ضد تصرفات الاحتواء غير المبررة. وجد مبدأ الصين الواحدة إقبالا أكثر ترسخا لدى المجتمع الدولي، وتكون عزيمة الشعب الصيني البالغ عددهم مليار و400 مليون على دفع عملية إعادة توحيد الوطن ثابتة كصخر. لا يتوهم أي شخص أو أي قوى تحدي الإرادة الفولاذية للشعب الصيني، أو محاولة المساس بالمصالح الجوهرية الصينية.         
أيها الأصدقاء،
إن الدبلوماسية الصينية هي دبلوماسية للشعب، وتمثل خدمة الشعب الغاية الأصلية والرسالة التي نتذكرها دائما في قلوبنا. مع دخول أعمال الوقاية والسيطرة على جائحة فيروس كورونا المستجد إلى مرحلة جديدة في العام الماضي، خرج عددمتزايد من أبناء الشعب الصيني من بوابة الوطن وسافروا إلى الدول الأخرى في العالم، وبرفقتهم الحماية والخدمات الدبلوماسية والقنصلية عن كثب. في عام 2023، بدأنا تنفيذ "لائحة الحماية والمساعدة القنصلية"، وأطلقنا البرنامج الصغير "القنصلية الصينية"، وتلقى الخط الساخن 12308 530 ألف اتصال هاتفي لطلب المساعدة، وتم التعامل مع أكثر من 80 ألف قضية بكافة أنواعها، وهو قدم خدمات للمواطنين خارج البلاد على مدار الساعة وبدون فرق التوقيت. وقمنا بإجلاء آلاف المواطنين الصينيين من مواقع الحروب في أنحاء العالم، مما مهد طريق العودة لهم إلى الوطن الأم من جديد مهما كانت المسافة. سيقف الوطن الأم وراءكم دائما وتكون السفارات والقنصليات بيوتكم خارج البلاد أينما كنتم.    
 في العام الماضي، لم تنس الدبلوماسية الصينية أننا ما زلنا أكبر دولة نامية، وما زال تحقيق التنمية الأكثر كفاية وتوازنا الرغبة الأكثر إلحاحا لدى جماهير الشعب. نبادر في متابعة الأعمال الرئيسية للحزب والدولة، ونسعى إلى تهيئة ظروف مواتية للتنمية والبناء داخل البلاد، وبناء الجسور لتعزيز التعاون الدولي، وبذل جهود دؤوبة لزيادة رفاهية الشعب.   
أيها الأصدقاء،
انعقد المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية بنجاح في بيجينغ قبل أسبوع، الذي يعد بمثابة معلم فارق، حيث ألقى الأمين العام شي جينبينغ كلمة مهمة لخص بشكل شامل فيها الإنجازات التاريخية في النواحي العشر التي حققتها دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، ولخص بشكل منهجي التجارب القيمة بالنقاط الست، وأوضح على نحو معمق البيئة الدولية التي تواجه الشؤون الخارجية والرسالة التاريخية على عاتقها في المسيرة الجديدة، كما وضع تخطيطا شاملا للشؤون الخارجية في الفترة المقبلة. إن نتيجة مهمة للمؤتمر هي التأكد من إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية كالخط الرئيسي للعمل الدبلوماسي، مما حدد هدفا ساميا لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ورفع راية مجيدة لتطور وتقدم المجتمع البشري. أشار المؤتمر إلى ضرورة الاسترشاد بفكر شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وخاصة فكر شي جينبينغ حول الدبلوماسية، وفتح أفق جديد للدبلوماسية الصينية نظريا وعمليا وتكوين المعادلة الجديدة للعلاقات بين بلادنا والعالم بإحساس أقوى بالمسؤولية التاريخية وروح إبداع أكثر حيوية، بما يرتقي بالتأثير الدولي لبلادنا وجاذبيتها وقدرتها على تشكيل معادلة إلى مستوى جديد.    
أيها الأصدقاء،
يصادف هذا العام الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، كما هو عام حاسم لتحقيق الأهداف والمهام الواردة في "الخطة الخماسية الـ14". أشار الرئيس شي جينبينغ بكل وضوح في المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية أن دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية دخلت مرحلة جديدة يمكن تحقيق المزيد من الإنجازات فيها. سنركز جهودنا على إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية كالخط الرئيسي لخدمة التحديث الصيني النمط على نحو شامل باعتباره أهم المهام السياسية في العصر الجديد، وسنعمل على الابداع مع الالتزام بالمبادئ الأساسية ووضع الوضع العام في حسباننا، بما يخلق مشهدا جديدا لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية بشكل مستمر.
سنتمسك دوما بالثقة بالنفس والاستقلالية للوفاء بالالتزامات المطلوبة للدولة الكبيرة المسؤولة.ينبغي وضع تنمية البلاد ونهضتها على أساس قوتنا، والتحكم في مستقبل ومصير الشعب الصيني بأيدينا. وعلينا أن نقدم مساهمات مطلوبة في تقدم البشرية بالحكمة الشرقية، انطلاقا من امتداد الحضارة الصينية وابتكارها ووحدتها وتسامحها وسلميتها. وعلينا أن نلعب دور الريادة الاستراتيجية للدبلوماسية على مستوى القمة، ونبذل قصارى الجهد لاستضافة منتدى التعاون الصيني الإفريقي ومنتدى بوآو الآسيوي ومعرض الصين الدولي للاستيراد ومنتدى العمل الدولي من أجل التنمية المشتركة وغيرها من الفعاليات التي ستقام في الصين، بما يظهر أسلوبا فريدا لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية. علينا أن نأخذ في اعتبارنا الوضع الداخلي والدولي ونحافظ بكل حزم على سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية، ونعمل على تهيئة بيئة خارجية صالحة لإقامة المعادلة الجديدة للتنمية وتحقيق التنمية العالية الجودة. وعلينا أن نتحمل المسؤولية المطلوبة في القضايا الهامة التي تتعلق بالتضامن والتعاون والحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية الغفيرة، ونؤكد على مواقفنا الواضحة في القضايا الهامة التي تتعلق بمستقبل ومصير البشرية واتجاه تطور العالم، بما يحدد الاتجاه الصحيح لتقدم التاريخ.    
سنتمسك دوما بالانفتاح والتسامح لتوطيد وتوسيع شبكة الشراكة العالمية. علينا أن ننفذ التوافقات بين الرئيسين الصيني والأمريكي في لقائهما في سان فرانسيسكو، ونستكشف الطريقة الصحيحة للتعامل بين الدولتين الكبيرتين. وعلينا أن نعمق الثقة الاستراتيجية المتبادلة والتعاون المتبادل المنفعة بين الصين وروسيا، بما يرسخ علاقات شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في العصر الجديد. علينا أن نعمل على توثيق التبادل الرفيع المستوى والتواصل الاستراتيجي بين الصين وأوروبا، بما يدفع تطور العلاقات الصينية الأوروبية بشكل مستقر ومستدام. علينا أن نتمسك بمفهوم الحميمية والصدق والترابح والتسامح وسياسة  الصداقة والشراكة مع الجيران في العلاقات مع الدول المجاورة، بما يعزز الصداقة والثقة المتبادلة وتلاحم المصالح مع الدول المجاورة. علينا أن نتمسك بمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق والفهم الصحيح للمسؤولية الأخلاقية والمصلحة، ونتقدم يدا بيد مع الدول النامية، لتحقيق النهضة مع دول البريكس من خلال التضامن، وندفع بإقامة نمط جديد من العلاقات الدولية على ضوء الذكرى الـ70 لطرح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. وعلينا أن نعمل على تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية وإعلاء القيم المشتركة للبشرية جمعاء، والدفع بالتواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، وتعزيز التفاهم والتقارب بين شعوب العالم، وندفع سويا بتطور وتقدم الحضارة البشرية.    
سنتمسك دوما بالإنصاف والعدالة، وندعو إلى بناء تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام.سنعمل على تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، ودفع دمقرطة العلاقات الدولية. ويتعين التمسك بالمساواة بين كافة الدول مهما كان حجمها، ولكل دولة مكانتها في المنظومة العالمية المتعددة الأقطاب، وتقدر على لعب دورها المطلوب. على جميع الدول أن تبذل  جهودا مشتركة للحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والدفاع عن ما يعترف به الجميع من القواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، والمشاركة في إصلاح وبناء منظومة الحوكمة العالمية. سننفذ مبادرة الأمن العالمي على نحو شامل، ونتمسك بالعدالة والإنصاف، ونبذل جهودا حميدة لدفع المفاوضات، ونشارك بشكل بناء في تسوية القضايا الساخنة على الصعيدين الدولي والإقليمي بما فيها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة الأوكرانية. وسنطرح مزيدا من الحلول الصينية، ونساهم بمزيد من الحكمة الصينية، ونوفر مزيدا من المنافع العامة التي تخدم السلام والتنمية في العالم.
سنتمسك دوما بالتعاون والكسب المشترك، ونعمل على دفع العولمة الاقتصادية المتسمة بالنفع للجميع والاحتضان. سنعارض بشكل قاطع نزعة الأحادية والحمائية و"ظاهرة معاكسة للعولمة" بكافة أشكالها، ونواصل تعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، ونركز الجهود على حل المعضلات الهيكلية التي تعرقل التطور السليم للاقتصاد العالمي، بما يحافظ على الاستقرار والانسياب لسلاسل الصناعة والإمداد العالمية. وسندفع بتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، ونزيد من الاستثمارات في التعاون الإنمائي العالمي، ونساعد الدول النامية الغفيرة على رفع قدرتها على التنمية الذاتية، ونعمل سويا على تكبير "الكعكة" للعولمة الاقتصادية وتوزيعها بشكل منصف، وتحقيق تنمية كافية ومتوازنة في آن واحد، ودفع تطور العولمة نحو اتجاه أكثر انفتاحا واحتضانا وتوازنا ونفعا للجميع، بما يمكّن شعوب العالم من سلك طريق ممهد للتحديث بشكل مشترك. وسننفذ مخرجات الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي على نحو شامل، ونعمل على رفع جودة التعاون وتوسيع مجالات التعاون، وإطلاق مرحلة جديدة للتشارك في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، بما يوفر فرصا جديدة للعالم من خلال التنمية الجديدة في الصين.    
أيها الأصدقاء،
إن مستقبل البشرية واعد، لكن الطريق المؤدي إليه متعرج. إن العمل يدا بيد على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يتطلب تثبيت الثقة والعزيمة، ويتطلب الرؤية الثاقبة والصدر الرحب، ويتطلب بشكل أكثر التحركات والاضطلاع بالمسؤولية. ستواصل الدبلوماسية الصينية، تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ، ربط التنمية الصينية بالتنمية العالمية، وربط مصلحة الشعب الصيني بمصالح شعوب العالم، وتعمل سويا مع كافة الدول على تحمل مسؤولية العصر برؤية أوسع وتحركات أكثر نشاطا، لمواجهة التحديات يدا بيد، ودفع العالم نحو مستقبل أجمل وأكثر إشراقا!
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads