يوميات مراسل حرب مخاض في القبر
الخميس 15/أغسطس/2024 - 11:33 ص
مي ياقوت
طباعة
لم تنم "جمانة ابو القمصان" ليلتها الاولى في القبر
كانت متعبة من مخاض عسير
وتوأميها يبكيان ينشدان حليبها
ويدها مبتورة
لم تستطع ان تلقمهما صدرها…
استمر البكاء حتى ازعج حارس المقبرة فغنى لهما بصوت متحشرج أغنية الحمام ، على قارعه الطريق جلس زوجها لم يجف مئين عينيه فملامحه الغارقه في دموع بالكاد تظهرها تجعلك تدرك معنى قهر الرجال ، يديه المرتعشه الممسكه بشهاده ميلاد توأميه اللذين كانت حياتهما ماهي الا ساعات قلائل ، ولدوا في ظروف صعبه ، ام جاءها المخاض في اجواء حرب ضروس مع عدو لايرحم، لتلدهما وسط فرحة مغلفه بالقلق ليلا ، يلثمهما فم ابيهما المشتاق بعد سنوات من الانتظار يشتاق للنهار ليسجلهما على اسمه في شهاده ميلاد فلسطينيه ليعلنهما للعالم ويركد هويتهما التي يحاول عدو غاشم طمسها الا ان شعبا وتاريخا ومقاومه يأبون عليه ، ذهب في اول ساعات النهار ليعود على اصوات النواح ، فرك عينيه ليتأكد انه قصد شارعه ، نعم انه منزله، ذاك الركام بيته، وتحت هذه الاطلال عائلته ونسله وحلمه ، لم يكن يسمع سوى دعوات بثبات عقله ، اما هو الان فجالس بالقرب من قبر ثلاثتهم ينعيهم ويتوعد