قال نائب وزير الخارجية البيلاروسي سيرجي لوكاشيفيتش فى تصريحات صحفية له إن منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس هما الهيكلان الأكثر أهمية في النظام العالمي المتعدد الأقطاب الناشئ. في 15 يناير، وافق الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على استراتيجيات تهدف إلى توجيه مشاركة بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس.

وقال سيرجي لوكاشيفيتش: "في عام 2024، أصبحت جمهورية بيلاروسيا عضوًا كامل العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون واكتسبت وضع شريك دولة في مجموعة البريكس. وهما الهيكلان الأكثر أهمية في النظام العالمي المتعدد الأقطاب الناشئ، وهو مجتمع من الدول ذات التفكير المماثل، والتي توحدها الفهم المشترك للعمليات العالمية وهي مستعدة لإظهار إمكانيات ومزايا التعاون المتساوي دون إملاءات الغرب من خلال الأفعال الملموسة ومثالها الخاص".

وأشار النائب الأول لوزير الخارجية إلى أن "مثل هذه القرارات الجادة بشأن الموقف الدولي للبلاد لم تُتخذ قط في بيلاروسيا. وكانت الخطوة المنطقية التالية هي إعداد وثيقتين أساسيتين تحددان المهام والاتجاهات المفاهيمية لعمل بلادنا في هذه المنظمات الدولية المحترمة: استراتيجية مشاركة بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون واستراتيجية الإجراءات لتنفيذ السياسة الخارجية لبيلاروسيا في إطار المشاركة في عمل مجموعة البريكس".

المهام الرئيسية لمشاركة بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون

صرح سيرجي لوكاشيفيتش أن بيلاروسيا تنظر إلى منظمة شنغهاي للتعاون كمنظمة إقليمية تسهل إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب عادل ومستقر قائم على مبادئ القانون الدولي المعترف بها عالميًا. تنظر بيلاروسيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون كمنظمة تتمتع بإمكانات عالية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري المتبادل المنفعة وتطوير التفاعل الثقافي والإنساني.

وأكد النائب الأول لوزير الخارجية أن "مشاركتنا في منظمة شنغهاي للتعاون تهدف في المقام الأول إلى حماية مصالح دولة بيلاروسيا على المستوى المتعدد الأطراف، وخلق الظروف الخارجية المواتية التي تضمن سيادة دولتنا وسلامة أراضيها وأمنها الوطني، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمتوازن، والتنمية الاجتماعية والثقافية في المنطقة بهدف تحسين مستوى ومستوى معيشة الدول التي تعيش في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون. وسيتم استخدام إمكانات منظمة شنغهاي للتعاون لإنجاز المهام المشتركة في مجال السياسة والأمن، والبحث عن آليات مثالية لتوسيع التعاون الاقتصادي، وتعميق الروابط الثقافية والإنسانية في فضاء المنظمة".

كما حدد المهام الرئيسية لمشاركة بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون. وعلى وجه الخصوص، تعزيز مكانة بيلاروسيا الدولية كدولة محبة للسلام، ومشارك فعال في التعاون الدولي؛ وتعزيز النهج المنسق للدول الأعضاء والمراقبين وشركاء الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون على المنصات الدولية.

وتشمل المهام الرئيسية أيضًا إنشاء مساحة أمنية غير قابلة للتجزئة، ومواجهة التحديات والتهديدات التقليدية والجديدة لأمن الدول الأعضاء بشكل مشترك، بما في ذلك التطرف والإرهاب والانفصالية بجميع مظاهرها، والاتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة، وأنواع أخرى من الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود الوطنية، والهجرة غير الشرعية، والتحديات في الفضاء الإلكتروني وغيرها من الأمور. وتشمل المهام الرئيسية أيضًا تعميق التعاون العملي التجاري والاقتصادي والمالي والاستثماري، وأنشطة المشاريع المشتركة في إطار منظمة شنغهاي للتعاون؛ وتوسيع التعاون الثقافي والإنساني، بما في ذلك في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا والتعليم والرعاية الصحية والرياضة وحماية البيئة.

وقال سيرجي لوكاشيفيتش: "ستركز المبادرات المحددة لجمهورية بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون على تحقيق المصالح السياسية الخارجية والمصالح الاقتصادية الخارجية لبلدنا".

أهداف مشاركة بيلاروسيا في أعمال مجموعة البريكس

وقال النائب الأول لوزير الخارجية البيلاروسي: "في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، نعتبر مجموعة البريكس منصة دولية فريدة من نوعها توحد جهود الأغلبية العالمية الرامية إلى تشكيل التعددية القطبية الحقيقية والمساواة والشمول في العلاقات الدولية، فضلاً عن البحث عن طرق فعالة لحل المشاكل العاجلة. ويتمثل هدف مشاركة بيلاروسيا في عمل مجموعة البريكس في المشاركة بنشاط في عمل الآليات المتعددة الأطراف القائمة في المجموعة، مع مراعاة آفاق تعزيز مؤسسيتها".

وأكد سيرجي لوكاشيفيتش أن التعاون في إطار مجموعة البريكس يتم في ثلاثة مجالات رئيسية: السياسة والأمن، والاقتصاد والمالية، والثقافة والعلاقات الإنسانية. كما حدد المجالات ذات الأولوية لتفاعل بيلاروسيا مع الدول الأعضاء والشركاء في مجموعة البريكس.

وعلى وجه الخصوص، فإن هذه المجالات هي التعاون في السياسة والأمن على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والأمن غير القابل للتجزئة وضمانات تنمية البلدان دون مواجهة وعداء؛ والتنمية الاقتصادية المستدامة التي تهدف إلى الحفاظ على الإمكانات البشرية وزيادتها، وضمان المعايير الاجتماعية العالية ونوعية الحياة اللائقة، وإدخال الابتكارات وأحدث التقنيات؛ وضمان الأمن الغذائي العالمي، ومكافحة الجوع والفقر وعواقب تغير المناخ؛ وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف في مجال الشؤون الإنسانية.

وقال النائب الأول لوزير الخارجية: "بشكل عام، تهدف مشاركة بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس إلى ضمان حوار سياسي مستمر مع دول الجنوب العالمي حول المشاكل الملحة للأمن العالمي والإقليمي، وتسهيل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وبناء دول مكتفية ذاتيا اقتصاديا".

وأضاف سيرجي لوكاشيفيتش في ملخصه: "إن تفاعل بيلاروسيا مع مجموعة البريكس في المرحلة الحالية سوف يستمر مع الأخذ في الاعتبار الفرص التي توفرها حالة الدولة الشريكة مع الحفاظ على الهدف النهائي المتمثل في الحصول على العضوية الكاملة لبلدنا في الرابطة".