أبرز إنجازات وإخفاقات أولمبياد «ريو 2016»
الإثنين 22/أغسطس/2016 - 02:31 م
من الوداع المجيد لأوسين بولت ومايكل فيليبس ودموع الفرحة بالميدالية الذهبية لنيمار إلى فضيحة ريان لوكيتي وخيبة أمل نوفاك ديوكوفيتش وجوستين جاتلين، أظهرت أولمبياد ريو دي جانيرو "ريو 2016" وجهين متناقضين، كنظيراتها من دورات الألعاب الأخرى، التي دأبت على الجمع بين مشاعر الحزن والفرحة.
وقد عودتنا الدورات الأولمبية أن الفرحة والحزن لا يفرق بينهما سوى أجزاء من الثانية أو من المليمتر أو بقليل من الحظ، ولكن أولمبياد ريو 2016 كانت شاهدة على انتصارات واخفاقات ساحقة أيضا.
الفائزون:
- أوسين بولت: ثلاث سباقات وثلاث ميدداليات ذهبية، حيث نجح نجم ألعاب القوى في تقديم دورة أولمبية أخرى مميزة.
وتمكن بولت، معشوق الجماهير البرازيلية، الذين ملأوا جنبات ملعب جواو هافيلانج الأولمبي لرؤيته، من تحقيق هدفه، الذي تعهد بالوصول إليه قبل انطلاق الدورة الأولمبية، رغم الصعوبات والشكوك، التي أحاطت به بسبب معانته من إصابة عضلية.
وتفوق العداء الجامايكي تفوقا كاسحا في سباقات 100 و200 متر و400 متر تتابع ليحصد ثلاث ميداليات ذهبية أولمبية للمرة الثانية على التوالي، وهو إنجاز غير مسبوق.
ولم يتمكن بولت من تحطيم أرقامه القياسية العالمية، ولكنه مع ميدالياته الثلاث خرج من الباب الكبير للأولمبياد.
وقال بولت/ 30 عاما/ وهو جاثيا على ركبتيه داخل المضمار: "انتهى كل شيء أخيرا"، ليؤكد أنه لن يكون متواجدا في أولمبياد طوكيو .2020
- مايكل فيليبس: بعد أن بلغ الـ 31 من العمر وبعد أن عاد من الاعتزال، تمكن السباح الأمريكي مايكل فيليبس من توديع الأولمبياد مكللا بالمجد كما كان يأمل.
ونجح فيليبس في إضافة خمس ميداليات ذهبية لرصيد ميدالياته الأولمبية ليصل إلى رقم قياسي في الألقاب الأولمبية (23 لقبا) وإلى 28 ميدالية جمعها خلال جميع مشاركاته في الأولمبياد.
وفاز فيليبس بسباقات 200 متر فراشة و200 متر فردي متنوع و400 متر تتابع و800 متر سباحة حرة و400 متر متنوع.
ولم يخفق السباح الأمريكي سوى في سباق 100 متر فراشة، ليحصد ميدالياته الفضية الوحيدة.
وبالإضافة إلى ذلك، نال فيليبس شرف حمل العلم الأمريكي للمرة الأولى في الحفل الافتتاحي للاولمبياد.
وهكذا، اختتم فيليبس مشاركته في الدورة الأولمبية بشكل مميز بعد أن مر بلحظات عصيبة في الفترة الماضية بدأت بخضوعه للعلاج من إدمان المشروبات الكحولية وانتهت بإقصائه من بطولة العالم للسباحة في كازان.
وقال فيليبس عقب فراغه من المنافسات الأولمبية: "إنها الطريقة الأمثل للختام"، حيث يمكنه الآن قضاء وقت أطول مع أسرته وابنه الوحيد بومير.
وهنا يثور تساؤل منطقي: هل يلتزم فيليبس بقرار الاعتزال أم يعود مرة أخرى كما فعل سابقا؟.
- سيمون بيلز: في أول مشاركة أولمبية لها، أصبحت لاعبة الجمباز الأمريكية البالغة من العمر 19 عاما والتي يصل طولها إلى متر و45 سنتيمتر أحد أبرز نجوم "ريو 2016".
فقد فازت بيلز بأربعة ميداليات ذهبية في مسابقة الفردي العام ومسابقة حصان القفز ومسابقة الحركات الأرضية ومسابقة الفرق ضمن منافسات الجمباز الفني للسيدات، لتعادل الرقم القياسي للسوفيتية لاريسا لاتينينا والمجرية اجنيس كيليتي والتشيكية فيرا كاسلافسكا والرومانية ايكاتيرينا شابو، أبرز من حققوا انجازات رياضية في دورة أولمبية واحدة.
ولم تتخلف اللاعبة الأمريكية عن المركز الأول سوى في منافسات عارضة التوازن، التي حصدت فيها الميدالية البرونزية.
وحملت بيلز العلم الأمريكي في الحفل الختامي لريو 2016، حيث قالت: "أنا لست أوسين بولت القادم أو مايكل فيليبس، ولكنني أول سيمون بيلز".
- كاتي ليديكي: اجتذب مايكل فيليبس جميع الأنظار ناحيته، ولكن الذي برع في حوض السباحة كانت مواطنته كاتي ليديكي.
فقد حصدت السباحة الأمريكية الميداليات الذهبية الثلاث، التي جاءت إلى ريو دي جانيرو من أجل البحث عنها، بعدما فازت بسباقات 200 و400 و800 متر سباحة حرة وحطمت أرقامها القياسية العالمية في السباقين الأخيرين.
وبذلك نجحت ليديكي في معادلة إنجاز مواطنتها ديبي مير في أولمبياد 1968 بالمكسيك.
وتبلغ ليديكي 19 عاما وتجمع في جعبتها خمس ميداليات ذهبية أولمبية، حيث سبق لها الفوز بذهبيتين في أولمبياد لندن .2012
وقالت ليديكي، التي يتوقع أن تكون واجهة السباحة الأمريكية، بعد اعتزال المخضرم مايكل فيليبس: "لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة، حققت جميع أهدافي واستمتعت كثيرا".
- نيمار: كان المسؤول الأول عن الفرحة العارمة، التي ضربت الجمهور البرازيلي في ريو .2016
فقد نجحت البرازيل بقيادة نجمها الأول في التتويج للمرة الأولى في تاريخها بذهبية كرة القدم في الأولمبياد.
وظهر نيمار، الذي تعرض لانتقادات حادة في بداية البطولة وأثيرت العديد من الشكوك حول أحقيته بارتداء شارة القيادة في منتخب السامبا، بالشكل المطلوب عندما كانت هناك حاجة ملحة لتألقه.
وأحرز نجم برشلونة الأسباني هدفين في مرمى هندوراس في الدور قبل النهائي، قبل أن يتقمص دور البطولة في المبارة النهائية، عندما سجل هدفا خرافيا من ركلة حرة من خارج منطقة الجزاء ثم سجل الضربة الأخيرة في الركلات الترجيحية، التي حسمت نتيجة المباراة.
وكان هذا اللقب يمثل عقدة بالنسبة للمنتخب البرازيلي ونيمار، الذي انخرط في البكاء كالأطفال بعد المباراة على أرضية ملعب ماراكانا الأسطوري، وقال: "الآن عليهم أن يتقبلوني رغم أنوفهم"، كما أعلن أنه تخلى عن شارة قيادة المنتخب البرازيلي.
الخاسرون:
- جوستين جاتلين: تحت ظلال بولت الطاغية، خاض جاتلين دورة أولمبية للنسيان، فقد كان العداء الأمريكي مرشحا لأن يكون المنافس الأول للجامايكي ولكن فارق السرعة بينهما كان واضحا بدون شك. - وشهد سباق 100 متر تفوق كاسح لبولت واكتفى جاتلين بالميدالية الفضية، قبل أن يتم إقصاؤه من الدور قبل النهائي لسباق 200 متر، كما ودع منافسات 400 متر تتابع مع الفريق الأمريكي بعد أن حل بالمركز الثالث.
وبعد أن وصل إلى 34 عاما يبدو أن جسد جاتلين يلح عليه التوقف، وقد أشار العداء الأمريكي لمشكلاته البدنية قائلا: "ركبتي تعاني من العديد من المشكلات، أنا سعيد بتواجدي هنا".
وعانى جاتلين خلال الأولمبياد من صافرات الاستهجان من الجماهير البرازيلية، التي نبشت في ماضيه مع المنشطات وساندت بولت بكل قوة.
- نوفاك ديوكوفيتش: تحول إلى ماكينة لا تتوقف عن تحقيق الانتصارات في بطولات التنس، ولكنه رحل عن أولمبياد ريو 2016 وسط دموعه.
وسقط المصنف الأول عالميا في الجولة الأولى أمام نظيره الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو، كما خرج من الدور الثاني من منافسات الزوجي برفقة مواطنه نيناد زيمونيتش على يد الثنائي البرازيلي مارسيلو ميلو وبرونو سواريز، قبل أن يعلن عدم مشاركته في منافسات الزوجي المختلط.
وبعدما فاز بلقب رولان جاروس، بدأ اللاعب الصربي في ريو 2016 في البحث عن اللقب الوحيد الغائب عن خزينة بطولاته.
وتحدث ديوكوفيتش عن إخفاقه في تحقيق الميدالية الذهبية، قائلا: "كانت لتكون أحد أهم انجازاتي".
وأخفق ديوكوفيتش في منح بلاده ميدالية كانت تعتبر مضمونة إلى حد بعيد لتستمر لعنته الأولمبية حتى طوكيو 2020 على الأقل.
- ريان لوكيتي: كان الوجه المقابل لزميله ومواطنه مايكل فيليبس، فمن الناحية الرياضية قدم السباح الأمريكي دورة أولمبية متواضعة، فقد فاز بذهبية 800 متر تتابع، ولكنه حل خامسا في منافست 200 متر متنوع، السباق الفردي الوحيد، الذي تأهل إلى مرحلته النهائية.
وسيظل مرور لوكيتي بأروقة ريو 2016 محفورا في الذاكرة بسبب الفضيحة، التي أثارها خارج حوض السباحة، عندما أكد الفائز بست ألقاب عالمية أنه تعرض للسرقة مع زملائه تحت التهديد بسلاح ناري بعد ليلة قضوها في الاحتفال خارج مقر إقامة الفريق الأمريكي.
بيد أن التحقيقات الشرطية كشفت كذب إدعاءات لوكيتي وأنه قام بأعمال شغب داخل إحدى محطات الوقود.
وتقدم لوكيتي في وقت لاحق باعتذار عن هذه الواقعة، إلا أن هذا لن يردع الاتحاد الأمريكي للسباحة عن توقيع عقوبات عليه.
- منتخب البرازيل للكرة الطائرة للسيدات: كان الخروج أمام الصين في دور الثمانية أكثر الإخفاقات إيلاما للجمهور البرازيلي في الدورات الأولمبية تسبب فيها منتخب البرازيل للكرة الطائرة للسيدات، بطل العالم. - وخرج المنتخب البرازيلي حامل اللقب الأولمبي مبكرا من المنافسات وأخفق في منح البرازيل الميدالية الذهبية مرة أخرى، ورغم ذلك حصلت لاعبات الفريق على تحية وتصفيق حار من الجماهير.
وبعد ذلك اللقاء، أعلنت كل من قائدة الفريق فابيانا كلاودينو والمخضرمة شيليا كاسترو اعتزالهما اللعب الدولي، وقالت شيليا: "لقد انتهى حلم المنتخب البرازيلي، اليوم هو يوم حزين جدا بالنسبة لي".
ووجد الجمهور عزائه في منتخب لكرة الطائرة للرجال، الذي نجح في التتويج بالذهبية أمس الأحد مع ختام منافسات ريو .2016
- الصين: لقد كانت الأولمبياد الأكثر إحباطا للصين، التي حلت للمرة الأولى منذ أولمبياد سيدني 2000 في المركز الثالث في ترتيب الدول الأكثر حصولا على الميداليات.
وأنهى العملاق الأسيوي مشاركته في أولمبياد ريو 2016 خلف المملكة المتحدة برصيد 26 ميدالية ذهبية و70 ميدالية في المجموع، وهو رقم يقل كثيرا عن الميداليات الذهبية الـ 38، التي حققها في أولمبياد لندن 2012 والـ 51 ميدالية في الأولمبياد، التي أشرف على تنظيمها في .2008
"يجب أن تكون مزحة"، كان هذا ما كتبته صحيفة " تشاينا دايلي" عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عندما تفوقت المملكة المتحدة على الصين في عدد الميداليات.
وبخلاف تراجع عدد الميداليات الذهبية، استمتع الصينيون بأحداث أخرى خلال الأولمبياد، أبرزها عندما جثى لاعب الغطس كين كاي على ركبتيه بجانب حوض السباحة وطلب الزواج من صديقته هي زي، أو عندما اعترفت السباحة فو يوانهوي بأنها لم تستطع الفوز بأكثر من الميدالية البرونزية بسبب الحيض.