«فجأة وبدون مقدمات».. تغيرت السياسة التي تتبعها وكالات الأنباء الدولية والعالمية، من القيادة السياسية المصرية الحالية، إلى موقف مغاير، وذلك بعد تخصيص صفحاتها وقنواتها التليفزيونية، إلى مهاجمة نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وخلق شائعات غرضها النيل من استقرار مصر.

بدأت تلك الوكالات، في انتقاد مصر، منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بعصابة المعزول محمد مرسي من حكم مصر، فتارةً تتحدث عن التقشف الاقتصادي التي تفرضه الحكومة المصرية، وتارةً أخرى تتحدث عن ملف الحقوق والحريات، زاعمةً أنه يوجد حالات اعتقال داخل السجون المصرية.

وفجأةً تغيرت تلك السياسة، قبل سفر الرئيس السيسي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوي «الدورة 71»، حيث قامت الوكالات العالمية بإبراز تحضيرات الرئيس السيسي، للسفر إلى نيويورك، حيث تناولت وكالة "أسوشيتد برس" زيارة السيسي، وأشارت إلى وجود أكثر من عشرين مسؤول وإعلامي يرافقون الرئيس السيسي في زيارته للولايات المتحدة، في محاولة لتحسين صورة مصر.

ولكن النجاح الباهر الذي حققه الرئيس السيسي، بالأمم المتحدة، أجبر الجميع على الاقتناع أنه يستحق أن يكون رئيسًا لبلد كبير مثل مصر، وذلك بعد إلقائه لكلمة تاريخية بالأمم المتحدة، بالإضافة إلى تهافت زعماء العالم على عقد لقاءات معه، وتهافت مرشحا الرئاسة الأمريكية على لقاءه.

لقاء السيسي مع «سي إن إن»
طلبت شبكة «سي إن إن»، عقد لقاء تليفزيوني مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك للكشف عن كواليس لقائه بمرشحا الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، كلًا على حدا.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لا شك في أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب سيكون زعيمًا قويا للولايات المتحدة الأمريكية حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

وقال السيسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تجري في العموم إجراءات أمنية مشددة في حق كل من يريد الدخول إليها وهو أمر يحدث منذ سنوات طويلة، تعقيبًا على تصريحات ترامب بنيته منع المسلمين من دخول البلاد، مؤكدًا أن الكثير من التصريحات التي يتم الإدلاء بها خلال الحملات الانتخابية تتغير مع تغير الوضع حال تولى منصب الرئيس فعليا.

وفي الإطار ذاته رأى السيسي أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ستكون رئيسة جيدة للبلاد حال فوزها بالانتخابات أيضًا، مبررًا ذلك بأن الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لمرشحيها الوصول للمراحل النهائية في السباق الرئاسي إلا إن كانوا مؤهلين لذلك.

اعترافًا بأهمية مصر
وفي السياق، أكد عمرو الهلالي، المحلل السياسي، أن وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن ظهور ممثل الدولة المصرية، في وسائل الإعلام المختلفة، له أهمية كبرى في نقل وجهة نظر مصر للعالم ولصناع القرار أيضًا، لافتًا إلى أن ذلك يُعتبر اعتراف من تلك الوكالات بأهمية مصر ورئيسها في المنطقة العربية ودول العالم، وظهر ذلك جليًا في تهافت تلك الوكالات العالمية على عقد لقاءات صحفية مع الرئيس السيسي، إبان تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف الهلالي، في تصريح خاص لـ«المواطن»، أن هناك تغير ملحوظ في سياسة تلك الوكالات والقنوات مع الدولة المصرية بقياداتها الحالية، من نقل وجهة نظر خبرائها حول الأمور في مصر، إلى نقل وجهة نظر الجانب المصري وهو أمر ضروري، وذلك لإيصال وجهة نظر الدولة المصرية، فيما يدور من أحداث سواء بالداخل أو الخارج.

تمتلك قدرة التأثير على سمعة مصر
طالب ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، القيادة السياسية المصرية، بالتعامل مع وكالات الأنباء العالمية جيدًا، لافتًا إلى أنها تمتلك القدرة على التأثير، على سمعة مصر عن طريق نقل صورة سيئة ومغالطة عما يدور في مصر.

وأضاف عبدالعزيز، في تصريحات صحفية له اليوم، أن تلك الوكالات لها تأثير مباشر على الحركة السياحية والنظرة العامة لدول العالم للبلاد، مطالبًا هيئة الاستعلامات في مصر بالتواصل مع مندوبي تلك الوكالات والقنوات والصحف، من أجل نقل صورة صحيحة عن مصر في الخارج.

وناشد عبدالعزيز، وزارة الخارجية، بعقد مؤتمرات صحفية عالمية للرد على استفسارات الإعلاميين من كل أنحاء العالم، وذلك لإظهار وجهة نظر مصر، حول القضايا العالمية والإقليمية التي تشغل بال الجميع.