أثارت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول أن المصالحة مع الإخوان هو قرار دولة، وتأكيده أنه لن يكون معنا من يضر بالوطن أو يسعى للإضرار بالشعب المصري، الكثير من ردود الأفعال والحيرة حيث اختلف الكثيرون عن الهدف الرئيسي من كلام الرئيس وبماذا توحي تصريحاته.

هشام النجار: الإخوان لم يقدموا ما يجعل المصالحة مقبولة

في البداية قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي أعلن بها أن المصالحة مع الإخوان قرار الدولة وليس قراره، تحرم الإخوان من ورقتهم الأخيرة بشكل كبير، موضحًا أنها ورقة العفو الرئاسي بعد تأييد الأحكام، لافتًا أن إشارته للإضرار بالوطن، تعني أنه من المستبعد المساومة بورقة العفو الرئاسي نظير تنازلات من الإخوان، سواء ما يتعلق بوقف العنف أو تفكيك الخلايا المسلحة والنظام الخاص الجديد.

وأضاف "النجار"، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن الإخوان لم يهيئوا المناخ على الأرض للمصالحة حتى تتحرك الدولة بإيجابية تجاه مبادراتهم، مضيفًا أن الفترة الماضية شهدت، تصعيد غير مسبوق، باغتيال أحد قادة القوات المسلحة، مؤكدًا أن هذه الممارسات تجعل الدولة أكثر إصرارًا على التعامل مع الإخوان كتيار يمارس العنف والإرهاب، وأكثر إصرارًا على الفصل بين القضاء والشأن السياسي؛ لكي لا تظهر الدولة بمظهر من تم الضغط عليه بممارسة العنف والإرهاب ضد رموزه ومؤسساته فرضخ لمطالب الإخوان.

وتابع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الدولة كانت سوف تتعامل مع ملف المصالحة بطريقة مختلفة، في حالة تهيئة الإخوان الجو للمصالحة بتفكيك الخلايا المسلحة والسيطرة على الجماعة ووقف العنف والاغتيالات وإنهاء التحالفات الإقليمية خاصة مع تركيا.

البشبيشي: تصريحات السيسي الخاصة بالمصالحة مع "الإرهابية" أصابتهم بالحيرة

وعلق طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخاصة بالمصالحة مع جماعة الإخوان، بأنه قرار للدولة المصرية ككل، لم يأت فيه الرئيس بجديد، لافتًا إلى أن ذلك القرار يخص بالفعل الشعب المصري، والدولة ككل.

وأضاف البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن تصريح الرئيس أصاب خصومه بالحيرة، مشيرًا إلى أن الرئيس لم يؤكد أو ينفي أي شيء، وهو بذلك لم يُعطي معلومة محددة، وبخاصة في القضايا الشائكة كرجل ذو مرجعية مخابراتية، مؤكدًا أنه من يحلل الرسائل التي بين سطور التصريح يدرك أن الرجل لم يهتز رغم قسوة التحديات التي يواجهها، وعظمة الضغوط التي يتعرض لها فإن هذه تصريحات لن تُثمن خصومه ولن تطعمهم من جوع، ولكنها ستتسبب في مزيد من الغموض والحيرة لهم.

وتابع القيادي المنشق عن الإرهابية: أن "الرئيس السيسي يُعد كقائد في معركة يعلم قيمة المعلومة ويدرك أن عدونا وعدوه يريد أن يقرأ ما يدور فى عقله ولن يمكنهم من ذلك".

مختار نوح: إقصاء الإخوان من المشهد يحقق مستقبل أفضل

ومن جانبه قال مختار نوح، القيادي المنشق عن الجماعة الإرهابية، والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إنه يجب ألا نفقد الثقة في المستقبل، أو نتراجع عن ما أعلناه من مواقف، ورفض وإقصاء لمن أضر أو رغب في الإضرار بالوطن، مؤكدًا أن حل الأزمة السياسية لن يكون بعودة المشهد القديم الذي رفضناه، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل المجتمع عودة الإخوان إلى المشهد مرة أخرى ولن تسعي الدولة إليه.

وأضاف "نوح" في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن الدولة غير مضطرة للمصالحة مع الإخوان، مُستنكرًا من يدعو للمصالحة، متسائلا عن كيفية تحقيق ذلك بالمخالفة للقوانين والدستور وأحكام القضاء الذي أنهى الأمر بصدور حكم يدرج الإخوان كإرهابيين.

وأوضح "نوح"، أن الدولة رفضت الجماعة وأعلنت ذلك، مشيرًا إلى أن ذلك ما قصده الرئيس بقوله "المصالحة قرار دولة"، معللًا السبب أنه بالتأكيد أمر سينتج عنه ظهور جماعات إرهابية جديدة بالمخالفة للدستور إذا ما تم.

الخرباوي: الصلح مع الإخوان أمر مستحيل

كما يري قال ثروت الخرباوي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن فكرة الصلح مع الإخوان ودمجهم في المجتمع مرة أخرى بحرية كالتي نالوها بالماضي، أمر من المستحيلات، فالدولة ترفضها والمجتمع ثائر، ولن يقبلها أي كانت الظروف، وهذا ما أراده الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوله إن المصالحة مع الإخوان قرار دولة.

وأضاف الخرباوي في تصريح خاص لـ "المواطن"، أنه بالنسبة إلى قانون العدالة الانتقالية، فلا يوجد في الدستور ما يقر ذلك على الإطلاق، موضحًا أن المادة 241 منه تُقر أن القانون يضع شروط المحاسبة ومفهومها للقضاء على أفكار الثأر، ومحاكمة رموز النظام السابقة وإعادة الحقوق للشعب، وهو قانون وضع لمحاسبة نظام مبارك، ولا أعلم لماذا تحدث به المستشار العجاتي مسبقًا من الأساس.