رغم شهرة منطقة السيدة عائشة بحي الخليفة، بالأماكن الأثرية من مساجد ومتاحف، إلا أن بداخله شارع "درب الاكرات" ملىء بالمنازل المهدمة والتي لا نطلق عليها بيوت ومنازل بل نطلق عليها "عشش".

وعند لقائنا مع أحد ملاك تلك البيوت، كشف لنا عن مدى هشاشة المنزل، وضغط بيده على الحائط فسقطت قطعة أسمنت وتراب، قائلًا "هو دا اللي عايشين فيه، دا قابل للسقوط"، وأنهم يفعلون ما في وسعهم لجعله أقوى سواء بتدعيمه بالأسمنت أو بالخشب حتى لا يكون مصيرهم الشارع.

وقال الأهالي أنهم أرسلوا شكاويهم إلى الحي وإلى الإعلام ولا حياة لمن تنادي، ورفعوا شكواهم إلى الله منتظرين الموت يدق أبوابهم إن وجد لديهم مسكن.

وأغلب بيوت حي الخليفة مهددة بالسقوط والانهيار، حيث يستمر الألم والمعاناة وتعلو الصيحات منتظرين من يلبي شكواهم، حياتهم بسيطة جدًا وأجمل ما فيهم الرضا وابتسامتهم التي مازالت رغم الأسى والحزن.

وأضاف أحد الشباب وهو صاحب منزل "محدش يرضى يعيش العيشه دي حسبي الله ونعم الوكيل"، كلمات من قلوبهم رددها المواطنين كثيرًا معبرين عن حالاتهم وحياتهم، الأمر الأشبه بكابوس لا يستفيقون منه.