"عشان لقمة العيش".. معاقة تزحف 2 كيلو.. وتقول:"عاوزة شقة تلم عيالي"
السبت 12/نوفمبر/2016 - 02:56 م
فاطمة أبو الوفا
طباعة
على ضفاف ترعة الإسماعيلية تجلس وحيدة شاردة الذهن، تطل بوجهها البائس على "شِوال" صغير، تتفحصه بتمعن، تحوم حولها مجموعة من الكلاب، كأنهم يتأهبون لوقوع مكروه بها، تقضي النهار برفقتهم حتي يأتي غروب الشمس منبهًا إليها فتتأهب للذهاب إلي عملها الذي يتطلب أن تقوم به في الليل، تزحف على ركبتيها إلي العشة التي تقطن بها لتطمئن على صغارها، ثم تتجه صوب "كوبري السواح" لجمع البلاستيك والزجاجات من القمامة.
"2 كيلو" المسافة التي تزحفها "فاطمة احمد" يوميًا، تخترق زحام السيارة بحكمة من منطقة "مسطرد حتي "كوبري السواح"، زاحفة بسرعة البرق دون كلل، تتمني لو حققت حلمها الوحيد في الحصول على مسكن آمن تعيش فيه برفقة اسرتها، تقول:" بقالي 40 سنة شغالة عشان اجيب شقة لعيالي ومش عارفة، بزحف كل يوم على رجلى لحد السواح عشان ألم البلاستيك والكانز وابيعهم وأكل عيالي".
أصيبت المرأة الخمسينية بعجز في قديمها منذ 10 سنوات بعد أن اخبرها الطبيب بأنه لا أمل في شفاءها:" قالي مش هتمشي تاني وعلاجك عند ربنا، ولاد حلال جابولى كرسي متحرك بس معرفتش اقعد عليه".
هبطت "فاطمة" من الصعيد منذ 5 سنوات برفقة زوجها وأبناءها الـ7، بعد أن سئموا من الحياة هناك:" مفيش شغل في الصعيد، اللي عنده ارض وبيت بس هو اللي عايش، جوزي رجله مقطوعة وشغال على عربية كارو بتاعة واحد، العشة مفهاش باب يسترنا وبننام على حس الكلاب، اتسرقنا كتير واتبهدلنا من الحرامية لاننا بنام قدام العشة وموصلين كهربا من العامود والميه بنشحتها ولو مفيش بنشرب من الترعة والله".
رعب شديد ينتاب "فاطمة" كلما جلس بجوار الترعة، فتتذكر حفيدتها الوحيدة التي غرقت بها، تضيف والدموع تملأ خديها: "صحينا من النوم لقيناها اختفت فات 3 أيام لحد ما لقينا حثتها عايمة على وش المية كل يوم لازم اشوف حد غرقان ومنفوخ على وش المية، لحد ما اتعودت على المنظر، نفسي في شقة تلمني أنا وعيالي وأعيش مرتاحة".