رحلة "هبة" مع الفشل الكلوي.. فرحة اتكسرت وعمر راح
الأربعاء 30/نوفمبر/2016 - 10:19 م
فاطمة أبو الوفا
طباعة
11عامًا تحارب الموت والفقر معًا، بين مستشفى وأخرى، تقضي حياتها، فتدعو الله قانتة، وتتمني أن ينقذها من شبح الموت، الذي فتح ذراعيه لاستقبالها، تخلي عنها "خطيبها"، عقبما علم بمرضها الشديد، خوفًا من أن توافيها المنية في أي لحظة، تنظر "هبة" إلى أحلامها بعين دامعة لعلها تتجدد، وتعود لأحضانها، ولكن لا شيء يتجدد لديها سوى الألم والمعاناة.
"الأملاح" و"الضغط العالي"، هما سبب إصابتها بالفشل الكلوي، فضلًا عن ظهور خراج بزراعها عقب كل حقنة تأخذها أثناء "غسيل الكلي"، نظرًا لضعف جلدها، حتى أوشك ذراعها علي البتر، فصار الأيسر بلا عروق، والأيمن بعرق واحد: "الكليتين فشلوا وأنا عندي 19 سنة، وربنا كتبلي كده، ولو أطول همسح سلالم عشان أزرع الكلي وأعيش".
"الفستان الأبيض"، حلمًا يراود هبة في كل لحظة، فتتمنى لو كان لها زوجًا يحتويها، وأولاد يكونوا سندًا لها تستظل بظلهم، ولكن لعنة القدر كانت أقوى، ونجحت في أن تحرمها من معني الحياة، لتظل عالقة مع أسرتها "تحت بير السلم" في غرفة أشبه بـ"الصندوق" بعزبة "العسال"، في شبرا الخيمة: "كل مرة بروح أغسل كليتي، بتشاهد وببقى شايلة كفني على أيدي، ورغم أنني اتحرمت من كل حاجة في الدنيا، لكن بقول الحمد لله".
"مش مهم أنا أموت، المهم أن بنتي تعيش"، بتلك الكلمات الحزينة بدأ والد هبة في سرد مأساته مع ابنته ومحاولاته العديدة، لمنح الحياة لها، قرر أن يعطيها كليته، ولكن تقهقر الأمل أمام يأس زاحف، وكللت محاولاته بالفشل، بعد أن اتضح إصابته بمرض "البروستاتا"، وضاعت سنة كاملة قضاها هو وابنته في التجول بين القاهرة والمنصورة، أملًا في إجراء العملية.
تجددت أمال أسرة هبة مرة أخرى، عندما أرشدهم أحد الجيران إلي متبرع وطلب منهم 15 ألف جنيه مقابل منح الكلي لـ"هبة"، فكان بمثابة الوحش الذي جاءهم في صورة ملاك، "ليفرش لهم البحر طحينة" حسب عمها، فأسرع شقيقات هبة، وقاموا ببيع ما يملكونه لتوفير المبلغ، يقول: "الراجل بعد ما خد الفلوس فص ملح وداب، وراحت علينا الفلوس وهبة تعبانة زى ما هي".
لم يترك أهل هبه بابًا إلا وطرقوه، فكانت آخر محاولاتهم الاتصال بالبرامج التي تتبنى حالات مثل هبة، ولكن لم يستجيب لهم أحد، ويتابع عمها: "روحنا مدينة الإنتاج الإعلامي عشان نقابل أي مسئول، لكن محدش دخلنا، الغلابة اللي زينا يدخلوا الأماكن دي أزاي".
"الأملاح" و"الضغط العالي"، هما سبب إصابتها بالفشل الكلوي، فضلًا عن ظهور خراج بزراعها عقب كل حقنة تأخذها أثناء "غسيل الكلي"، نظرًا لضعف جلدها، حتى أوشك ذراعها علي البتر، فصار الأيسر بلا عروق، والأيمن بعرق واحد: "الكليتين فشلوا وأنا عندي 19 سنة، وربنا كتبلي كده، ولو أطول همسح سلالم عشان أزرع الكلي وأعيش".
"الفستان الأبيض"، حلمًا يراود هبة في كل لحظة، فتتمنى لو كان لها زوجًا يحتويها، وأولاد يكونوا سندًا لها تستظل بظلهم، ولكن لعنة القدر كانت أقوى، ونجحت في أن تحرمها من معني الحياة، لتظل عالقة مع أسرتها "تحت بير السلم" في غرفة أشبه بـ"الصندوق" بعزبة "العسال"، في شبرا الخيمة: "كل مرة بروح أغسل كليتي، بتشاهد وببقى شايلة كفني على أيدي، ورغم أنني اتحرمت من كل حاجة في الدنيا، لكن بقول الحمد لله".
"مش مهم أنا أموت، المهم أن بنتي تعيش"، بتلك الكلمات الحزينة بدأ والد هبة في سرد مأساته مع ابنته ومحاولاته العديدة، لمنح الحياة لها، قرر أن يعطيها كليته، ولكن تقهقر الأمل أمام يأس زاحف، وكللت محاولاته بالفشل، بعد أن اتضح إصابته بمرض "البروستاتا"، وضاعت سنة كاملة قضاها هو وابنته في التجول بين القاهرة والمنصورة، أملًا في إجراء العملية.
تجددت أمال أسرة هبة مرة أخرى، عندما أرشدهم أحد الجيران إلي متبرع وطلب منهم 15 ألف جنيه مقابل منح الكلي لـ"هبة"، فكان بمثابة الوحش الذي جاءهم في صورة ملاك، "ليفرش لهم البحر طحينة" حسب عمها، فأسرع شقيقات هبة، وقاموا ببيع ما يملكونه لتوفير المبلغ، يقول: "الراجل بعد ما خد الفلوس فص ملح وداب، وراحت علينا الفلوس وهبة تعبانة زى ما هي".
لم يترك أهل هبه بابًا إلا وطرقوه، فكانت آخر محاولاتهم الاتصال بالبرامج التي تتبنى حالات مثل هبة، ولكن لم يستجيب لهم أحد، ويتابع عمها: "روحنا مدينة الإنتاج الإعلامي عشان نقابل أي مسئول، لكن محدش دخلنا، الغلابة اللي زينا يدخلوا الأماكن دي أزاي".