صراع عنيف بين علماء الأزهر وأهل الفن.. والسبب "فيلم مولانا"
الثلاثاء 10/يناير/2017 - 03:01 م
أحمد أبو حمدي
طباعة
أثار عرض فيلم "مولانا" بإحدى دور العرض السينمائية جدلا كبيرًا بين حرية الرأي في الوسط السينمائي ورفض رجال الدين لفكرة الفيلم المستوحاة من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، حيث قال الدكتور أحمد البهي، أحد علماء الأزهر والاوقاف، أن فيلم مولانا أول فيلم يحاول الدفاع عن الإسلام ضد بعض الشبهات المثارة حوله، ويعلن تبرؤه من الجماعات المتطرفة، حتى وإن لم يكن ذلك بقصد رئيسي من منتجيه، وإن كان الرد غير مستوفي أو ليس بالصورة الأنسب، ولكن لأن السياق الدرامي متسارع.
وأضاف "البهي" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الفيلم مكتظ بعيوب عديدة ومنها وجود مشكلة في تلاوة بعض الآيات بصورة خاطئة، وبعض أحكام شرعية كان فيها مغالطات، وفي تناوله لقضية عقدية وهى "الشك عند سيدنا إبراهيم "لم تكن بصورة صحيحة، وكان ينبغي لهم الاستعانة بمتخصصين.
وأشار العالم الأزهرى إلى أنه شاهد الفيلم وكون من خلال المشاهدة تلك الرؤية عنه، حيث أن شخصية الإمام في الفيلم هي لرجل دين لبق وذكي ومحنّك غير منافق أو مميع أو متشدد، وإن ظهرت عيوبه الشخصية في السعي وراء الشهرة والأضواء والمال ( كما يحدث مع البعض)، ولكن يحسب له أنه لم ينافق أو يقول ما لا يقتنع به، مؤكدًا أن الفيلم يُحسّن من صورة رجل الدين الإسلامي وذلك إذا قارنَّاه بأفلام أخرى، ويبين حقيقة اللعبة السياسية في العهد السابق لتسييس بعض رموز الدعوة، لافتا إلى أن التيار السلفي من حق أن يغضب من الفيلم جدًا لأنه كشف كيف تم تجنيدهم بواسطة أمن الدولة في عهد مبارك وهذه حقيقة – حسب قوله.
وأوضح "البهى"، أن الفيلم أعاد فتح ملف أحداث كنيسة القديسين، ووضع خيوط جديدة لكشف الجريمة، كما تعرض للخلاف السني الشيعي سريعًا ولم يأت برأي واضح يتبناه، مختتما تصريحاته: "بعد مشاهدة الفيلم شكيت إن مؤلفه هو إبراهيم عيسى، ومخرجه هو مجدي أحمد علي".
وأكد حسن عبد البصير، من علماء وزارة الأوقاف، أن الازهر وعلمائه وأئمته سيظلون نقطة ارتكاز للأمن القومي المصري بدعوتهم للتسامح والرحمة والتراحم وتعضديدهم للإنتماء الوطني ونشرهم لأدب الخلاف القائم على أحترام الآخر ووقوفهم خلف الوطن حتى يصبح قائدًا ورائدًا فى شتى المجالات، معبترًا أن الأزهر ودعاته شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء لا تهزها رياح النقد بل تثبت أصالتها وقوة بنيانها.
وأضاف عبد البصير في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن فيلم "مولانا" الذي تم عرضه خلال الأيام القليلة الماضية فى دور العرض السينمائية ينبغى أن يُقابل بالتجاهل وعدم الإهتمام حتى ينتهى تمامًا ولكي لا نعطي له قيمة أكبر من قيمته، قائلًا:" أن علماء الازهر ودعاته على أتم الإستعداد للإستماع لكل نقد بناء يُطور من أدائهم ويظهر فاعليتهم مع عدم الإلتفات للنقد الهدام الذى يهدم ولا يبنى".
قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، أن مؤلف فيلم مولانا معروف تمامًا وموقفه من الأزهر معروف واتجاهات وهدفه من الفيلم.
وأضاف عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر في تصريح خاص لـ" المواطن" أن المؤلف يعرف كيف يضع السم في العسل، قائلًا:"يجب أن نترك هذه الأشياء تموت كما هيّ".
بينما قال الدكتور محمد الزغبي العالم الأزهري، أنه لابد من التصدي لمثل هذا الإجراء الذي يحدث فى الواقع الأليم، موضحًا أن الأزهر لابد وأن يكون على قدر المسئولية في الوقوف ضد إهانة العلماء والعمامة الأزهرية وأن يسعى لاخذ موقفا قويا تجاه هؤلاء.
وأضاف "الزغبي" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الساحة الأزهرية مليئة بالفرسان الأقوياء الذين يستطيعون التصدي لحملات تشوية العلماء تحت مسمى حرية الفكر والتعبير.
وبينما كان للنقاد السنيمائيين رأي أخر تجاه فيلم "مولانا"، حيث أعتبر الناقد السينمائي ''طارق الشناوي'' أن الفيلم يناقش قضيه ساخنه وهي ''الاسلامو فوبيا''، قائلًا:" أري أن من ضمن الأسباب الخوف من الإسلام هو صعود عشرات الدعاة، الذين اصبحوا نجوم في عالمنا العربي، وهؤلاء الدعاه لهم بعد إقتصادي،فتجد برامجهم في الفضائيات تعج بالإعلانات".
وأضاف "الشناوي" خلال مداخلة هاتفية على إحدى البرامج أن موضوع الفيلم ملائم جدا لواقعنا الذي نعيشه، وهو مهم علي المستوي الفكري، وأنتقد'' الشناوي'' الأداء الدرامي للفيلم قائلا:"الفيلم على المستوى السينمائي ليس موازيا للقيمه الفكريه، بل كان المعدل البصري يغلب عليه الرتابه والسرد، وإيقاعه تقليدي في الفيلم، ولذا أري أن الروايه أقوي من الفيلم".
وأشار الناقد السنيمائي إلى نقطتين هامتين بالرواية تم حذفهما من الفيلم، مثل علاقة البطل ''الشيخ حاتم الشناوي'' بـ"ريهام حجاج، والذي أقام معها علاقه غير شرعيه، وعلاقه زوجته بالطبيب وتعايشهم بعد ذلك وتقبلهم لأخطاء بعضهما، وعن مؤلف الروايه، قال رأيت روح إبراهيم عيسي في بعض مشاهد الفيلم، مضيفا أن فكرة الفيلم تتلخص أن'' الشيخ حاتم الشناوي'' وهو إمام مسجد حكومي يتعرض لمحنه وهي إصابة ابنه في حادث في حمام سباحه ويحتاج رحلة علاج طويله، فيتهم ''حاتم'' بالفتاوي الجريئة، والتي من خلالها تأخذه لرحلة صعود للشهرة والفضائيات، مواجهات التيارات والأفكار المتشددة.
كما يمارس عليه ضغوطات من جهات سيادية لتوجيهه أن يسير في دربهم ولتحقيق مصالحهم، ويواجه البطل هذه الصراعات بنوع من الثبات إلي حد كبير محتفظ بآرائه حتي يأتي له تليفون من ابن الرئيس وطالبه بمساعدته لحل مشكله تعرض لها أن له قريب ترك الاسلام واعتنق المسيحية، ويدخل حاتم في صرعات وضغوطات.
وقال المخرج خالد يوسف أن فيلم ''مولانا'' فيلم عظيم ومحترم، وهو يرصد واقع يحدث ويلفت النظر إلي قضية مثارة على أرض الواقع.
وأضاف "يوسف" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الفيلم يناقش قضية شيوخ الفضائيات، والمطالبة بوقفه تعتبر مصادره لحرية الإبداع والذي كفله الدستور، وطالب خالد يوسف منتقدي الفيلم أن يشاهدوه قبل أن يحاكموه.
جدير بالذكر أن فيلم "مولانا" من بطولة النجم ''عمرو سعد'' وشاركه مجموعة من النجوم في البطولة، مثل درة، أحمد مجدي، وريهام حجاج، والراحل الكبير أحمد راتب، وفتحي عبدالوهاب، وسناريو وإخراج مجدي أحمد علي.
وأضاف "البهي" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الفيلم مكتظ بعيوب عديدة ومنها وجود مشكلة في تلاوة بعض الآيات بصورة خاطئة، وبعض أحكام شرعية كان فيها مغالطات، وفي تناوله لقضية عقدية وهى "الشك عند سيدنا إبراهيم "لم تكن بصورة صحيحة، وكان ينبغي لهم الاستعانة بمتخصصين.
وأشار العالم الأزهرى إلى أنه شاهد الفيلم وكون من خلال المشاهدة تلك الرؤية عنه، حيث أن شخصية الإمام في الفيلم هي لرجل دين لبق وذكي ومحنّك غير منافق أو مميع أو متشدد، وإن ظهرت عيوبه الشخصية في السعي وراء الشهرة والأضواء والمال ( كما يحدث مع البعض)، ولكن يحسب له أنه لم ينافق أو يقول ما لا يقتنع به، مؤكدًا أن الفيلم يُحسّن من صورة رجل الدين الإسلامي وذلك إذا قارنَّاه بأفلام أخرى، ويبين حقيقة اللعبة السياسية في العهد السابق لتسييس بعض رموز الدعوة، لافتا إلى أن التيار السلفي من حق أن يغضب من الفيلم جدًا لأنه كشف كيف تم تجنيدهم بواسطة أمن الدولة في عهد مبارك وهذه حقيقة – حسب قوله.
وأوضح "البهى"، أن الفيلم أعاد فتح ملف أحداث كنيسة القديسين، ووضع خيوط جديدة لكشف الجريمة، كما تعرض للخلاف السني الشيعي سريعًا ولم يأت برأي واضح يتبناه، مختتما تصريحاته: "بعد مشاهدة الفيلم شكيت إن مؤلفه هو إبراهيم عيسى، ومخرجه هو مجدي أحمد علي".
وأكد حسن عبد البصير، من علماء وزارة الأوقاف، أن الازهر وعلمائه وأئمته سيظلون نقطة ارتكاز للأمن القومي المصري بدعوتهم للتسامح والرحمة والتراحم وتعضديدهم للإنتماء الوطني ونشرهم لأدب الخلاف القائم على أحترام الآخر ووقوفهم خلف الوطن حتى يصبح قائدًا ورائدًا فى شتى المجالات، معبترًا أن الأزهر ودعاته شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء لا تهزها رياح النقد بل تثبت أصالتها وقوة بنيانها.
وأضاف عبد البصير في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن فيلم "مولانا" الذي تم عرضه خلال الأيام القليلة الماضية فى دور العرض السينمائية ينبغى أن يُقابل بالتجاهل وعدم الإهتمام حتى ينتهى تمامًا ولكي لا نعطي له قيمة أكبر من قيمته، قائلًا:" أن علماء الازهر ودعاته على أتم الإستعداد للإستماع لكل نقد بناء يُطور من أدائهم ويظهر فاعليتهم مع عدم الإلتفات للنقد الهدام الذى يهدم ولا يبنى".
قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، أن مؤلف فيلم مولانا معروف تمامًا وموقفه من الأزهر معروف واتجاهات وهدفه من الفيلم.
وأضاف عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر في تصريح خاص لـ" المواطن" أن المؤلف يعرف كيف يضع السم في العسل، قائلًا:"يجب أن نترك هذه الأشياء تموت كما هيّ".
بينما قال الدكتور محمد الزغبي العالم الأزهري، أنه لابد من التصدي لمثل هذا الإجراء الذي يحدث فى الواقع الأليم، موضحًا أن الأزهر لابد وأن يكون على قدر المسئولية في الوقوف ضد إهانة العلماء والعمامة الأزهرية وأن يسعى لاخذ موقفا قويا تجاه هؤلاء.
وأضاف "الزغبي" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الساحة الأزهرية مليئة بالفرسان الأقوياء الذين يستطيعون التصدي لحملات تشوية العلماء تحت مسمى حرية الفكر والتعبير.
وبينما كان للنقاد السنيمائيين رأي أخر تجاه فيلم "مولانا"، حيث أعتبر الناقد السينمائي ''طارق الشناوي'' أن الفيلم يناقش قضيه ساخنه وهي ''الاسلامو فوبيا''، قائلًا:" أري أن من ضمن الأسباب الخوف من الإسلام هو صعود عشرات الدعاة، الذين اصبحوا نجوم في عالمنا العربي، وهؤلاء الدعاه لهم بعد إقتصادي،فتجد برامجهم في الفضائيات تعج بالإعلانات".
وأضاف "الشناوي" خلال مداخلة هاتفية على إحدى البرامج أن موضوع الفيلم ملائم جدا لواقعنا الذي نعيشه، وهو مهم علي المستوي الفكري، وأنتقد'' الشناوي'' الأداء الدرامي للفيلم قائلا:"الفيلم على المستوى السينمائي ليس موازيا للقيمه الفكريه، بل كان المعدل البصري يغلب عليه الرتابه والسرد، وإيقاعه تقليدي في الفيلم، ولذا أري أن الروايه أقوي من الفيلم".
وأشار الناقد السنيمائي إلى نقطتين هامتين بالرواية تم حذفهما من الفيلم، مثل علاقة البطل ''الشيخ حاتم الشناوي'' بـ"ريهام حجاج، والذي أقام معها علاقه غير شرعيه، وعلاقه زوجته بالطبيب وتعايشهم بعد ذلك وتقبلهم لأخطاء بعضهما، وعن مؤلف الروايه، قال رأيت روح إبراهيم عيسي في بعض مشاهد الفيلم، مضيفا أن فكرة الفيلم تتلخص أن'' الشيخ حاتم الشناوي'' وهو إمام مسجد حكومي يتعرض لمحنه وهي إصابة ابنه في حادث في حمام سباحه ويحتاج رحلة علاج طويله، فيتهم ''حاتم'' بالفتاوي الجريئة، والتي من خلالها تأخذه لرحلة صعود للشهرة والفضائيات، مواجهات التيارات والأفكار المتشددة.
كما يمارس عليه ضغوطات من جهات سيادية لتوجيهه أن يسير في دربهم ولتحقيق مصالحهم، ويواجه البطل هذه الصراعات بنوع من الثبات إلي حد كبير محتفظ بآرائه حتي يأتي له تليفون من ابن الرئيس وطالبه بمساعدته لحل مشكله تعرض لها أن له قريب ترك الاسلام واعتنق المسيحية، ويدخل حاتم في صرعات وضغوطات.
وقال المخرج خالد يوسف أن فيلم ''مولانا'' فيلم عظيم ومحترم، وهو يرصد واقع يحدث ويلفت النظر إلي قضية مثارة على أرض الواقع.
وأضاف "يوسف" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الفيلم يناقش قضية شيوخ الفضائيات، والمطالبة بوقفه تعتبر مصادره لحرية الإبداع والذي كفله الدستور، وطالب خالد يوسف منتقدي الفيلم أن يشاهدوه قبل أن يحاكموه.
جدير بالذكر أن فيلم "مولانا" من بطولة النجم ''عمرو سعد'' وشاركه مجموعة من النجوم في البطولة، مثل درة، أحمد مجدي، وريهام حجاج، والراحل الكبير أحمد راتب، وفتحي عبدالوهاب، وسناريو وإخراج مجدي أحمد علي.