تراجيديا عماد حمدي.. من فتى الشاشة الأول إلى ممثل باليومية وعزلة 3 سنوات
الأربعاء 11/يناير/2017 - 10:39 م
اية محمد
طباعة
كان فتى الشاشة الأول في الخمسينات من القرن العشرين، والنموذج الأمثل للرجل الشرقي، ولأن وضع اسمه على "أفيش الفيلم" يحمل تأشيرة النجاح، استطاع تكوين ثروة ضخمة من الفن، بما لا يقل عن شهرته الواسعة حينها، ورغم الحياة العريضة وزواجه ثلاث مرات؛ إلا أن الفصل الأخير في حياته تحول إلى تراجيديا حزينة، كان فيها فتى الشاشة الأول مجرد ممثل بأجر يومي، وزاد الآلم عندما فقد توأمه، لدرجة أنه لم يحتمل ألم الفراق وذهب إليه سريعًا.
ولد الفنان المصري عماد حمدي في محافظة سوهاج، عام 1909، وكان والده يعمل موظفًا، وعلى نهج والده بدأ حياته المهنية "باشكاتب" في مستشفي أبو الريش، إلى أن إلتقى بأحد أصدقائه الذي كان يعمل بالمجال الفني، فساعده في إيجاد وظيفة مناسبة له باستديو مصر، وبالفعل أُسند إليه وظيفة رئيس حسابات بالاستديو، وهو المكان الذي أهله فيما بعد ليكون واحدًا من صناع الفن المصري، حيث تدرج في تعاملاته مع كبار النجوم، وأصبح بعد فترة قصيرة من أهم رموز زمن الفن الجميل، ونجمًا يتربع على عرش كلاسيكيات الزمن الجميل في خمسينيات القرن الماضي.
تعلم عماد حمدي فنون اﻹلقاء أثناء دراسته الثانوية في القاهرة على يد الفنان عبد الوارث عسر، وظهر للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم "عايدة""، عام 1942، لكن الجمهور عرفه على نطاق واسع من خلال فيلم "السوق السوداء"، الذي يعده الكثير من نقاد السينما المصرية من أهم أفلام مدرسة الواقعية في السينما المصرية.
وانطلق عماد حمدي، إلى عالم الأضواء والنجومية، ولقب بـ "فتى الشاشة الأول"، وقام ببطولة العديد من الأفلام الهامة في السينما المصرية؛ منها: "أم العروسة، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، وسيدة القطار، وأبي فوق الشجرة".
ووقف "حمدي" أمام جميلات السينما المصرية في أكثر من عمل فني، وتبادل الكثير من القبلات معهم، ولكن القبلة التي جمعته مع فاتن حمامة في "لا أنام" كانت محل جدل كبير، وأثارت تلك القبلة إعجاب إحسان عبدالقدوس، باعتباره مؤلف العمل، ولكن كان للرقابة رأي أخر، حيث تم تصنيف الفيلم "للكبار فقط".
وبعد هذه القبلة الشهيرة، انتشرت الشائعات حول علاقته بـ"سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة، والتي أثارت الجدل كلما زادت أعمالهما السينمائية معًا، ولكنه لم ينتبه لمثل هذه الشائعات والاتهامات واكتفى بالصمت، وكان رده المفاجئ للجمهور على اتهامه بعلاقة مع فاتن حمامة، بإعلان زواجه من الفنانة شادية، التي كانت تعلم حقيقة الشائعة بينهما.
بدأت قصة حب عماد حمدي وشادية أثناء تصويرهما فيلم "قطار الرحمة"، وتزوجا عام 1953، رغم رفض عائلتها لأنه يكبرها في العمر بحوالي 20 عامًا، وتم الزواج بعد إصرارها في حفل عائلي صغير، وفي أول زواجهما واجه مشاكل كثيرة بسبب نفقة زوجته الأولى، وهي الفنانة فتحية شريف، وبلغ ثمن النفقة في ذلك الوقت ألف جنيه، ولديه ابن منها يدعى "نادر"، ولكن تجاوز عماد هذه المحنة.
وفاجأ الإثنين الجمهور، وأعلنا طلاقهما، بعد زواج استمر 3 سنوات، بسبب غيرته الشديدة على شادية، مما جعلهما في عراك مستمر، وتوقف بعدها عن العمل فترة طويلة، ثم بدأ يعمل بكثرة متفانيًا في عمله حتى يتجاوز أزمة طلاقه من شادية.
وفي عام 1960 اختاره المخرج حسن الإمام، للمشاركة في فيلم "زوجة في الشارع"، وكان ضمن طاقم الفيلم الوجه الجديد الفنانة "نادية الجندي"، وكانت هناك قبلة في الفيلم جمعته بها، وتكرر إعادة المشهد أكثر من 7 مرات بسبب ارتباكها وشعورها تجاهه، وكان عماد، مهتمًا بها جدًا رغم فارق السن الكبير بينهما، وكان يقوم بتوصيلها يوميًا بعد انتهاء التصوير، وبالفعل تزوجا، وأنجبا ابنه الثاني"هشام".
وتم الطلاق أيضًا بعد أن أنتج لها فيلم "بمبة كشر"، وخسر فيه أمواله وشقته، وساد الصمت والحزن في حياته، وجاءت مرحلة الشيخوخة، واستكمل تألقه في دور الأب وقدم أنجح أفلامه منها "أم العروسة، وأبي فوق الشجرة".
لعب الفقر دورًا كبيرًا في المرحلة الأخيرة من حياة عماد حمدي، فبعد أن كان فتى ثري وينفق المال بسخاء شديد، وحذره من ذلك وبشدة صديقه الفنان يحيي شاهين، بقوله: "يجب أن تعمل حساب بكره.. محدش عارف بكره فيه إيه"، ولكنه لم يستمع للنصيحة، فعاش كما يطلق عليه "برنس"، وانتهى به المطاف ممثلًا باليومية في "سواق الأتوبيس" مع نور الشريف، ومات ورصيده في البنك 02 جنيهًا فقط.
أصيب "حمدي" بالاكتئاب الشديد في آخر سنواته، حينما لعب القدر لعبته وهروب المعارف، وضاعت الثروة، خاصةً بعد رحيل شقيقه التوأم، ففضل العزلة ولم يخرج من الشقة لمدة ثلاث سنوات، وأصيب خلال هذه المدة بالعمى، وراح يصطدم بالأشياء، وقد زاره الشيخ محمد متولي الشعراوي ليطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله، وبعدها أحس بالراحة أيامًا قليلًا، ثم دخل غرفته وطلب عدم إزعاجه، وبعد يومين لم يصدر عنه صوت، فقد فارق الحياة يوم 28 يناير عام 1984.
ورحل عماد حمدي، لتبقى أفلامه علامة مميزة من أفضل كلاسكيات الزمن الجميل، في السينما العربية وليست المصرية فقط.
ولد الفنان المصري عماد حمدي في محافظة سوهاج، عام 1909، وكان والده يعمل موظفًا، وعلى نهج والده بدأ حياته المهنية "باشكاتب" في مستشفي أبو الريش، إلى أن إلتقى بأحد أصدقائه الذي كان يعمل بالمجال الفني، فساعده في إيجاد وظيفة مناسبة له باستديو مصر، وبالفعل أُسند إليه وظيفة رئيس حسابات بالاستديو، وهو المكان الذي أهله فيما بعد ليكون واحدًا من صناع الفن المصري، حيث تدرج في تعاملاته مع كبار النجوم، وأصبح بعد فترة قصيرة من أهم رموز زمن الفن الجميل، ونجمًا يتربع على عرش كلاسيكيات الزمن الجميل في خمسينيات القرن الماضي.
تعلم عماد حمدي فنون اﻹلقاء أثناء دراسته الثانوية في القاهرة على يد الفنان عبد الوارث عسر، وظهر للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم "عايدة""، عام 1942، لكن الجمهور عرفه على نطاق واسع من خلال فيلم "السوق السوداء"، الذي يعده الكثير من نقاد السينما المصرية من أهم أفلام مدرسة الواقعية في السينما المصرية.
وانطلق عماد حمدي، إلى عالم الأضواء والنجومية، ولقب بـ "فتى الشاشة الأول"، وقام ببطولة العديد من الأفلام الهامة في السينما المصرية؛ منها: "أم العروسة، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، وسيدة القطار، وأبي فوق الشجرة".
ووقف "حمدي" أمام جميلات السينما المصرية في أكثر من عمل فني، وتبادل الكثير من القبلات معهم، ولكن القبلة التي جمعته مع فاتن حمامة في "لا أنام" كانت محل جدل كبير، وأثارت تلك القبلة إعجاب إحسان عبدالقدوس، باعتباره مؤلف العمل، ولكن كان للرقابة رأي أخر، حيث تم تصنيف الفيلم "للكبار فقط".
وبعد هذه القبلة الشهيرة، انتشرت الشائعات حول علاقته بـ"سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة، والتي أثارت الجدل كلما زادت أعمالهما السينمائية معًا، ولكنه لم ينتبه لمثل هذه الشائعات والاتهامات واكتفى بالصمت، وكان رده المفاجئ للجمهور على اتهامه بعلاقة مع فاتن حمامة، بإعلان زواجه من الفنانة شادية، التي كانت تعلم حقيقة الشائعة بينهما.
بدأت قصة حب عماد حمدي وشادية أثناء تصويرهما فيلم "قطار الرحمة"، وتزوجا عام 1953، رغم رفض عائلتها لأنه يكبرها في العمر بحوالي 20 عامًا، وتم الزواج بعد إصرارها في حفل عائلي صغير، وفي أول زواجهما واجه مشاكل كثيرة بسبب نفقة زوجته الأولى، وهي الفنانة فتحية شريف، وبلغ ثمن النفقة في ذلك الوقت ألف جنيه، ولديه ابن منها يدعى "نادر"، ولكن تجاوز عماد هذه المحنة.
وفاجأ الإثنين الجمهور، وأعلنا طلاقهما، بعد زواج استمر 3 سنوات، بسبب غيرته الشديدة على شادية، مما جعلهما في عراك مستمر، وتوقف بعدها عن العمل فترة طويلة، ثم بدأ يعمل بكثرة متفانيًا في عمله حتى يتجاوز أزمة طلاقه من شادية.
وفي عام 1960 اختاره المخرج حسن الإمام، للمشاركة في فيلم "زوجة في الشارع"، وكان ضمن طاقم الفيلم الوجه الجديد الفنانة "نادية الجندي"، وكانت هناك قبلة في الفيلم جمعته بها، وتكرر إعادة المشهد أكثر من 7 مرات بسبب ارتباكها وشعورها تجاهه، وكان عماد، مهتمًا بها جدًا رغم فارق السن الكبير بينهما، وكان يقوم بتوصيلها يوميًا بعد انتهاء التصوير، وبالفعل تزوجا، وأنجبا ابنه الثاني"هشام".
وتم الطلاق أيضًا بعد أن أنتج لها فيلم "بمبة كشر"، وخسر فيه أمواله وشقته، وساد الصمت والحزن في حياته، وجاءت مرحلة الشيخوخة، واستكمل تألقه في دور الأب وقدم أنجح أفلامه منها "أم العروسة، وأبي فوق الشجرة".
لعب الفقر دورًا كبيرًا في المرحلة الأخيرة من حياة عماد حمدي، فبعد أن كان فتى ثري وينفق المال بسخاء شديد، وحذره من ذلك وبشدة صديقه الفنان يحيي شاهين، بقوله: "يجب أن تعمل حساب بكره.. محدش عارف بكره فيه إيه"، ولكنه لم يستمع للنصيحة، فعاش كما يطلق عليه "برنس"، وانتهى به المطاف ممثلًا باليومية في "سواق الأتوبيس" مع نور الشريف، ومات ورصيده في البنك 02 جنيهًا فقط.
أصيب "حمدي" بالاكتئاب الشديد في آخر سنواته، حينما لعب القدر لعبته وهروب المعارف، وضاعت الثروة، خاصةً بعد رحيل شقيقه التوأم، ففضل العزلة ولم يخرج من الشقة لمدة ثلاث سنوات، وأصيب خلال هذه المدة بالعمى، وراح يصطدم بالأشياء، وقد زاره الشيخ محمد متولي الشعراوي ليطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله، وبعدها أحس بالراحة أيامًا قليلًا، ثم دخل غرفته وطلب عدم إزعاجه، وبعد يومين لم يصدر عنه صوت، فقد فارق الحياة يوم 28 يناير عام 1984.
ورحل عماد حمدي، لتبقى أفلامه علامة مميزة من أفضل كلاسكيات الزمن الجميل، في السينما العربية وليست المصرية فقط.