تحل اليوم الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، تزامنًا مع احتفالات عيد الشرطة المصرية التي حرص رؤساء مصر بالاهتمام بها بداية من عبد الناصر إلى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، فكان لكل رئيس طريقته الخاصة تشجيعا لرجل الشرطة، الذي يحتاج المزيد من الدعم من الشعب والدولة، كما تميز الضابط المصري بتحمل الصعاب وضرب أروع الأمثلة في القتال والتصدي لجماعات الإرهاب ومحاولات النيل من أمن واستقرار الوطن.

يرصد"المواطن"، مظاهر احتفالات رؤساء مصر في عيد الشرطة المصرية:

الرئيس جمال عبد الناصر

قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن يحتفل برجال الشرطة من كل عام فحدد لهم يوما خاصًا بهم، تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية في 25 يناير لعام 1952، حيث ألقى خطابًا تقديرًا لهم عن دورهم المتميز في حماية البلاد قائلًا: "إننا كنا نرقب دائما أيام القتال كيف كان يكافح رجال البوليس العزل من السلاح رجال الإمبراطورية البريطانية المسلحين بأقوى الأسلحة، وكيف صمدوا ودافعوا عن شرفهم وشرف الوطن، كنا نراقب كل هذا وكنا نحس في نفس الوقت أن الوطن الذي يوجد فيه هذا الفداء وتوجد فيه هذه التضحية لابد أن يمضى قدمًا إلى الأمام، لابد أن ينتصر، لقد راقبا معركة الإسماعيلية، كنا نريد أن نفعل شيئا و لكننا في تلك الأيام لم يكن لنا حيلة، ولكن كان هذا يدفعنا إلى الأمام وبدفاعهم واستشهادكم في الإسماعيلية".

زيارة الرئيس السادات لمعرض الشرطة

كان الرئيس السادات يحتفل بعيد الشرطة من كل عام أثناء فترة حكمه للبلاد، ففي عام 1975 كان له احتفالًا بارزًا حيث زيارته لمعرض الشرطة مع وزير الداخلية اللواء محمد النبوي وعدد من المسئولين ورجال الشرطة، كما أن له عدد من الخطابات التي يدعم بها "رجال البوليس"، قائلًا :"كانت حوادث القتال تتفاقم يومًا بعد يوم وكان شباب مصر يقوم بأعمال عظيمة وهو أعزل من كل سلاح إلا وطنيته وإيمانه، وكان رجال البوليس يتحملون العبء الأكبر من أعباء الجهاد ضد جيش كبير كامل التسليح.

خطاب مبارك

أهتم الرئيس الأسبق حسني مبارك بعيد الشرطة المصرية، حيث احتفل به كل عام وسط أفراد الأمن، وكان يقوم بزيارة النصب التذكاري عقب وصوله إلى مقر أكاديمية الشرطة ليضع إكليلا من الورد، كما حرص على إلقاء كلمة تشجيعا لهم، وجاء في أبرز خطابات "مبارك": "إنني حريص كل الحرص على المزيد من ترسيخ حقوق المواطنين وحرياتهم وحريص على الدفاع عن إرادتهم وصون كرامتهم، إننا نحمل في قلوبنا وعقولنا آمالا وأحلامًا وتطلعات كبرى لوطننا وشعبنا ولن نسمح لقوى التطرف والإرهاب أن تعرقل مسيرتنا أو أن تنتزع منا هذه الآمال والتطلعات".

الرئيس المعزول محمد مرسي

أثناء توليه حكم مصر، احتفل "مرسي" بعيد الشرطة في الأكاديمية المصرية، والذي كان يبدأ بتلاوة من القرءان الكريم، في حضور عدد كبير من المسئولين، حيث كان يعتمد على الخطاب الديني في حديثه مع المواطن المصري، محاولا السيطرة على عقولهم.

عدلي منصور وعيد الشرطة

كان الرئيس المؤقت عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية، حريصًا على أن يكون له دورا في احتفالات عيد الشرطة بعد أن اختفت مظاهر الاحتفالات الحقيقة، حيث ألقى خطابا داخل الأكاديمية، قائلا: "اليوم، يوم فريد في حياتي وأظنه أيضًا فريدا في حياة أبناء هذا الوطن، فسعادتي غامرة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة بالوقوف أمامكم، مخاطبا إياكم احتفالا بعيدي ثورة 25 يناير والشرطة سويًا".

واستحوذت الشرطة على أغلب خطاب منصور، فقال إن: "ثورة 30 يونيو أعادت الوطن لأبنائه بعدما حاول البعض اختطاف ثورة 25 يناير"، مشيرا إلى أن "رجال الشرطة الأوفياء وقفوا جنبًا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة البواسل"، لإعادة مصر الثورة إلى مسارها الصحيح.

الرئيس عبدالفتاح السيسي

احتفل الرئيس السيسي أمس بالذكرى الخامس والستين لعيد الشرطة المصرية، في قاعة المؤتمرات الكبرى بأكاديمية الشرطة، وسط حضور المستشار عدلي منصور رئيس مصر السابق، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والإعلاميين.

وتميز خطاب السيسي هذا العام بذكر الشرطة النسائية، حيث قدم تحية وتقدير لهن عن دورهن في المجتمع ومكافحة عدد من الظواهر الداخلية، مؤكدًا على حصول المرأة المصرية على المعاملة اللائقة بالشارع المصري.
وأضاف خلال كلمته في الاحتفال، "لن يفوتني أن أتوجه بالتحية أيضا إلى رجال الشرطة الذين يشاركون في بعثات حفظ السلام بالخارج تحت راية الأمم المتحدة فيرفعون اسم مصر عاليا على الصعيد الدولي، وكذلك إلى العاملين المدنيين بجهاز الشرطة على جهودهم ومساهمتهم الفاعلة في إنجاح هذا الجهاز الوطني وضمان حسن أدائه".

كما ناشد الرئيس السيسي، وزارة الثقافة والمواطنين، تخصيص أوقات لزيارة المصابين من أبطال القوات المسلحة والشرطة، ووجه كلمته لأسر الشهداء والمصريين، قائلًا: "أنا حاسس بكل بيت عندما يسقط شهيد، وأطالب من كل المصريين زيارة المصابين في المستشفيات، والاطمئنان عليهم".
ومنح السيسي، نوط الامتياز من الطبقة الأولى والثانية لمجموعة من ضباط الشرطة، كما وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة.