سيد حجاب.. كان يخفي موهبته خوفا من والده.. و"نبيل منصور" سر التفوق
الخميس 26/يناير/2017 - 12:21 م
منار إبراهيم
طباعة
واحد من كبار الشعراء الذي سبب خبر رحيله مساء أمس، صاعقة داخل الوسط الفني، وساد الحزن بين جميع الفنانين، كما عبر الكثير منهم عن حزنهم بنشر صور برفقته تصطحبها كلمات تدمع لها الأعين، فكان يوصف بطيبة القلب، والعبقرية، كما يتسم شعره بالسهل الممتنع، فتتمتع عند قراءته ولكنه يصعب على كتابته الكثير، هو المبدع الراحل سيد حجاب.
ولد سيد حجاب عام 1940، والتحق بقسم العمارة في كلية هندسة جامعة الإسكندرية عام 1956، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام 1958.
يعد والد سيد حجاب بمثابة المعلم الأول له في الشعر، فقد كان يشاهده في جلسات المصطبة الشعرية حول الموقد في ليالي الشتاء الباردة، وهو يلقى الشعر للصيادين في مباراة يلقي فيها كل صياد ما عنده فكان يدون كل ما يقوله الصيادون ويحاول محاكاتهم وكان يخفى عن والده حتى أطلعه على أول قصيدة كتبها عن شهيد باسم "نبيل منصور" فشجعه والده على المضي قدمًا في هذا الاتجاه، حتى دخل المدرسة وصادق المعلم الثاني شحاته سليم نصر مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضي والذي علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس في قريته.
وقد كان لنشأة سيد حجاب في مدينة المطرية بالدقهلية، وهي مدينة صيادين صغيرة على ضفاف بحيرة المنزلة، تأثير كبير في شعره، وبدا ذلك واضحا منذ ديوانه الأول "صياد وجنيه".
في إحدى ندوات القاهرة التقى حجاب والشاعر عبد الرحمن الأبنودى، ونشأت بينهما صداقة بعد هذا اللقاء، ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين الذي تنبأ له بأنه سيكون صوتا مؤثرا في الحركة الشعرية.
وفى منتصف الستينات من القرن الماضي احتفى المثقفون بأول ديوان له "صياد وجنية"، وبعده انتقل إلى الناس عبر الأثير من خلال مجموعة البرامج الإذاعية الشعرية "بعد التحية والسلام" و"عمار يا مصر" و"أوركسترا"، وقد كان الأبنودى يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب، كل منهما يقدمه 15 يوما وبعد فترة انفصلا وبدأ كل منهما يقدم برنامجا منفصلا.
شارك "سيد" في الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التليفزيونية والسينمائية في محاولة للوصول للجمهور، وقدمه جاهين لكرم مطاوع ليكتب له مسرحية "حدث في أكتوبر".
وعندما دخل "حجاب" مجال الأغنية غنى له كل من عفاف راضي وعبد المنعم مدبولي وصفاء أبو السعود، ثم كتب أغاني لفريق الأصدقاء في ألبومها، ثم أتبعه بألبومين هما "أطفال أطفال" و"سوسة".
ولحن له بليغ حمدي أغنيات لعلي الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضى، وقدم معه الحجار "تجيش نعيش" وكتب لمحمد منير في بداياته أغنية "آه يا بلاد يا غريبة" في أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات في ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها بجانب العديد من تترات المسلسلات التي عرض بعضها في رمضان ومنها "ليالي الحلمية، والمال والبنون، والحقيقة والسراب".
شارك حجاب في إصدار مجلة "جاليرى 68" ونشر بها بعض الدراسات والأشعار، كما كان للأطفال نصيب من إبداعه الكتابي فشارك بكتابة في مجلتي سمير وميكي في الفترة من 1964 إلى 1967.