قصة المجنون الذي أبكى العقلاء
الأحد 05/فبراير/2017 - 05:49 م
روضة إبراهيم
طباعة
رضا الله وحبه، شيء غريزي محفور بقلوب المؤمنين، فحبك وحده هو الذي يدفعك لكي تفعل الصواب، وتخشى عقابه، سنقدم لكم قصة لمجنون يرى الله بعين العاشق الذي يأمل أن ينول رضا الله، هذا المجنون استطاع أن يبكي العقلاء.
تفاصيل القصة: "مر مجنون على عابد يناجي ربه وهو يبكي والدموع منهمرة على خديه وهو يقول: ربي لا تدخلني النار، فارحمني وأرفق بي، يا رحيم يا رحمن لا تعذبني بالنار، إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار فارحمني، وجلدي رقيق لا يستطيع تحمل حرارة النار فارحمني، وعظمي دقيق لا يقوى على شدة النار فارحمني".
ضحك المجنون بصوت مرتفع، فالتفت إليه العابد قائلًا: "ماذا يضحكك أيها المجنون؟، ثم قال: كلامك أضحكني، فردَ العابد: وماذا يضحكك فيه ؟، فقال المجنون: لأنك تبكي خوفًا من النار، وقال: وأنت ألا تخاف من النار ؟، قال المجنون: لا، لا أخاف من النار، فضحك العابد وقال: صحيح أنك مجنون".
ورد المجنون: "كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم، رحمته وسعت كل شيء؟، فقال العابد: إن عليَ ذنوبًا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار، وإني أبكي كي يرحمني ويغفر لي ولا يحاسبني بعدله بل بفضله ولطفه، ورحمته حتى لا أدخل النار"
فضحك المجنون بصوت أعلى من المرة السابقة، لينزعج العابد وقال: "ما يضحكك، وقال: أيها العابد عندك رب عادل لا يجور وتخاف عدله، عندك رب غفور رحيم تواب، وتخاف ناره، فقال العابد: ألا تخاف من الله أيها المجنون ؟، فقال المجنون: بلى إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره".
تعجب العابد وقال: "إذا لم يكن من ناره فمِم خوفك؟، ثم قال المجنون: "إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي، لماذا يا عبدي عصيتني، فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني، فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه، فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنة، وأجيبه بلسان كاذب، فإن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس".
تعجب العابد وأخذ يفكر في كلام هذا المجنون، ثم قال المجنون: "أيها العابد سأقول لك سرًا، فلا تذِعه لأحد، فقال العابد: ما هو هذا السرُ أيها المجنون العاقل، فردَ المجنون: أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا، قال العابد: لماذا يا مجنون، فردَ عليه: لأني عبدته حبًًا وشوقًا، وأنت يا عابد عبدته خوفًا وطمعًا، وظني به أفضل من ظنك، ورجائي منه أفضلُ من رجائك، فكُن أيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو، فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفأ بها فرجع بالنبوة، وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجنونًا".
ذهب المجنون يضحك، والعابد يبكي، ويقول: لا أصدق أن هذا مجنون، فهذا أعقل العقلاء، وأنا المجنون الحقيقي.
تفاصيل القصة: "مر مجنون على عابد يناجي ربه وهو يبكي والدموع منهمرة على خديه وهو يقول: ربي لا تدخلني النار، فارحمني وأرفق بي، يا رحيم يا رحمن لا تعذبني بالنار، إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار فارحمني، وجلدي رقيق لا يستطيع تحمل حرارة النار فارحمني، وعظمي دقيق لا يقوى على شدة النار فارحمني".
ضحك المجنون بصوت مرتفع، فالتفت إليه العابد قائلًا: "ماذا يضحكك أيها المجنون؟، ثم قال: كلامك أضحكني، فردَ العابد: وماذا يضحكك فيه ؟، فقال المجنون: لأنك تبكي خوفًا من النار، وقال: وأنت ألا تخاف من النار ؟، قال المجنون: لا، لا أخاف من النار، فضحك العابد وقال: صحيح أنك مجنون".
ورد المجنون: "كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم، رحمته وسعت كل شيء؟، فقال العابد: إن عليَ ذنوبًا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار، وإني أبكي كي يرحمني ويغفر لي ولا يحاسبني بعدله بل بفضله ولطفه، ورحمته حتى لا أدخل النار"
فضحك المجنون بصوت أعلى من المرة السابقة، لينزعج العابد وقال: "ما يضحكك، وقال: أيها العابد عندك رب عادل لا يجور وتخاف عدله، عندك رب غفور رحيم تواب، وتخاف ناره، فقال العابد: ألا تخاف من الله أيها المجنون ؟، فقال المجنون: بلى إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره".
تعجب العابد وقال: "إذا لم يكن من ناره فمِم خوفك؟، ثم قال المجنون: "إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي، لماذا يا عبدي عصيتني، فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني، فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه، فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنة، وأجيبه بلسان كاذب، فإن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس".
تعجب العابد وأخذ يفكر في كلام هذا المجنون، ثم قال المجنون: "أيها العابد سأقول لك سرًا، فلا تذِعه لأحد، فقال العابد: ما هو هذا السرُ أيها المجنون العاقل، فردَ المجنون: أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا، قال العابد: لماذا يا مجنون، فردَ عليه: لأني عبدته حبًًا وشوقًا، وأنت يا عابد عبدته خوفًا وطمعًا، وظني به أفضل من ظنك، ورجائي منه أفضلُ من رجائك، فكُن أيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو، فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفأ بها فرجع بالنبوة، وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجنونًا".
ذهب المجنون يضحك، والعابد يبكي، ويقول: لا أصدق أن هذا مجنون، فهذا أعقل العقلاء، وأنا المجنون الحقيقي.