فاتن حمامة.. "نصيرة" المرأة على شاشات السينما
الأربعاء 08/مارس/2017 - 07:56 م
ايناس سعد
طباعة
لم يقتصر دور السينما دائما على أن تكون شاهدًا على الأحداث، بل سعت إلى عرض القضايا الهامة التى تشغل المجتمع، فى محاولة لإلقاء الضوء عليها وإيجاد الحلول.
وربما كانت قضايا المرأة واحدة من أكثر القضايا التى شغلت صناع السينما، وقدموا العديد من المشاريع الفنية التى تعرضت لمختلف المشكلات التى واجهتها، ونجد أن أبرز النجمات اللاتى انشغلن بعرض تلك القضايا كانت سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامه، والتى ناقشت العديد منها فى أعمالها.
وفى التقرير التالى نعرض أبرز أعمال "فاتن حمامة" السينمائية، والتى ناصرت من خلالها قضية المرأة.
مع بداية فترة الخمسينات، وتحديدًا عام 1952، قدمت فاتن حمامة أولى خطوات مشوارها مع قضايا المرأة، من خلال فيلم "الأستاذة فاطمة" مع كمال الشناوى، وعبد الفتاح القصرى، ولولا صدقى، ورياض القصبجى، وأخرجه فطين عبد الوهاب، والذى تناول من خلال أحداثه مشكلة "فاطمة "التى تعانى من عدم ثقة المجتمع فى عمل المرأة، وهو ماتواجهه فور تخرجها من كلية الحقوق، لتخرج إلى مجال العمل، وتكتشف عدم ثقه الموكلين بها، إلا إنها فى النهاية تستطيع اثبات جدارتها بعد أن أنقذت جارها وحبيبها "عادل "، من تورطه بقضية قتل.
ثم قدمت عام 1959 تعاون فنى، مع المخرج هنرى بركات، بفيلم "دعاء الكروان "، بمشاركة أحمد مظهر، وزهرة العلا، وأمينة رزق، وميمى شكيب، وتعرضت أحداثه لقضية ظلم المجتمع للمرأة، فى قضايا الشرف، وكيف تصبح هى المتهمة الوحيدة والمذنبة التى قد تعاقب بفقدان حياتها فى المقابل، وذلك من خلال "أمنة" التى فقدت شقيقتها الوحيدة "هنادى"، بعد أن أغواها مهندس الرى، وتقرر الانتقام منه ومن المجتمع الظالم.
عام 1963 كان فيلمها "الباب المفتوح"، والذى حصد العديد من الجوائز، ومثل التعاون الثانى مع المخرج هنرى بركات، وبطولة صالح سليم، وحسن يوسف، ومحمود مرسى، ومحمود الحدينى، وناقش أحداث الفيلم حرية المرأة التى تبحث عنها خلال رحلتها، ويحاول المجتمع أن يسلبها منها، وتمثلت فى "ليلى" الفتاة التى ترى الدنيا من خلال باب مفتوح على حريتها، فى اختيار الحياة التى تناسبها وهو ما يساعدها عليه"حسين"، الشاب الثائر الباحث عن حرية وطنه.
وخلال فترة السبعينات، قدمت سيدة الشاشة 3 أعمال جديدة، مثلت صرخة للمرأة الباحثة عن حقوقها، فكانت البداية عام 1972، مع فيلم " إمبراطورية ميم" للمخرج حسين كمال، والأبطال أحمد مظهر، وسيف أبو النجا، وهشام سليم، وليلى حمادة، وتعرض الفيلم لمعاناة "منى"، الأرملة فى مجتمع يجعلها حائرة بين مشاكل أبنائها التى تسعى لحلها، مع الحفاظ على كيان الأسرة، وبين قلبها الذى تعلق بـ"أحمد"، الذى يمثل لها المستقبل.
وفى عام 1975 قدمت واحدًا من أهم الأعمال، التى غيرت من مسار القانون المصرى، ليضع قوانين ناصفة لحقوق المرأة للمره الأولى، وهو "أريد حلا"،مع المخرج سعيد مرزوق، والنجم رشدى أباظة، ومحمد السبع، وأمينة رزق، وهو قضية "درية"، التى ترفض الاستمرار مع زوجها الدبلوماسى الظالم، فتلجأ إلى القضاء لينصفها، لكنها تفاجىء بتعرضها للظلم الذى يستمر أربعه أعوام من عمرها، وفى النهاية يستطيع التحايل على القانون ليضع نهاية قصتها برفض دعوى الطلاق.
ومع نهاية السبعينات عام 1977،عادت حمامة للتعاون مع بركات مرة أخرى،بفيلم" أفواه وأرانب"، وشاركها فريد شوقى،و محمود ياسين، وعلى الشريف، وحقق نجاح جماهيرى وفنى كبير، وتصدر حينها قائمة شاشات العرض المصرية، وربما كانت النظرة المستقبلية التى تناولها صناع الفيلم، سبب رئيسى فى نجاحه حيث تناول مشكلة عدم التنظيم فى الانجاب، وما تعانيه المرأة من تلك الظاهره، من خلال "نعمة" التى تعيش مع شقيقتها و9 أبناء، وزوج غير مسئول، فتقع ضحية للزواج الغيابى من أجل المال، وتتعرض لفقدان حبها لمحمود.